سليمان أكد ضرورة تعزيز قوى الأمن الداخلي وطالب بإزالة صوره من الشوارع

استقبل نائب وزير الدفاع الأميركي والسفير السعودي

TT

اكد أمس رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان، ان «من واجب القوى الامنية التعاون والتنسيق في ما بينها، بهدف تعزيز الامن في البلاد واشاعة اجواء الطمأنينة والاستقرار في نفوس المواطنين»، داعياً الى تعزيز عمل قوى الأمن الداخلي، قيادة وضباطا ورتبا وافرادا. وركّز خلال استقباله وفدا من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برئاسة المدير العام اللواء اشرف ريفي، الذي قدم اليه التهاني بانتخابه، على اهمية توافر عناصر المشاركة والتواصل واللامركزية باعتبارها معايير اساسية لحسن القيادة والانتاجية. وإذ اعرب ريفي عن ثقة قوى الأمن بـ«أن رعايتكم من موقعكم الرئاسي ستعطي قوى الأمن دفعاً اضافياً للاستمرار في اداء مهمتها»، معاهدا الرئيس على «ان نكون يدا واحدة وان نبقى الى جانب الجيش كما كنا دائما خلف قيادتكم الحكيمة». وردّ سليمان مشددا على ضرورة قيام القوى الأمنية المختلفة، ولاسيما قوى الأمن الداخلي بالمهمات الموكلة اليها باندفاع ومناقبية وتجرد لتوفير الطمأنينة للمواطنين وسائر المقيمين على الاراضي اللبنانية. وقال: «من حق المواطن عليكم ان توفروا له الأمن والاستقرار. واذا كانت الظروف التي شهدتها البلاد قبل اسابيع اثرت على اداء القوى الامنية، فان الارادة الوطنية الجامعة التي تحققت بعد اتفاق الدوحة، واعادة تكوين السلطات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية، وصولا لاحقا الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والتحضير للانتخابات النيابية، ستشكل عوامل مهمة في تعزيز الهدوء والاستقرار الذي تحميه القوى الامنية وتحصنه». واضاف: «ان التعاون التام بين المؤسسات الامنية هو عامل اساسي في تعزيز ثقة المواطنين بقواهم الامنية. من هنا، تكمن اهمية اعادة تعزيز مجلس قيادة قوى الامن الداخلي في اطار الوحدة الوطنية، لتكون كل القرارات مستندة الى قواعد التوازن الوطني، الذي يشكل الضمانة الحقيقية لوحدتنا الوطنية».

كذلك التقى سليمان نائب وزير الدفاع الاميركي اريك اديلمان والقائمة باعمال السفارة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون، مع وفد من وزارة الدفاع الاميركية والسفارة الاميركية في بيروت. وإذ جدد ادلمان تهاني الادارة الاميركية الى سليمان، بحث معه في سبل التعاون بين البلدين وتحديدا في المجال العسكري. وخلال الاجتماع اكد ترحيب بلاده بالرؤية التي اعلنها سليمان في خطاب القسم لجهة تعزيز اللحمة بين اللبنانيين والتوافق في ما بينهم حول القضايا المطروحة.

وعقب اللقاء صرّح ادلمان: «هذه زيارتي الثالثة للبنان في غضون ستة أشهر، وقد تحدثت مع فخامة الرئيس عن السبل الآيلة الى توفير التجهيزات اللازمة للقوات المسلحة، ومنها المروحيات والآليات الاخرى التي تعزز سرعة الجنود، ليتمكنوا من تحمّل مسؤولياتهم الوطنية بالشكل المناسب، كالانتشار في الجنوب تماشيا مع القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن».

وعن امكان دعم الولايات المتحدة الحكومة المقبلة للرئيس فؤاد السنيورة التي ستضم وزراء من حزب الله، قال: «هذه الحكومة منتخبة والوزراء الذين سيكونون فيها يمثلون الشعب اللبناني. وقد اعربت للرئيس السنيورة عندما التقيته اننا سنتابع عملنا معه كما فعلنا دائما».

ومن زوار سليمان، السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجه، الذي نقل اليه تهاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز وكبار المسؤولين في المملكة.

وعقب اللقاء، صرح خوجة: «نتمنى ان يبدأ السياسيون بالتفكير والتعلم من تجاربهم لان البلاد تحتاج فعلا الى الاستقرار والنمو الاقتصادي والازدهار». وأضاف: «من الطبيعي ان تأخذ العملية السياسية دورها بالنسبة الى تأليف الحكومة. المهم الآن انه اصبح للبنان رئيس للجمهورية وبدأت المؤسسات تعمل من جديد، وهذا هو الاهم. ونحن نتمنى لهذه البلاد كل الخير والازدهار والتقدم، وان ينتهي المسار الديمقراطي لتأليف الحكومة في اقرب وقت». وعن تخوفه من ان تؤثر الاحداث الأمنية المتنقلة على اتفاق الدوحة ودور المملكة في حماية هذا الاتفاق، قال: «أتمنى ان تتوقف الاحداث الامنية، لا بل الا تحصل ابدا. كما نأمل من الاعلام في الا يساعد على تأجيج هذه الامور، لكي تهدأ النفوس وتبلسم الجراح». وعن دور اضطلعت به السعودية في اعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة، قال: «هذا غير صحيح. لبنان بلد ديمقراطي والحكومة مسارها ديمقراطي، وهناك اكثرية واقلية. ولو كلف (رئيس كتلة المستقبل النيابية)، النائب سعد الحريري بتأليف الحكومة لكانوا قالوا ان المملكة مارست ضغوطا لتولي الحريري رئاسة الحكومة. هذا كله كلام وشائعات. اؤكد ان المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان الذي يعرف كيف يحكم نفسه ويقود مسيرته الديمقراطية». وعما اذا وجه دعوة رسمية الى سليمان لزيارة المملكة، قال: «الرئيس سليمان مرحب به في اي وقت، فالسعودية بلده».

سئل: ما رأيكم في استكمال المسعى القطري لدى سورية وما يحكى عن خطوة مقبلة ستكون بقيام تمثيل دبلوماسي بين لبنان وسورية؟ فأجاب: «نأمل في ان يتحقق التمثيل الدبلوماسي. لا اعرف حقيقة ما هي الخطوات بالضبط، ولا استطيع بالتالي ان اتكلم عن غيري». من جهة أخرى، صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيان طالب فيه سليمان اللبنانيين بـ«ازالة الصور واللافتات المرفوعة في كل المناطق اللبنانية، وكذلك سائر المظاهر الاحتفالية التي واكبت الاستحقاق الرئاسي». وأوعز الى الجهات الرسمية والبلديات المعنية متابعة تنفيذ رغبته ابتداء من الاثنين 2 حزيران (يونيو) 2008، اذا لم يبادر المعنيون الى التجاوب تلقائيا معها. وأشار البيان الى ان الرئيس يتطلع «الى ان تبادر سائر القيادات اللبنانية الى اتخاذ خطوات مماثلة في ازالة الصور واللافتات والشعارات المتعلقة بها، نظرا الى الضرر الذي تلحقه هذه المظاهر بالبيئة والتشويه الذي تحدثه في الطبيعة، اضافة الى ما قد تثيره من مشاعر الاستفزاز». كما وقع مراسيم ترقية ضباط الجيش اللبناني الذين استحقوا الترقية في عام 2007 والتي لم توقع في حينها بسبب الازمة.