مشاركون في المؤتمر الإسلامي للحوار لـ«الشرق الأوسط»: المراكز الإسلامية في الخارج قد تكون الأقدر على الحوار مع الآخر

خادم الحرمين وحديث باسم مع الشيخ يوسف القرضاوي (أ.ف.ب)
TT

فتح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، وللمرة الأولى، أمام فقهاء وشعوب العالم الإسلامي أسئلة عدة. تبدأ من شرعية الحوار مع غير المسلمين، وتتواصل إلى آلية وشكل الحوار، ولا تنتهي بطرح السؤال الأهم: هل يبالي الآخر بهذا التجمع الإسلامي الضخم لتحديد منهجية واحدة للحوار معه؟! ومع دخول ثاني أيام المؤتمر، يزداد شغف الحصول على أجوبة تلك الأسئلة الملتهبة لدى متابعي نقاشات مئات الشخصيات الاسلامية التي اجتمعت للعودة بالمسلمين من طريق التعصب والكراهية، إلى السماحة والود.

فاليوم يتحاور الفقهاء والدعاة خلال جلستهم الثالثة من جلسات المؤتمر الإسلامي العالمي تحت عنوان «مع من نتحاور؟» في أربع مسائل محددة. هي باختصار تبحث بين طرائق المؤسسات الإسلامية داخل وخارج العالم الإسلامي عن الأسلوب الأنجع الواجب الاقتداء به.

فهناك من يرى أن الأقدر على إيجاد المعادلة المتوازنة لمثل هذا الحوار، لن يوجد إلا لدى مؤسسات المجتمع المدني. خاصة لدى المؤسسات والمراكز الإسلامية المهاجرة في دول كالولايات المتحدة وأوروبا.

ويؤكد الدكتور ناجي العرفج، وهو المدير العام لمراكز التواصل الحضاري بالمنطقة الشرقية في السعودية، هذا الطرح المتعلق بالمؤسسات الإسلامية في الخارج، ويعلله كونهم ـ أي المراكز في الخارج ـ الأكثر فهما للأمور اللغوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويضيف «في تقديري أن المؤسسات الممثلة للمسلمين في الخارج، هي أكثر من يستطيع ضغط الأزرار المناسبة، كونهم يأتون من خلفية ومرجعية البلد الواحد».

ويشاطر شفيق الرحمن عبد الله الرئيس العام للمركز الثقافي الإسلامي في أستراليا زميله العرفج، خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، الرأي. ويعتبر أن قدرتهم على ممارسة حياتهم وشعائرهم وفق المنهج الإسلامي يعود للحرية المتاحة لهم في البلدان الغربية.

ويقول شفيق الله «أنظمة تلك البلدان التي تمنحنا الحرية في نشاطاتنا، توفر لنا فرصة تبادل الأحاديث بحرية مع أصحاب الأديان الأخرى».

إذن من حيث المبدأ، يبدو أن المؤسسات الإسلامية في الخارج، هي الأقدر لإيضاح الصورة لنظرائهم في البلدان الإسلامية، وبتوفر العامل النفسي الراغب في إقامة حوار مع الآخر، يعود السؤال: ما هي الآلية؟

المهاجر إلى أستراليا منذ 33 عاما شفيق الله، يجيب قائلاً «مثل ما كان في الماضي التجار المسلمون هم المحاورون والناقلون لرسالة الإسلام، فالآن الوضع تطور وأصبح الطلبة هم سفراء الإسلام».

يشار إلى أن الطلبة السعوديين هم الأكثر على مستوى الدول الإسلامية سفرا للعلم إلى دول الأوروبية والولايات المتحدة، نتيجة إقامة الحكومة السعودية برنامجا خاصا لابتعاث من أجل الدراسة، حيث يبلغ عدد الطلاب والطالبات السعوديين في أستراليا أكثر من 10000 شخص.

ويقول الدكتور العرفج، الذي زار العديد من المراكز والمجتمعات الإسلامية في الدول الغربية خلال العقدين الماضيين، «لا أعتقد أن هناك أي منهجية موحدة أو عمل مؤسساتي منظم، بل هي اجتهادات فردية للقائمين على تلك المراكز أي بين قوسين «فزعات»، إضافة إلى دور الطلاب ورجال الأعمال والسياح لتلك الدول».

ويطالب مدير مركز التواصل الحضارة، بضرورة اتخاذ التوجيه الرباني للمسلمين بالدعوة إلى الحوار بحد يتفق عليه الجانبان، أو «أرضية مشتركة» حسب تعبيره، وبإيضاح أكبر يتحدث «هو عدم اعتماد الأحكام المسبقة للآخر في كلا الاتجاهين».

ولكن إيجاد تلك «الأرضية المشتركة» للحوار بحاجة للتنازل عن بعض الثوابت، كما يرى البعض، ففي حين يلاحظ تقدم المسلمين خطوة باتجاه أصحاب الديانات الأخرى، وبالتحديد المسيحيين، فإن ردة الفعل تكون خطوات للخلف.

وفي هذا السياق، يشدد الدكتور ناجي العرفج، «نلاحظ الآن، عندما نتحاور مع الآخر قد نتنازل عن مسلمات أو قيم أو ثوابت، فهذه يجب أن تبقى ثوابت. لأن الآخر في الغرب واميركا يحتفظ بثوابته وقيمه، فلماذا دائما ينتظر أن نقدم نحن التنازلات. يجب أن يكون هناك إنصاف في الطرح». ويستطرد الدكتور العرفج «نحن نعطي بحكمة وبحب وبكل أنواع الكرامة، ولكن لا أن يقال لي آمن بمبادئنا واترك مبادئك».