حر بغداد يدفع بأهلها للنوم على السطوح

TT

مع اقتراب الصيف واشتداد الحرارة، ومع انقطاع التيار الكهربائي، يجد الكثيرون من أهالي بغداد ملاذا في سطوح منازلهم ليلا، رغم تحليق مناطيد أميركية ومشاعل التنوير.

ويخشى السكان من ان تكون المناطيد مجهزة بكاميرات، فيما تطلق الطائرات احيانا مشاعل التنوير، التي تتسبب بنزول قطع ورقية شبة معدنية سوداء اللون، يسميها اهالي بغداد «اوراق الذكرى»، في اشارة الى ان القوات الاميركية ترسل تلك الوريقات لتذكير الاهالي بانها مسيطرة على الأجواء.

ويقول عامر حسين، 44 عاما، لـ«الشرق الأوسط»، انه كلما اشتدت الحرب، التي اعتادها اهل بغداد، يهبط الى داخل الدار ويتحمل واطفاله حرارة الجو في الداخل، وعندما تهدأ الاجواء الحربية يعاود الصعود الى السطح. ويقول احمد عبد الله، الذي يسكن منطقة القادسية، «لقد عدنا للنوم على السطح، مع تحليق الطائرات الاميركية التي ترمي بمشاعل التنوير او (الورق) كما نسميه، ولا نعرف الاسباب وراء هذا الامر». واشار الى ان اطفاله يخشون هذا الامر فيضطرون للدخول الى المنزل مع والدتهم هربا من «اوراق الذكرى» تلك.

وتقول اخلاص الطائي، وهي من سكنة منطقة الرحمانية، ان السطوح استخدمت من قبل اهالي المنطقة في نقل المواد الغذائية بين البيوت بعد ان حوصرت اثر مواجهات مسلحة عنيفة «واستخدمت للاغاثة بين ابناء المنطقة، وكان احد اصحاب الافران في المنطقة يوزع الخبز على البيوت في عملية اطلقنا عليها (عملية السطوح النارية)، وكان الخبز يصلنا يوميا عبر هذه الطريقة من صاحب الفرن».