د. نصيف: المؤسسات والهيئات الإسلامية في الخارج هي الحاضر الأقوى بميادين الحوار

خلال ورقة عمله في الجلسة الرابعة تحت عنوان «مع من نتحاور»

TT

رأى الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أن الحوار الإسلامي يجب أن يتم عبر رصد تجارب المؤسسات والهيئات الإسلامية في العالم، باعتبارها الحاضر الأقوى بميادين الحوار.

واقترح الدكتور نصيف، خلال مشاركته بنقاشات الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر تحت عنوان «مع من نتحاور» التي ترأسها الدكتور عز الدين إبراهيم مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الثقافية، بإنشاء مركز دراسات لبلورة مبادئ ومرتكزات عقائد الآخر وتوجهاته، والفكرية والثقافية والأهداف والكليات العليا للحوار. وأضاف نصيف «ومن خلال المركز سيتم أيضا، إجراء دراسات دقيقة حول وسائل وآليات ومهارات الآخر في ميادين الحوار، ومتابعة المناشط الإعلامية والثقافية للآخر».

وقال نصيف «بكل تأكيد يبقى التنسيق بين المؤسسات والهيئات العاملة في الدعوة والتعليم والإغاثة، وخاصة في مجال الحوار الرهان الأكبر، والتحدي الأصعب أمامنا جميعاً من أجل تحقيق غاياتنا المشتركة النبيلة بالتعريف بالإسلام ومقاصد رسالته الربانية الإنسانية السمحة».

واستدرك قائلاً «يجب أيضا للحوار مع المسلمين أنفسهم أو مع الآخر أن يتم إنشاء موقع على الإنترنت للتعريف بجهود التنسيق في ميادين الحوار، ورصد ميزانية مشتركة لأمانة عامة مركزية للتنسيق». من جانبه، أوضح محمد السماك الأمين العام للقمة الإسلامية الروحية، في ورقة عمله للجلسة الرابعة، أن التعارف هو الجسر الذي يربط بين الجماعات المتنوعة والمختلفة، مشيرا إلى أنه لا يمكن حدوث تعارف من دون معرفة أو معرفة من دون اختلاف فتلك الطبيعة الأساسية في التواصل والاكتشاف. واعتبر السماك أنه من دون الاحتكاك الفكري والتلاقح الثقافي والتدافع الحضاري بين الناس المختلفين والمتنوع الثقافات، يفقد الذهن عطشه إلى المعرفة التي هي عود الثقاب الذي يلهبه، وأن الاختلاف بين الناس وما يشكل الاختلاف من تدافع هو أحد أهم مستلزمات عدم فساد الأرض. وأضاف السماك «في العلاقات الإنسانية سلبيتان لا تصنعان إيجابية، الأولى وهي وحدة تعسفية مفروضة بالقوة تطمس التنوع كما كان الأمر في الاتحاد السوفيتي السابق، والثانية تعددية مطلقة ومتفلتة تدير ظهرها للآخر المختلف، وتأبى الاعتراف بالآخر أو حتى بالتآلف معه كما يحدث في البلقان». ووفقاً للمتحدث الثالث في الجلسة الرابعة التي جاءت هادئة ومركزة خلافا لما شهدته الجلسة الثالثة، وصف الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند، الفلسفات الوضعية بأنها «فشلت فشلاً ذريعاً في إسعاد البشرية فكلما أرادت تلك الأفكار حل مشكلة فردية أو اقتصادية أو اجتماعية تعقدت تلك المشكلة وتحولت إلى أزمة».

وأوضح القاسمي أن أي برنامج للحوار الدولي بين الأمم والشعوب لا يمكن إنجاحه إلا بحوار شامل لإنقاذ الإنسانية مما تعاني منه، مضيفا «والمسلمون هم أولى الناس بالمبادرة لهذا تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد الحوار خطوة جريئة تعود بالنفع على الأمة ثم على الإنسانية جمعاء، ذلك لما في الحوار المتبادل من تأثير في نزع فتيل الصراعات والاشتباكات بين الأفراد والجماعات».

واختتمت الجلسة الرابعة بورقة عمل للدكتور فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية وكيل الأزهر سابقاً، أوضح خلالها أن شعوب العالم اتجهت في النصف الثاني من القرن العشرين إلى منهج الحوار، واتخاذه أسلوباً لعلاج المشكلات التي تنشأن بين الدول ومنهاً للتعامل فيما بينها لحل القضايا والخلافات والوصول إلى نتائج سليمة ترضى الأطراف المتصارعة. وكشف الزفزاف إن المنهج المطلوب لتفعيل الحوار الديني هو تحديد الهدف من الحوار وهو الوصول إلى الحقيقة والصواب في الموضوع محل الحوار وقبول الحق والتسليم به حتى ثبت بالدليل الواضح، مشددا على الالتزام بآداب الحوار وآلياته ونبذ التعصب والكراهية.