جهاز الإحصاء المركزي: إسرائيل تمارس الإرهاب وتستنزف البيئة الفلسطينية

اتهمها باستخدام الضفة مكبا للنفايات وقطع حوالي مليون و630 ألف شجرة مثمرة وجرف 3 آلاف دونم دفيئات و13 ألف دونم مساحات خضراء و14 ألف دونم محاصيل

TT

اتهم الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اسرائيل باستنزاف الموارد البيئية في الأراضي الفلسطينية وتدميرها. وقال في بيان له، تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه، بمناسبة يوم البيئة العالمي، ان الموارد البيئية الفلسطينية تستنزف، بسبب ما وصفه البيان «بالارهاب» ووحشية وهمجية الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (سرقة المياه والاستيطان وشق الطرق وغبار المصانع ودفن النفايات). وفي المقابل لم يغفل التقرير دور الفلسطينيين انفسهم، وقال إن الإدارة الخاطئة لهذه الموارد من قبل الفلسطينيين على كافة مستوياتهم وقطاعاتهم تلعب دورا محوريا في التدمير والاستنزاف لهذه البيئة.

وقال بيان الإحصاء المركزي ان المستوطنات الاسرائيلية، تعتبر، من أبرز مظاهر التدمير الإسرائيلي للبيئة الفلسطينية. وأوضح «ان عملية الامتداد الأفقي للمستعمرات ترافقها مجموعة من النشاطات المدمرة بشكل مباشر على البيئة في الأراضي الفلسطينية. وتشمل تجريف ومصادرة الأراضي الزراعية لأغراض شق الطرق وتوفير الحماية للمستوطنين. وحسب التقرير فان الجيش الاسرائيلي دمر خلال 7 سنوات، واقتلع 1630 ألف شجرة مثمرة وجرف الفين و852 دونما من الدفيئات الزراعية و13 الفا و148 دونما من المساحات الخضراء المكشوفة، و14 ألفا و77 دونما من المحاصيل الحقلية. وسلط التقرير الضوء على عشرات المصانع الكيماوية المنتشرة في هذه المستوطنات، وقال انها تنفث ملايين الأطنان من الغازات السامة، في هواء الفلسطينيين، وتضخ كميات كبيرة من الغبار في الهواء في التجمعات الفلسطينية المحيطة بهذه المستوطنات. وبحسب التقرير، فان هذه الغازات والأتربة والغبار الناتجة عن المنشآت الإسرائيلية تتسبب في إلحاق الأضرار بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية وبصحة المواطن الفلسطيني الذي يتناول المحاصيل الناتجة عنها. واوضح التقرير، ان هناك مصانع اسرائيلية في شمال الضفة الغربية، تشمل مصانع عسكرية ومصانع للطلاء الخاص بالمعادن ومصانع الأسمدة والمبيدات الحشرية، ومصانع لصهاريج الغاز ومصانع عوازل الثلاجات والأفران ومصانع البلاستيك ومصانع الأقمشة والألبسة وغيرها من المصانع الملوثة، تنتج مواد ونفايات ضخمة وتستخدم الأراضي الفلسطينية كمكبات للنفايات.

وتتهم المؤسسات الحقوقية، اسرائيل بدفن النفايات في الاراض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحديدا في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. وكانت سلطة جودة البيئة، قد هاجمت مرارا، ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات تطال البيئة في الأراضي الفلسطينية، مخالفةً بذلك القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات البيئية الدولية. متهمة اسرائيل بالعمل على تدمير منظم للحياة الفلسطينية.

وتبدو الضفة الغربية مقطعة الاوصال بمستوطنات وحواجز وطرق التفافية مخصصة للاسرائيليين فقط. وأشار التقرير الى هذه الطرق الالتفافية كصورة اخرى للاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية، حيث بلغ مجموع أطوال الطرق الالتفافية في الأراضي الفلسطينية 764.4 كيلومتر، سببت إزالة الغطاء النباتي لمسافات طويلة وحدت من حركة الحيوانات البرية والتي بدورها تؤثر على التوازن البيئي. وفي معرض رصده للاعتداءات الاسرائيلية، على البيئة الفلسطينية، قال جهاز الاحصاء ايضا، ان 475 ألفا و760 مستوطنا اسرائيليا في الضفة الغربية يستهلكون ما مقداره 142.7 مليون لتر يوميا من مجموع كميات المياه في الضفة الغربية. وأكد التقرير، وفق احصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية ان القوات الإسرائيلية ومنذ بدء الانتفاضة الثانية عام 2000 وحتى نهاية 2007 هدمت 455 بئرا مع معداتها، كما هدمت 1.858 من البرك وخزانات المياه.

وحسب التقرير، فإن الجدار الفاصل، عزل حوضين جوفيين، يقدر عدد الآبار فيهما بـ165 بئرا بطاقة ضخ تقدر بـ33 مليون متر مكعب في السنة. إضافة إلى حوالي 53 ينبوعا بطاقة تصريفية تقدر بـ22 مليون متر مكعب سنويا. وقال التقرير إن إسرائيل تنقل هذه المياه الى الداخل ما يعني قيامها «بنهب وسرقة نسبة هائلة من الموارد المائية التي سيتم حرمان الفلسطينيين منها، وستشكل تهديداً لحياتهم».