القضاء العسكري يحاكم «شبكة الـ13» بتهمة الانتماء إلى «القاعدة» والتخطيط لأعمال إرهابية في لبنان

TT

أجمع أفراد المجموعة المعروفة باسم «شبكة الـ13» المتهمين بالانتماء الى تنظيم «القاعدة» ومحاولة القيام بأعمال إرهابية في لبنان وحيازة اسلحة حربية وأجهزة لاسلكية، على انكار مطلق لأي علاقة بينهم وبين تنظيم «القاعدة» و«أميره» السابق في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي. وتحدثوا عن انتزاع اعترافاتهم في التحقيقات الأولية لجهة مبايعة الزرقاوي وتبني اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري تحت الضرب والتعذيب. غير أن أحدهم نقل عن المتهم الفار خالد طه أن جريمة اغتيال الحريري ليست من صنع أحمد أبو عدس «انما أجهزة استخبارات محترفة». وقد اعترف افراد الشبكة صراحة بتقديم المساعدة التقنية واللوجستية الى كل فصائل المقاومة العراقية «انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني».

وكانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل أجرت امس محاكمة علنية لافراد الشبكة الذين مثلوا امامها مخفورين من دون قيد في حضور وكلاء الدفاع عنهم. وهم الفلسطيني عامر الحلاق، واللبنانيون هاني الشطي، مالك نبعة، حسن نبعة، احمد المصري جهاد ضاهر والقاصر علي شرف الدين، والسعودي فيصل اكبر، والسوريون محمد وفائي، محمد خوجة، طارق الناصر (طبيب)، براء فؤاد ومعاز شوشة.

وبعد تلاوة القرار الاتهامي شرعت هيئة المحكمة باستجوابهم بدءاً بالمتهم عامر الحلاق، وهو مهندس ميكانيك متخرج في الجامعة العربية في بيروت، حيث انكر معظم افاداته السابقة، واصفاً اياها بـ«المفبركة» من قبل المحققين. وقال انه لا يعرف من المتهمين سوى السعودي فيصل اكبر واللبناني هاني الشطي الذي عرض عليه الذهاب الى العراق للانضمام الى المقاومة العراقية ومناصرة المسلمين ضد الاميركيين. وأضاف انه زار مدينة حلب السورية اربع مرات وكانت له لقاءات مع شاب سوري اسمه جميل يتولى نقل المقاتلين الى العراق، لكنه فشل في دخول الاراضي العراقية بسبب اقفال المعابر والمراقبة الاميركية الصارمة للحدود. وذكر الحلاق انه تعرف الى المتهم الفار خالد طه في الجامعة العربية، نافياً اي علاقة لمجموعته بتنظيم «القاعدة». واوضح انه التقى احمد ابو عدس مرّة واحدة. وقد عرّفه اليه خالد طه، ثم علم ان ابو عدس اختفى ولم يشاهده بعدها الا حين ظهر في شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنفيذ اغتيال الرئيس الحريري. واشار الحلاق الى ان طه اكد له ان لا علاقة لأبو عدس بهكذا جريمة كبرى وانه يرجّح ان تكون جهة استخباراتية محترفة نفذت الاغتيال وضغطت على أبو عدس لتبنيها وتسجيل الشريط للتمويه.

ثم استجوبت المحكمة المتهم هاني الشطي الذي افاد انه يعرف من المهتمين فيصل اكبر وعامر الحلاّق ومعاز شوشة وبراء فؤاد. واعترف باستئجار شقة في الطريق الجديدة بطلب من السوري جميل لإخفاء حقائب في انتظار نقلها الى العراق وكانت تحتوي اسلحة واجهزة لاسلكية، كما استأجر شقة في عين الرمانة لايواء الشبان الذين كانوا يفرون من سورية خوفاً من توقيفهم، وان هذه الشقة استخدمت لاقامة خالد طه وشخص يدعى بلال زعرور (ملاحق غيابياً) وشخص ثالث. واكد ان هدف المجموعة هو نصرة المقاومة العراقية بمبادرة ذاتية وليس بإيعاز من اي تنظيم كان. وافاد الشطي انه كان يعرف احمد ابو عدس وكانا يتناقشان في موضوع الاحتلال الاميركي للعراق. وعندما سأله: لماذا لا تنخرط في مقاومة هذا الاحتلال وتذهب للجهاد في العراق؟ كان جواب ابو عدس انه يرفض استخدام السلاح ويفضل ان تكون مهمته دعوية.

اما السعودي فيصل اكبر فانكر خلال استجوابه افاداته السابقة، مشيرا الى انها انتزعت منه بالاكراه والتعذيب. وذكر انه دخل من سورية الى لبنان برفقة حسن نبعة واقام في شقة في البسطة وانه سبق ان تعرف الى نبعة اثناء الدراسة الجامعية في السعودية. ثم انتقلا الى سورية للانضمام الى المقاومة العراقية. ونفى معرفته بالمتهم الفار خالد طه او بالزرقاوي وقال ان اعترافاته حول هذا الموضوع جاءت تحت الضرب والتعذيب، وخصوصا ما ورد فيها من انه هو ورفاقه ينتمون الى تنظيم «القاعدة».