اليمن: المعارضة ترفض اتهامات الحزب الحاكم بدعم الحوثيين وتتمسك بالحوار

TT

رفضت أحزاب اللقاء المشترك، التكتل الرئيسي المعارض في اليمن، اتهامات الحزب الحاكم بدعمها للحوثيين في الحرب ضد السلطة في محافظة صعدة. وقال بيان لأحزاب المعارضة وزع على الصحافيين في مؤتمر صحافي عقدته قيادة هذا التكتل المعارض في مبنى اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي بصنعاء أمس، إن الأزمة الخطيرة والشاملة التي تكتوي بنيرانها البلاد كشفت عن فشل السلطة المريع وعجزها الفاضح عن اتخاذ أية معالجات أو حلول جادة تخرج البلاد من حالة الأزمة التي صنعتها وأنتجتها سياسات السلطة وممارساتها الخاطئة والرافضة لكل المشاريع والخطوات الإصلاحية الجادة.

وقال البيان إن الأزمة استفحلت وأصبحت تزلزل حاضر اليمنيين وتقوض مستقبلهم وتكاد تأتي على المكتسبات الوطنية للشعب اليمني وثمرات الأجيال على مدى قرن من الزمان بصورة يمكن القول معها إن اليمن لم يعد قادرا على التكيف مع هذه الأزمة. وأضاف البيان الحزبي المعارض أنه بالرغم من هذه الأمور فلا يزال الممسكون بالسلطة يقامرون على السير في الطريق الخطأ ويدفعون بالبلاد إلى مزيد من الأزمات والاحتقانات. وانتقدت أحزاب المعارضة ما سمته باستخدام السلطة للغة الرصاص والقنابل والمدافع ومختلف أشكال وجبروت الآلة العسكرية ضد المواطنين والإصرار على تجاهل المطالب السياسية والحقوقية المشروعة لأبناء الجنوب ومواجهة نشطاء الحراك السلمي بالإجراءات القمعية والممارسات التعسفية غير القانونية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في الحالة القائمة. لكن المعارضة بالرغم من هذا الهجوم على السلطة فقد جددت تمسكها بالموقف المبدئي والثابت حول الحوار باعتبارها قيمة حضارية راقية لحل كافة الاختلافات والتباينات، وحملت السلطة المسؤولية الكاملة في إجهاض نتائج الحوارات السابقة وإفراغ الاتفاقات التي تم التوصل إليها عبر حوار مضن وشاق من مضامينها التنفيذية والتي كان يمكن لو وجدت طريقها للتنفيذ لجنبت اليمن الكثير من المآسي والويلات. وأعلنت المعارضة عن تبنيها للقاء وطني تشاوري يضم القوى والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الحزبية وقادة الرأي وعلماء الدين الذين يؤمنون بضرورة إصلاح سياسي وطني شامل عبر حوار وطني تحت سقف الوحدة الوطنية حول كل الملفات العالقة بعقل وقلب مفتوحين لإنقاذ البلاد وإخراجها من حالة الأزمة وحافة الهاوية.

وحول اتهام السلطة للمعارضة بالوقوف مع الحوثيين، قال الأمين العام لحزب الإصلاح، عبد الوهاب الأنسي، إن التواصل معهم هو بنفس التواصل بينهم وبين الرئيس علي عبد الله صالح. لكنه قال إن أحزاب اللقاء المشترك لم تدخل مع الحوثيين في أي حوار أو اتفاقيات، وأضاف «إن الطريق الصحيح لحل الأزمة القائمة في محافظة صعدة يتمثل في الحوار وأن يتم تحمل النتائج لذلك الأمر بما يسفر عنه من اتفاقات بين الطرفين»، في اشارة غير مباشرة إلى اتفاق الحكومة والحوثيين بما عرف باتفاق الدوحة الذي جرى بين الحوثيين والحكومة في فبراير (شباط) الماضي. وعبر عن أمل المعارضة في الوصول إلى حل للخلاف من دون استخدام القوة، وأوضح أن المعارضة لا تزال تبذل جهدها لحل المشكلة لتجنيب البلاد نزيف الدم وإهدار الإمكانيات. بينما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي، في ذات المؤتمر الصحافي، إن البلاد محتقنة في أكثر من مكان، وإذا لم تستطع السلطة إدارة حوار سياسي يعترف بالأزمة، فإن ذلك سيدفع بالبلاد إلى منزلقات اكبر. وأشار إلى أن المناخ الراهن ليس مناخ انتخابات حرة ونزيهة كما تطالب بها المعارضة. وكانت اللجنة العامة للحزب الحاكم قد اتهمت أحزاب المعارضة بتشجيع ودعم الحوثيين في التمرد الذي يقودونه في مديريات بمحافظة صعدة وأن موقفها من هذا الصراع كان متخاذلا ومتسما بالتشفي.