خالد شيخ: سأعترف بالتهم الموجهة لي وأريد أن أموت «شهيدا»

غوانتانامو : العقل المدبر لهجمات سبتمبر بدا كهلا وأقل سمنة وذا لحية بيضاء طويلة

خالد شيخ محمد يمين ووليد بن عطاش خلال مثولهما أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو أمس (أ.ب)
TT

أعلن خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 امس رفضه ان يدافع عنه محاموه المدنيون والعسكريون، مؤكدا انه يريد ان يتولى شخصيا الدفاع عن نفسه، وقال إنه سيعترف بالتهم الموجهة إليه والمتعلقة بدوره المزعوم في التخطيط لتلك الهجمات. وتمنى لدى مثوله امام المحكمة العسكرية امس أن يصدر بحقه حكم بالإعدام حتى «ينال الشهادة».

وجلس المتهم الباكستاني خالد شيخ محمد اكبر شخصية من ناشطي القاعدة تحتجزها الولايات المتحدة الى منضدة في قاعة المحكمة وبدا كهلا واقل سمنة وذا لحية رمادية طويلة.

وكان يرتدي سترة بيضاء انيقة وعمامة في تناقض مع القميص الداخلي القصير الذي كان يرتديه في الصور التي التقطت بعد اسره خلال مداهمة في باكستان في مارس (اذار) 2003. وكان خالد شيخ محمد يضع على عينيه نظارات سميكة، وكانت يداه مشغولتان باعادة ضبط العمامة التي فوق رأسه ويتحسس لحيته الرمادية الطويلة. وجلس محمد في البداية دون قيود على المنضدة الأمامية مع هيئة الدفاع الخاصة به ومترجم. وكان أحد المتهمين الخمسة فقط مقيدا بالاصفاد. وقال محمد للقاضي، العقيد رالف كولمان، إنه يرغب في أن يمثل نفسه، فما كان من القاضي إلا أن سأله مرات عديدة، ما إذا كان يعلم أنه يواجه عقوبة الإعدام، فأشار محمد في رده على إحدى المرات قائلاً: «هذا ما أرغب فيه، أرغب في أن أموت شهيداً». وكان محمد قد طلب في بداية الجلسة من القاضي أن يصرف فريق الدفاع عنه ويمثل نفسه، موضحاًَ أنه لا يقبل بأي محامي دفاع لأنه لا يؤمن سوى بالشريعة الإسلامية. وبدا خالد شيخ محمد أنحف مما كان عليه في الصورة التي التقطت له عندما اعتقل قبل خمس سنوات، وبدأ بالصلاة باللغة العربية وكررها بالإنجليزية عندما خاطبه القاضي كولمان، غير أن الأخير قاطعه قائلاً: «أفهم أنك مقيم في هنا (معتقل غوانتانامو) منذ وقت طويل وأن لديك بعض الأمور التي تود التحدث عنها». وعندما طلب خالد شيخ محمد أن يمثل نفسه، قاطعه محاميه قائلاً إن موكله لم يفهم أهمية الترتيبات والمحاكمة، ففسر له القاضي أنه ليس من الملائم أن يمثل نفسه، وعندها سأله القاضي عما إذا كان يفهم معنى هذا الكلام، فقال له خالد إنه يفهم ذلك. وجاءت تصريحات شيخ محمد عقب تلقيه تحذيرا من القاضي العسكري الكولونيل في سلاح مشاة البحرية رالف كولمان المشرف على محاكمته من رفض الأول». تعيين هيئة للدفاع عنه حيث أن عقوبة الاتهامات الموجهة ضده بالتخطيط للهجمات هي الإعدام. ورفض شيخ محمد هيئة الدفاع التي عينها له الجيش الاميركي ولأربعة متهمين آخرين في القضية نفسها، وذلك مع بدء إجراءات محاكمتهم في معتقل غوانتانامو في كوبا امس حيث طلب أن يتولى هو الدفاع عن نفسه.

ووقف شيخ محمد ليتلقى الاسئلة من القاضي العسكري كولمان وبدأ بدعاء باللغة العربية وتوقف في بعض الاحيان للحديث باللغة الانجليزية حيث أعرب عن رفضه للمحاكمة. وقال شيخ محمد إنه لن يقبل أي عملية قانونية لا تسير طبقا «للشريعة الاسلامية». وأضاف: «من منظور ديني.. لا نستطيع قبول أي مواطن أميركي ليمثلنا» حيث أن الجيش الأميركي لايزال يقاتل المسلمين في العراق وأفغانستان.

وسارع محامو شيخ محمد بالتحدث إليه في محاولة لإقناعه بالتراجع عن قراره ولكن دون جدوى. وطلب أحد المحامين من القاضي الا يأخذ مطالب شيخ محمد على محمل الجد. وكانت محاكمة خالد شيخ محمد وأربعة من أبرز المتهمين بتورطهم في هجمات 11/9 قد بدأت في معسكر غوانتانامو الأميركي المخصص لكبار المعتقلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان امس. وهؤلاء الخمسة متهمون بلعب أدوار في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، على نيويورك وواشنطن والتي أدت إلى مقتل حوالي 3000 شخص، ويواجهون عقوبات الإعدام إذا ما تمت إدانتهم.

وتشمل لائحة الاتهام الموجهة بحقهم جريمة «القتل المخالف لقوانين الحرب» و«الإيذاء المتعمد» والانخراط في أعمال إرهابية.

ويواجه محمد والمتهمون معه: علي عبد العزيز علي ورمزي بن الشيبة ومصطفى احمد الهوساوي ووليد بن عطاش، تهمة ارتكاب اعمال ارهابية والتامر مع تنظيم القاعدة لقتل مدنيين في هجمات اطلقت حرب حكومة بوش على الارهاب. وهم يواجهون ايضا 2973 تهمة بالقتل اي واحدة لكل شخص قتل في عام 2001 عندما صدمت طائرات ركاب مختطفة برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع البنتاغون.

وقالت متحدثة باسم المحاكمة ان المتهمين الخمسة كلهم جاءوا الى المحكمة طواعية ولم يكن ايا منهم مقيدا داخل قاعة المحكمة. لكن لم يتضح بعد ما اذا كان سيسمح لهم بالكلام او ما اذا كان سيسمح للحضور بسماعهم اذا تحدثوا. وقبل الافتتاح الرسمي للاجراءات حذر القاضي الكولونيل بحري رالف كولمان من انه سيقطع الارسال الصوتي الى القطاع الخاص بالحضور المحاط بجدران زجاجية عند الضرورة لمنع المراقبين من سماع معلومات سرية محتملة. ووفقا لسجلات عسكرية اميركية فان محمد قال للجنة مراجعة عسكرية في العام الماضي انه فاتح اسامة بن لادن باقتراح خطف طائرات ركاب وصدمها في مبان اميركية بارزة ثم اشرف على تنفيذ الخطة. ويواجه المتهمون الاخرون اتهامات المساعدة في اختيار وتدريب وتمويل الخاطفين وعددهم 19 شخصا والمساعدة في تسجيلهم بمدارس الطيران والسفر الى الولايات المتحدة.

وعند قراءة القاضي للنص المعد بعناية سيسألهم عما اذا كانوا راضين عن المحامين العسكريين الاميركيين الذين كلفوا حديثا بالدفاع عنهم. ومن المتوقع ان يتنازل المحامون عن الاطلاع الرسمي على الاتهامات وان يؤجلوا تقديم اي دفع قانوني حتى يتوفر لهم وقت اطول للاستعداد. واراد ممثلو الادعاء ان تبدأ المحاكمة يوم 15 سبتمبر (ايلول) وهو موعد يقول الدفاع انه تم اختياره للتأثير على انتخابات الرئاسة الاميركية التي تجري في نوفمبر (تشرين الثاني). ونقل المتهمون الخمسة الذين قد يتم اعدامهم اذا ادينوا، الى غوانتانامو في سبتمبر عام 2006 بعد ان امضوا حوالي ثلاثة اعوام في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. واعترفت الوكالة باستجواب محمد مع استخدام اسلوب محاكاة الاغراق الذي ادانه مراقبو حقوق الانسان بوصفه وسيلة تعذيب. وقال محامو الدفاع انهم سيعترضون على اية محاولة لتقديم ادلة يشوبها سوء المعاملة.