وزير الخارجية الفرنسي يصل الناصرية فجأة في مستهل زيارة للعراق

كوشنير يفتتح اليوم قنصلية لبلاده في أربيل

TT

على مقربة من اثار زقورة أور السومرية في ضواحي محافظة الناصرية ( 360 كم جنوب العاصمة العراقية بغداد) حطت طائرة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير أمس في «قاعدة الإمام علي» الجوية في أول زيارة لمسؤول فرنسي للمدينة وصفت بالمفاجئة.

وأكد مصدر حكومي في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» أن عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الذي كان يحضر احتفالا في القاعدة لتوديع قطعات من الجيش الاسترالي المشارك ضمن القوات المتعددة الجنسيات استقبل الوزير الفرنسي. وأضاف انه كان من المتوقع أن يلتقي كوشنير مساء امس عددا من مسؤولي المحافظة كما يقوم بزيارة إلى جامعة ذي قار.

وأعرب سكان المحافظة عن ارتياحهم لزيارة مسؤول فرنسي كبير إلى المحافظة من المؤمل ان تفضي الى مزيد من تعاون البلدين وإقدام الشركات الفرنسية على تنفيذ مشاريع استثمارية تعود بالفائدة للمدينة. واكد طلبة الجامعة ضرورة استثمار زيارة الوزير الفرنسي للمحافظة بغية ايجاد منافذ للتعاون بين جامعة ذي قار والجامعات الفرنسية وحصول طلبتها على بعثات دراسية.

وعلى صعيد اخر قال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان أمس إن كوشنير سيفتتح اليوم القنصلية الفرنسية في مدينة أربيل بحضور رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني وكبار المسؤولين الأكراد. وأضاف فلاح مصطفى أن افتتاح القنصلية الفرنسية يعد بداية مرحلة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين إقليم كردستان وفرنسا. وأوضح مصطفى انه من المتوقع ان يلتقي كوشنير رئيس الإقليم مسعود بارزاني وكبار المسؤولين في الحكومة. وأشار إلى ان المهام الرئيسية للقنصلية هي التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي بين حكومة الاقليم وفرنسا. يذكر ان كوشنير زار العراق لأول مرة في اغسطس (آب) من عام 2007 لتكون الزيارة الأولى لوزير فرنسي منذ ان عارضت باريس الحرب على هذا البلد عام 2003.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد المهدي قوله ان «زيارة وزير الخارجية هي مستهل لبداية علاقات بين بلدينا على كافة الميادين». وعبد المهدي قيادي كبير في المجلس الاسلامي الاعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، عاش خلال منفاه في فرنسا عدة سنوات وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد ويتكلم الفرنسية بطلاقة.

وقال مصدر دبلوماسي ان زيارة كوشنير الى العراق جاءت بدعوة من الرئيس العراقي جلال طالباني. واكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان «الزيارة تعكس تجديد الالتزام السياسي لفرنسا مع التقدير للعراق وشعبه». وخلال زيارته، سيجري الوزير الفرنسي محادثات مع الرئيس طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ومع نظيره العراقي هوشيار زيباري.

واضاف بيان للخارجية الفرنسية ان «الزيارة ستكون فرصة للتعبير عن تواجد فرنسا للعمل لتشجيع المصالحة الوطنية في العراق (...) وتعبر عن التضامن، خصوصا في مجال الصحة».