الجعفري يعلن رسميا «تيار الإصلاح الوطني»

نائب عن «القائمة العراقية» يتوقع له الفشل بسبب «غياب الفكر الواضح»

TT

يشهد العراق حاليا انبثاق وتشكيل قوى وتيارات سياسية جديدة بعضها عبارة عن تحالفات لقوى وأحزاب وشخصيات من داخل العملية السياسية والبرلمان، وأخرى تعتبر قوى جديدة على الساحة في ظل تجاذبات وتقاطعات سياسية تحضيراً لانتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراؤها  في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وتم الاعلان امس رسميا عن تشكيل «تيار الإصلاح الوطني» الذي يضم اطرافا وقوى سياسية واجتماعية وثقافية ودينية بزعامة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري والزعيم الاسبق و«التاريخي» لحزب الدعوة الاسلامية الذي يترأسه في الوقت الحاضر رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي بعد خلافات على منصب قيادة الحزب بحسب مقربين من التنظيم.

وقال الجعفري في مؤتمر صحافي عقده امس ببغداد للاعلان عن تياره الجديد «لقد تم تشكيل (تيار الإصلاح) بمشاركة عدد من الشخصيات من مختلف الكتل والأحزاب السياسية داخل البرلمان وخارجه بهدف نبذ حالة الطائفية والمحاصصة ومحاربة الميليشيات، فضلا عن بناء الطاقات الشبابية الواعدة»، مؤكدا أن «الرغبة في العمل من أجل خدمة العراق» هي التي دفعته لتشكيل هذا التيار. وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين فان الجعفري يحاول من خلال زعامة التيار الجديد العودة مجددا وبقوة للساحة السياسية. من جهته، أكد صلاح عبد الرزاق عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن السبب الذي دفع الجعفري لتشكيل هذا التيار لم يكن نتيجة خلافات كبيرة بين قيادات الحزب، وانما جاء لوجود توجه معين او اجتهاد من اجل استيعاب شرائح وقوى وطنية واجتماعية أخرى في اطار أشمل من الإطار الحزبي. وقال عبد الرزاق «لا توجد هناك معارضة لتيار الجعفري او الافكار والتوجهات التي تقدم بها في الوقت الحاضر داخل حزب الدعوة وقياداته، وانما كانت المعارضة موجهة ضد آلية التنفيذ حول استيعاب قوى أخرى خارج اطار الحزب نفسه». وأضاف «ان تشكيل هذا التيار أدى الى تعميق الخلاف في وجهات النظر داخل أروقة الحزب بطريقة أو بأخرى بسبب عدم الاتفاق على التوقيت لأن الساحة العراقية تعاني في الوقت الحاضر من التمزقات، وان مثل هذا الموضوع كان لا بد ان يخضع لدراسة معمقة».

الى ذلك، توقع النائب عن القائمة الوطنية العراقية وائل عبد اللطيف فشل هذه التكتلات والائتلافات الجديدة بسبب سيطرة القوى المتصدية للعمل السياسي حاليا على مراكز القوى في البلاد، إضافة الى أن عملية بناء هذه الائتلافات وتشكيلها لم يكن على أسس واقعية وعلمية وانما تمت نتيجة توافقات عقائدية وحزبية، وهو من شأنه أن يؤدي الى تفريط عقدها بسهولة مثلما حصل خلال الفترة الماضية. وقال لـ«الشرق الاوسط» إن التوقع بفشل هذه التيارات السياسية «هو بسبب غياب الفكر الواضح والمتفق عليه بين القوى والأطراف التي شكلت هذه الائتلافات الجديدة، وغياب العمل الجماعي والرغبة بالحصول على أكبر قدر من المنافع والمناصب».