مبعوث أميركي في أبيي: دمار المنطقة ناجم عن تطبيق سياسة «الأرض المحروقة»

الحركة الشعبية تؤكد وجود 11 ألف جندي نظامي

TT

قال ريتشارد وليامسون الموفد الاميركي الى السودان ان بلدة ابيي الغنية بالنفط باتت الان خالية من السكان، بعد ان زارها اول من أمس، مشيرا الى ان «الاكواخ المحروقة والمنهوبة تمتد على مدى البصر في البلدة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وأنه رأى دمارا ناجما عن تطبيق سياسة «الارض المحروقة» في البلدة التي شهدت هذا الشهر قتالا عنيفا بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية الجنوبية ما أدى الى فرار عشرات الاف المدنيين. وطالب بقوة فصل دولية مقبولة من الخرطوم وجوبا.

وكشفت مصادر في الخرطوم ان المواقف بين شريكي الحكم في السودان، (حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، والحركة الشعبية برئاسة النائب الاول للرئيس سلفا كير)، ما زالت متباعدة بشأن حل نزاع منطقة «ابيي»، مؤكدة انه لم يحدث اي تقدم ملحوظ. وتنتهي اليوم مهلة 72 ساعة كان قد حددها الطرفان للتوصل الى اتفاق حول أزمة المنطقة.

وكان الرئيس عمر البشير، قال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اليابانية طوكيو التي زارها، ان شريكي الحكم يبحثان انشاء ادارة مشتركة لابيي، دون الخوض في جداول زمنية لحدوث ذلك. وهو نص عليه بروتوكول حل النزاع الوارد ضمن اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وقال الدكتور رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية رئيس جانب الحركة في اللجنة السياسية التنفيذية للشريكين في تصريحات صحافية أن المواقف بين الشريكين لا تزال متباعدة حول مشكلة أبيي، واضاف «لم يحدث أي تقدم ملحوظ رغم المقترحات الجديدة التي دفعت بها الحركة لتضييق شقة الخلاف مع شريكها»، ونوه الى أن اللجنة التنفيذية المشتركة من الطرفين ستواصل اجتماعاتها لتقريب وجهات النظر. ودعا مشار الطرفين الى التحلي بالجدية المطلوبة بشأن قضية أبيي. وقال ان «الجميع في شوق لايجاد حل لهذه المشكلة بأسرع ما يمكن».

الى ذلك، نفى ناطق باسم الجيش السوداني اتهامات من الجيش الشعبي الجناح العسكري للحركة الشعبية ان تكون القوات الحكومية رفعت من عدد جنودها في ابيي، وقال المقدم الصوارمي خالد سعد بمكتب الناطق الرسمي باسم الجيش لـ«الشرق الاوسط» ان وجود الجيش هناك عادي لا يحمل اي مؤشر جديد، وان القوات الموجودة فقط هي اللواء 31 وهي هناك قبل التطورات الاخيرة في المنطقة، واضاف ان اي حديث عن رفع عدد القوات الحكومية هناك غير صحيح.

وكان القائد في الجيش الشعبي سلفا كاثوك قد قال في تصريحات ان هناك 11 الف جندي حكومي في ابيي الان، بينما كان عدد الجنود في المنطقة يتراوح بين 3000 الى 4000 جندي فقط، وقال القائد ماثوك ان الجيش الشعبي على بعد لا يقل عن 29 كيلومترا عن ابيي. وذكر وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب لوكا بيونق ان المبعوث الاميركي للسلام في السودان ريتشارد وليامسون نقل الى زعيم الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت الذي التقاه في مدينة جوبا رغبة الادارة الاميركية في مشاركة الحركة في الجولة الجديدة للحوار الاميركي السوداني لتطبيع العلاقات المشتركة والذي يبدأ في الخرطوم اليوم، «لكنها تنظر بعين الاعتبار لدواعي مقاطعة الحركة الشعبية للجولة احتجاجا على ما اسمته تصاعد الاوضاع في ابيي».

وفي مقابلة مع رويترز قال ريتشارد وليامسون ان الاكواخ المحروقة والمنهوبة تمتد على مدى البصر في بلدة ابيي الخالية الان من المدنيين. وقال وليامسون الذي تفقد البلدة أول من أمس انه رأى دمارا ناجما عن تطبيق سياسة «الارض المحروقة» في البلدة التي شهدت هذا الشهر قتالا عنيفا بين الجيش السوداني والجنوبية أدى الى فرار عشرات الاف المدنيين.

وقال وليامسون في اتصال هاتفي من اقليم دارفور الواقع في غرب السودان حيث كان مجتمعا مع زعماء محليين «كان المشهد حقا كما لو كانت نهاية للعالم. الناس ذهبوا... لم أر مدنيين». واضاف «احترقت أسطح ما يقرب من 90 في المائة من الاكواخ. كانت هناك ملابس متناثرة هنا وهناك. لم يكن هناك غير الدمار.. أحياء دمرت بكاملها».

وقال وليامسون ان تقديرات أعداد القتلى من المدنيين في أبيي التي وصلته تتراوح بين عدة عشرات وما يصل الى 100 قتيل. وقال ان القتال في أبيي تبعته أعمال سلب ونهب قامت بها قبائل المسيرية العربية على ما يبدو. واضاف «من قاموا بعمليات السلب أخذوا كل شيء له قيمة واحرقوا الاكواخ عند رحليهم». وقال وليامسون انه يعتقد أن هناك حاجة لنشر «قوة فصل» لمنع تجدد أعمال عنف بين الشمال والجنوب في أبيي وانه سيطرح ذلك في محادثاته مع السلطات في الخرطوم في الايام المقبلة. وأضاف «لا بد من الفصل بين الطرفين. لا بد من وجود قوة فصل للفصل بين الطرفين تكون مقبولة لكل من الخرطوم وجوبا».