مرسوم ملكي بتعيين يهودية سفيرة للبحرين في واشنطن خلال أسابيع

أشارت إلى ذلك «الشرق الأوسط» في أبريل الماضي

TT

كما كشفت «الشرق الأوسط» في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، أعلن رسميا في البحرين عن تعيين اليهودية هدى نونو، سفيرة في الديوان العام لوزارة الخارجية البحرينية، كخطوة أولى قبل صدور مرسوم ملكي بتعيينها سفيرة لبلادها في الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر تحدثت أمس لـ«الشرق الأوسط» في العاصمة البحرينية المنامة، فإن تعيين نونو في وزارة الخارجية «هي خطوة بروتوكولية» قبل صدور إعلانها سفيرة في واشنطن، وتوقعت المصادر أن يتم صدور مرسوم من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين خلال العشرة أيام المقبلة بتعيينها سفيرة لدى الولايات المتحدة.

وفيما تعذر الاتصال بهدى نونو، التي بدا أنها خارج البحرين، أمس قال لـ«الشرق الأوسط» ابراهيم بشمي عضو مجلس الشورى البحريني، إن تعيين نونو سفيرة لدى أميركا «يعد رسالة بحرينية للعالم أجمع بأن البحرين لا تميز بين مواطنيها، ولا تفرق بين كل الطوائف والمذاهب التي تعيش على أراضيها».

واستبعد بشمي أن يكون تعيين هدى نونو جاء بسبب ديانتها اليهودية ورغبة بلاده من الاستفادة من طائفتها في هذا التعيين، وقال «زاملت نونو وأنا على ثقة من أن تعيينها تم بناء على كفاءتها ومهارتها وليس لأنها يهودية فقط»، مشيرا إلى أن المرأة البحرينية كانت سباقة في المناصب الدبلوماسية عندما تم تعيين بيبي العلوي سفيرة لدى الصين، والشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أول سفيرة عربية لدى فرنسا، قبل انتخابها رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

واعتبر ابراهيم بشمي أن هدى نونو ستفيد البحرين في المرحلة المقبلة في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين بلاده والولايات المتحدة، مضيفا أن خلفيتها الثقافية والدراسية ستساعدها كثيرا في إنجاز مهمتها المقبلة على أكبر وجه.

وهدى نونو هي الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، وعينها الملك حمد بن عيسى آل خليفة عضوة في مجلس الشورى في ديسمبر 2006.

وعائلة نونو البحرينية (يهودية من أصل عراقي)، وجاءت العائلة إلى البحرين منذ أكثر من قرن من الزمان، ووالدها أحد التجار المعروفين في البحرين، وهو الراحل عزرا نونو، وابن عمها عضو مجلس الشورى السابق إبراهيم نونو، وهي أم لطفلين وتحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من بريطانيا. كما أنها أحد المؤسسين لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان وتم انتخابها أميناً عاماً للجمعية في عام 2002.  وفي العشرينات من القرن الماضي، كان ابراهيم نونو جد سفيرة البحرين الجديدة في واشنطن ممثلا عن اليهود في المجلس البلدي، الذي اقامه البريطانيون في 1919، حيث كان التمثيل في ذلك المجلس يقوم على اساس ديني.

وكان ذلك المجلس يضم ممثلين عن السكان السنة والشيعة وممثل للبحرينيين من اصل ايراني والمسيحيين وممثل عن المقيمين من شبه القارة الهندية، خصوصا الهندوس والبهرة الاسماعيليين.

واليهود البحرينيون طائفة لا يتجاوز عددهم الخمسين فردا، ينشطون في مجال التجارة، وباستثناء بعض الفترات التي أعقبت الحروب الاسرائيلية العربية، فإن تعايشهم مع نظرائهم من المواطنين المسلمين، كان مضربا للمثل بين البحرينيين أنفسهم، ولم تسجل أي خلافات أو اعتداءات بين أفراد الجالية نسبة لديانتهم اليهودية.

وستكون نونو (43 عاما) أول امرأة يهودية تعين سفيرة لدولة عربية في الخارج، وأول سفير غير مسلم لدولة خليجية، وستتولى منصبها خلفا للسفير الحالي الدكتور ناصر البلوشي الذي يمثل بلاده في واشنطن منذ سبتمبر 2005. وكانت هدى نونو عضوا بمجلس الشورى البحريني، واحتلت لمدة ثلاث سنوات مقعد ابن عمها العضو السابق في المجلس إبراهيم ديفيد نونو.