أوباما يقضي يومه الأول بالدفاع عن إسرائيل وينفي «الإشاعات» حول ولائه لها

السياسة الخارجية تتصدر الحملات المضادة بين الديمقراطيين والجمهوريين

TT

أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك اوباما أمس انه سيعمل على «إلغاء» التهديد الذي تشكله إيران لمنطقة الشرق الأوسط وللأمن الدولي، معتبرا ان القدس (المحتلة) يجب ان تبقى عاصمة «موحدة» لإسرائيل. وبينما دافع اوباما عن موقفه المؤيد لاسرائيل، بدأ الحزب الجمهوري يشدد حملته ضد المرشح الديمقراطي باتهامه بـ»سجل ضعيف تجاه اسرائيل». وكانت السياسة الخارجية بارزة امس في اول يوم من المنافسة الفعلية بين اوباما وخصمه المرشح الجمهوري جون ماكين، وخصص الحزبين الجمهوري والديمقراطي مساحات واسعة في صفحتهما الرئيسية لانتقاد السياسة الخارجية لكل مشرح بعد خروج المرشحة هيلاري كلينتون من السباق.

وفي خطاب القاه امام الاجتماع السنوي لـ«لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية» (إيباك)، اقوى منظمة ضغط مؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة، قال اوباما: «بصفتي رئيسا، لن اقوم باي تنازلات عندما يتعلق الامر بامن اسرائيل». واضاف ان حديثه الى «ايباك» من قلبي وكصديق حقيقي لإسرائيل»، مطالباً المساندين لإسرائيل بالا يصدقوا «الاشاعات» التي تصدر عن عدم التزامه بامن اسرائيل من قبل منافسيه، في اشارة واضحة الى ماكين. واعتبر ان «الذين يهددون اسرائيل يهددوننا»، واعدا بتقديم كل الوسائل الممكنة لاسرائيل من اجل الدفاع عن نفسها ضد «كل التهديدات التي مصدرها غزة او طهران». ووعد بعمله على تقديم 30 مليار دولار الى اسرائيل خلال 10 اعوام من الدعم العسكري. وهو التصريح الاول العلني لاوباما بعد ان اعلن ليل أول من أمس انه سيكون مرشح الحزب الديمقراطي الى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان اوباما قد وعد خلال حملته للانتخابات التمهيدية، بالتفاوض، في حال انتخابه رئيسا، مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. واتهمه منافسه الجمهوري جون ماكين بالسذاجة والضعف في مواجهة ايران. وشدد اوباما الاربعاء على دعمه للدولة العبرية، مشيدا بما اسماه «العلاقات الوثيقة» بين الولايات المتحدة وإسرائيل. واعتبر اوباما أمس «ان ايران تشكل اكبر تهديد لإسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف «هذا التهديد خطير وحقيقي وهدفي سيكون ازالة هذا التهديد»، مؤكداً «سأستخدم كافة الوسائل المتاحة لدي لمكافحة هذا التهديد». كما وعد بالتدخل شخصيا من اجل مساعدة اسرائيل على «اقامة دولتين، دولة يهودية ودولة فلسطينية، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن». واضاف ان «القدس ستبقى عاصمة اسرائيل ويجب ان تبقى موحدة». ومن اجل تحقيق هدف اقامة دولتين، رأى اوباما انه يجب «عزل» حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى ان تتخلى هذه المنظمة عن الارهاب وان تعترف بحق اسرائيل في الوجود وان تقر بالاتفاقات السابقة الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، في تراجع ملحوظ من موقفه المطالب بالتفاوض مع خصوم الولايات المتحدة من اجل احلال السلام. واكدت كلينتون من جهتها في الاجتماع ذاته ان منافسها باراك اوباما سيكون «صديقا جيدا لإسرائيل»، في اعتراف ضمني بخسارتها في السباق على ترشيح الحزب الديمقراطي الى الانتخابات الرئاسية الاميركية. وقالت كلينتون في خطابها «اعلم ان السناتور اوباما يدرك ما هو التحدي هنا»، مضيفة «لنكن واضحين، اعلم ان السناتور اوباما سيكون صديقا جيدا لإسرائيل».

وكان اوباما اشاد في خطابه بكلينتون. وقال للمؤتمرين «ستحظون بامتياز الاستماع الى مرشحة استثنائية وشخص استثنائي في خدمة الخير العام». واضاف «انها صديقة حقيقية لإسرائيل، انها سناتورة كبيرة لولاية نيويورك، لقد صنعت التاريخ الى جانبي خلال الاشهر الـ16 الماضية»، كونها اول سيدة تطمح للوصول الى الرئاسة وهو اول مرشح رسمي لحزب رئيسي يخوض الانتخابات الرئاسية الاميركية. وتحدث اوباما عن التزامه بسياسة الانسحاب من العراق، لكنه لم يحدد الفترة الزمنية لهذا الانسحاب مثلما فعل بالسابق. وقال: «سنخرج من العراق بحذر يساوي تسرعنا في الدخول»، معتبراً ان البقاء في العراق «يقوي ايران». وكانت تصريحات اوباما امس موجهة للتصدي الى الحزب الجمهوري الذي يصوره على انه ضعيف في مجال السياسة الخارجية. وكانت الصفحة الاولى لموقع الحزب الجمهوري أمس مكرسة لإظهار «سجل اوباما الضعيف تجاه اسرائيل»، بالإضافة الى «سياساته المتقلبة تجاه قادة العالم». ووزع الحزب الجمهوري رسالة الكترونية هذا الاسبوع تحذر من «ضعف سجل اوباما تجاه اسرائيل» وخاصة في ما يخص ايران و«حماس». ولقد وضع الحزب الجمهوري ساعة تعد الدقائق والساعات التي مرت منذ زيارة اوباما الاخيرة الى العراق، وقد وصلت امس الى 878 يوماً، متهمة له بـ«استعداده للقاء (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد ورفضه لقاء قياداتنا العسكرية». ورد الحزب الديمقراطي امس بتخصيص اعلان على الصفحة الاولى من موقعه الالكتروني للتنديد بسياسة ماكين تجاه العراق. وقال الاعلان «ماكين يريد ابقاءنا في العراق 100 عام»، مطالباً الشعب الاميركي بعدم التصويت له. وتصدرت قضايا السياسة الخارجية، وخاصة العراق وإسرائيل، الحملات المضادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال الاشهر الماضية لكنها تصاعدت امس بعد التأكد من ترشيح اوباما وتزامناً مع فعاليات «إيباك».