مقدونيا: الانتخابات النيابية تعكر صفو الهدوء والجمال

بلد لا يزال يرزح تحت خط الفقر والاضطرابات العرقية

TT

يتوجه نحو 1.7 مليون شخص ممن يحق لهم التصويت إلى صناديق الاقتراع اليوم في انتخابات برلمانية مبكرة في مقدونيا ذلك البلد الجميل في البطاقات البريدية فقط ولكنه لا يزال يرزح تحت الفقر والاضطرابات العرقية.

ويبلغ عدد عرقية السلافيك المقدونيين نحو ثلثي عدد السكان البالغين 2.1 مليون نسمة وتنتمي الغالبية العظمى من تلك العرقية الى الديانة الارثوذكسية المسيحية. ويشكل الالبان ربع عدد السكان ويهيمنون على المناطق الشمالية الغربية على طول الحدود مع ألبانيا وإقليم كوسوفو التابع لصربيا وتقطنه أغلبية ألبانية والذي أعلن استقلاله مؤخرا عن بلجراد. وتلك التركيبة السكانية لمقدونيا التي انفصلت سلميا عن يوغوسلافيا السابقة عام 1993 إلى جانب تطلعات الالبان في العيش في دولة موحدة أوجدت حالة مستعصية من السخط العرقي والعنف الكامل مثلما حدث في عام 2001.

وتدخل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي «ناتو» دبلوماسيا للتوسط في التوصل الى تسوية للسلام والاصلاح تعهدت للالبان بمزيد من الحقوق ونهاية للصراع. بيد أن التباطؤ في تطبيق الاتفاق كان مصدرا لحدوث احتكاكات بين الساسة المقدونيين والالبـان.

وليس لعرقية أخرى مثل الاتراك أو (الغجر) أو الصرب أو أي عرقية أخرى تأثير على مناحي الحياة في مقدونيا مثلما هو الحال مع الالبان. وإلى جانب ألبانيا في الغرب وكوسوفو في الشمال فأن مقدونيا التي لا تقع على منافذ بحرية، تحدها صربيا وبلغاريا واليونان باتجاه حركة عقارب الساعة. ومقدونيا متورطة في نزاع دبلوماسي مرير مع اليونان التي تدعي أن اسم مقدونيا يعود لاقليم تابع لها وهو النزاع الذي كلف سكوبي حتى الان عضوية الناتو والفاتورة مرشحة للزيادة.

وعلى الرغم من أن مقدونيا مرشحة للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي منذ عام 2005 فأن تباطؤ الاصلاحات بسبب الغليان السياسي وسيادة النزعة الشعبوية وتفشي الفساد كلها أمور تركت مقدونيا التي تعتبر الاقل نموا بين جمهوريات يوغوسلافيا السابقة الست تلهث وراء ركب المستويات الاوروبية. فمتوسط الاجور يصل بالكاد إلى 15 ألف دينار (395 دولارا) ولذا فأن المواطن المقدوني المتوسط بصرف النظر عن انتمائه لأي عرقية لا يتمتع إلا فيما ندر بالتنوع الجمالي لبلاده.

وتتمتع مقدونيا وهي أقل قليلا من مساحة بلجيكا بهضاب وسهول موفورة الخضرة والقمم العالية التي يصل 11 منها الى اكثر من الفي متر والبحيرات الكبيرة الى جانب التلال والاودية الرأسية التي يجري في أدناها الجداول المائية.

فبحيرة أوهريد التي يبلغ طول ساحلها 85 كيلومترا تتقاسمه البانيا ومقدونيا تعد واحدة من أعمق البحيرات في أوروبا قرابة 300 متر وتأوي عشرات من اشكال الحياة النباتية والبحرية المعمرة.

وعلى الشاطئ وعلى بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي سكوبي العاصمة واكبر المدن بها توجد مدينة أوهريد القديمة التي حازت شهرتها كأكبر مقصد سياحي عالمي منذ انتهاء الصراعات في يوغوسلافيا السابقة ومقدونيا. أما جبل سارا في الشمال فهو أعلى مركز للتزلج في يوغوسلافيا السابقة وحاز على بعض الرواج التجاري بيد أنه بحاجة الى المزيد من الدعم المادي المطلوب لجلب الاعمال من خارج المنطقة.