عدد من قادة «كديما» يصطفون لخلافة أولمرت

ليفني تظل الأوفر حظا للفوز بمنصبه

TT

قبل أن يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، التخلي عن كرسيه، مؤقتا أو الى الأبد، بدأ القادة الإسرائيليون يصطفون في طابور طويل لخلافته. لكن صاحبة الحظ الأوفر هي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.

وكونها تتولى منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، فإنها ستحل محله في حالة خروجه الى عطلة أو إعلانه تجميد وظيفته كرئيس للحكومة. فالقانون يمنحها هذا الحق ويعطيها 100 يوم كاملة لأداء هذا الدور. فإذا أغلقت الشرطة ملف التحقيق ضد أولمرت، فإنه سيعود الى منصبه. وإذا وجهت الشرطة له لائحة اتهام واستقال من منصبه، فإن الحكومة كلها تعتبر مستقيلة، وسيكون على رئيس الدولة، شيمعون بيريس، ان يكلف أحد أعضاء الكنيست مهمة تشكيل حكومة. أولمرت من جهته محتار. فهو يفضل ألا يستقيل، وأن يخرج الى عطلة. ولكنه ليس متحمسا لإعطاء هذا المنصب هدية للوزيرة ليفني، لأنه حاقد عليها وغاضب من تصرفها تجاهه ويعتبرها ناكرة للجميل. فهو رفعها الى أعلى منصب من بعده، وهي ـ حسب رأيه ـ غرزت السكين في ظهره. ولديه امكانية لأن يقيلها قبل أن ينسحب. ويعين مكانها قائما آخر بالأعمال. ويطرح في هذا السياق اسمان، شاؤول موفاز وآفي ديختر. وموفاز هو وزير الدفاع الأسبق ورئيس أركان الجيش الأسبق، وحرص على ابداء التعاطف مع أولمرت. ولذلك فهو صاحب أكبر الاحتمالات، بدعوى انه رجل عسكري قادر على مواجهة التحديات العسكرية. وأما ديختر، فمع انه رئيس سابق للمخابرات إلا انه يتعاون مع ليفني، وهذا يقلص احتمالاته. بيد ان اقالة ليفني، ليست بالأمر السهل، وقد تعود الى نحر أولمرت. فهي الوزيرة الأكثر شعبية في اسرائيل اليوم. فالجمهور يودها أكثر من غيرها. ومن يسيء اليها لن يخرج سالما من الناحية الجماهيرية. وأولمرت لا يحتاج الى المزيد من الاغتراب عن الناس. ولكن ليفني تواجه بمعارضة من متنافسين آخرين في حزب «كديما». فبالاضافة الى موفاز وديختر، هناك وزير الداخلية مئير شطريت أيضا. وجميعهم يقولون ان من يخلف أولمرت يجب أن ينتخب في الحزب. ويرى موفاز انه الأقدر على سحب أصوات من الليكود، كونه قادما من صفوفه وشخصية عسكرية ذات رصيد. وليفني تقول انها الوحيدة القادرة على ابقاء «كديما» حزب سلطة لأنها الأكثر شعبية. وديختر يبني على تحالف مستقبلي مع ليفني. وشطريت، الذي يعتبر الأكثر اعتدالا والأقل شعبية، يقول انه حان الوقت لرئيس وزراء مع أجندة سلام يسحب الأصوات من الليكود في صفوف اليهود الشرقيين ويستطيع ان يبقي حزب «شاس» لليهود الشرقيين في الائتلاف. وأما إذا استقال أولمرت فإن بيريس سيفضل تكليف عنصر من «كديما»، الحزب الذي أسسه مع شارون وأولمرت، لتشكيل الحكومة. ولكن في هذه الحالة ينبغي على «كديما» اختيار قائد مقبول على أحزاب الائتلاف، خصوصا حزب «شاس»، الذي من دونه لا توجد حكومة. فإذا فشل، فإنه سيكون مضطرا لحل الكنيست واعلان انتخابات جديدة.

وحسب استطلاعات الرأي، فان الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو سيكون صاحب أكبر احتمالات الفوز في الانتخابات. وعندها تشهد اسرائيل انقلابا في الحكم. ومن المشكوك فيه أن تصل اسرائيل الى هذا الوضع لأن غالبية الأحزاب تخشى من خسارات في انتخابات مبكرة.