الكنيست يقر بالقراءة الأولى قانونا يجعل القدس عاصمة لكل الشعب اليهودي

وسط نشاطات استيطانية واسعة وعشية ذكرى حرب 1967

TT

وسط نشاطات استيطانية مكثفة في الضفة الغربية، وعشية ذكرى حرب 5 يونيو (حزيران) 1967، أقر الكنيست الاسرائيلي أمس، تعديل قانون القدس التوسعي بما يجعل المدينة المقدسة للأديان الثلاثة «عاصمة أبدية موحدة ليس لإسرائيل فحسب بل أيضا للشعب اليهودي في كل أماكن وجوده».

وأقر المشروع في القراءة الأولى بتأييد أحزاب الائتلاف الحاكم وقوى اليمين المعارض (58 نائبا)، وبمعارضة الأحزاب العربية وحزب ميرتس اليساري. وسيمر المشروع في عدة مراحل قانونية وثلاث قراءات أخرى حتى يدخل في كتاب القوانين الإسرائيلية. وقال النائب أبيشالوم غيلان، من حزب ميرتس، ان هذا المشروع يعتبر معنويا استفزازيا وهدفه وضع عراقيل أمام تسوية سلمية مع الفلسطينيين تقوم على أساس مبدأ «دولتين للشعبين»، لأنه يهدف الى حرمان الفلسطينيين من حقهم في القدس الشرقية المفترض انها العاصمة للدولة الفلسطينية. واعتبر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، هذا المشروع احتلاليا وغبيا. وأكد انه لا يعرف أي قائد فلسطيني يقبل بالسلام مع اسرائيل من دون اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وكانت الضفة الغربية قد شهدت، أمس، عدة نشاطات استيطانية لتهويد الأرض الفلسطينية، في مركزها اعادة بناء بؤرة استيطانية قرب الخليل والسيطرة على المزيد من أراضي قرية نعالين غرب رام الله، بهدف بناء الجدار الذي يعزل سكان القرية عن ألوف الدنمات من أراضيهم، والسيطرة على أراضي قرية عين يبرود شمال غرب رام الله.

ففي منطقة الخليل، عند مدخل مستوطنة كريات أربع، أمضى المستوطنون طول الليل وحتى صباح أمس في اعادة بناء كنيس يهودي، كان قد هدمه الجيش الليلة قبل الماضية. وقالت رئيسة لجنة الدفاع عن البؤر الاستيطانية، يهوديت كاتسوفر، ان الجيش هدم أربع بؤر استيطانية لإرضاء الولايات المتحدة. وان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، تباهى خلال لقائه مع وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، أول من أمس، بأنه رغم مصاعبه الداخلية أمر بهدم هذه البؤر. ولكنها قطعت أقواله وقالت: «ثلاث بؤر فقط وليس أربعا، لأن المستوطنين أعادوا بناء الكنيس في قريات أربع». وأضافت كاتسوفر متباهية، «لقد نجحنا للمرة الثالثة والثلاثين في أن نعيد بناء الكنيس».

وفي نعالين، هاجمت قوات حرس الحدود الاسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين ومعهم عدد من أنصار السلام اليهود والأجانب، الذين حاولوا عرقلة أعمال البناء في الجدار العازل. فألقت عليهم قنابل الغاز واعتدت بالضرب واعتقلت عددا من الفلسطينيين وأحد النشطاء اليهود. وفي عين يبرود، تقدم عدد من المواطنين ومعهم منظمتان اسرائيليتان تعملان في خدمة قضايا حقوق الانسان اليهودية («بتسيلم» و«يش دين»)، الى محكمة العدل العليا بدعوى لهدم تسعة منازل بناها المستعمرون على أراضي القرية بهدف توسيع مستوطنة «عوفرا»، شمال غرب رام الله. ورفعت الدعوى ضد وزارة الدفاع ومجلس المستوطنات في المنطقة، وكشف فيها المدعون انه رغم ان الاستيطان في هذه البقعة تحديدا يعتبر غير قانوني حتى حسب القوانين الإسرائيلية لأنه بني من دون تصاريح، فإن الجيش سمح بتزويد البيوت بالمياه والكهرباء وخدمات المجاري، وطالبوا بقطع هذه الخدمات عنها فورا. من جهة ثانية، احتفل المستوطنون اليهود في مستوطنة «أرئيل» غرب نابلس بمرور 30 عاما على تأسيسها. وكان ضيف الشرف في الاحتفال، الرئيس شيمعون بيريس، الذي كان قد أدى دورا في بناء المدينة. وتوجهت اليه حركة «سلام الآن» برسالة احتجاج، طالبته فيها بالامتناع عن المشاركة في الاحتفال، كونها ستفهم موافقة منه على تخليد الاستيطان في فلسطين ووضع عراقيل أمام مفاوضات السلام. ولكنه لم يتجاوب مع الدعوة، وألقى كلمة بارك فيها على انجازات المستوطنة.