أوباما يقاوم ضغوط هيلاري ويشكل لجنة ترشيحات لنائبه.. وكارتر يحذره من «أسوأ خطأ»

ماكين يتحداه في 10 مناظرات * مسؤول سابق لـ«الشرق الأوسط»: المرشح الديمقراطي يحتاج لتوضيح سياسته * إدانة رجل أعمال أسهم في تمويل الحملة

صورة المرشح الديمقراطي اوباما تصدرت صدر الصحف العالمية (أ. ف. ب)
TT

أعلن باراك اوباما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أنه لن يتعجل اتخاذ قرار بشأن اختيار هيلاري كلينتون لتخوض معه الانتخابات في بطاقة واحدة لتحتل هي منصب نائب الرئيس.

وفي سياق الاستعداد للحملة الرئاسية تحدى المرشح الجمهوري جون ماكين اوباما مواجهته في عشر مناظرات علنية تعقد قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي في اغسطس (آب) المقبل، وقالت مصادر حملة اوباما إنه يفكر في الامر .

وستتحدث هيلاري لأنصارها في واشنطن بعد ان أعلنت رسمياً ان حملتها الانتخابية قد انتهت، وقالت هيلاري في رسالة وجهتها الى انصارها «سنتحدث يوم السبت عن الكيفية التي سنحشد بها الحزب خلف اوباما، الرهانات عالية والعمل الذي ينتظرنا مهم للغاية». ويتوقع ان تشكر هيلاري انصارها وتطلب منهم العمل على هزيمة المرشح الجمهوري جون ماكين في السباق الرئاسي.

وقد اعلن فريق كلينتون مساء اول من امس انها ستعلن انسحابها رسمياً من السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة وستعلن السبت دعمها لترشيح باراك اوباما. ويسعى كثير من انصار هيلاري الآن على دفعها من أجل الترشح لمنصب نائب الرئيس، في البطاقة التي يطلق عليه اسم «بطاقة الأحلام»، بحيث تضمن هيلاري تصويت الطبقة العاملة البيضاء الى جانب اوباما.

وقال باراك اوباما حول موضوع ترشيح هيلاري «اريد ان آخذ الوقت الكافي لاتخاذ القرار الصائب» واضاف يقول في حوار مع شبكة «ان بي سي» «لسنا في عجلة من أمرنا ولا اعتقد ان السناتور كلينتون تتوقع قراراً عاجلاً، وانا لا أعرف حتى اذا كانت مهتمة بالموضوع أصلا». وكان اوباما عين لجنة برئاسة كارولين كنيدي ابنة الرئيس الراحل جون كنيدي من اجل ترشيح اسماء له لمنصب نائب الرئيس، على ان يختار من بينهم. وقالت مصادر حملة اوباما إن اللجنة تضم ثلاثة اعضاء هم بالاضافة الى كارولين كنيدي نائب وزير العدل الأسبق اريك هولدر وجيم جونسون، الذي قام بالدور نفسه في حملة المرشح الديمقراطي جون كيري الرئاسية عام 2004 الذي خسر امام الرئيس جورج بوش. وقال بيل برتون، الناطق باسم اوباما، إن «اوباما سيعمل بالتعاون مع اعضاء اللجنة في الاسابيع المقبلة لاختيار الشخص الذي سيكون نائبا للرئيس في حال فوزه في الانتخابات، ولكن القرار النهائي حول اسم هذا الشخص سيكون لاوباما وحده». وكان اوباما نوه في وقت سابق بمقدرات هيلاري كلينتون، ولمح الى امكانية اضطلاعها بمسؤولية في ادارته المقبلة، لكنه لم يحدد طبيعة هذه المسؤولية. من جانبها، ورغم عدم اعترافها بالخسارة الى الآن قالت هيلاري كلينتون إنها مستعدة للتفكير في الالتحاق بفريق مرشحة لمنصب نائب الرئيس. وعبر اوباما في اشارة الى مكالمة هاتفية اجراها مع هيلاري عن ثقته في امكانية اعادة الانسجام الى الحزب الديمقراطي عقب المنافسة التي خاضاها في الاشهر الماضية. وفي غضون ذلك عقد عدد من انصار كلينتون البارزين في نيويورك اجتماعاً امس في نيويورك من أجل مساندة اوباما.

وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» ان هيلاري زارت مقر حملتها في ارلنغتون قرب واشنطن لتبلغ اعضاء فريقها بانها لن تكون بحاجة اليهم بعد اليوم. وكانت كلينتون قد ترددت بالاعتراف بهزيمتها، مفضلة اولاً عدم الاعلان عن انسحابها من الترشيح على امل أن يحدث تغيير طارئ يسمح لها بالترشح عن الحزب. ولكن بعد انتقادات واسعة من مسؤولين في الحزب الديمقراطي ومخاوف من احداث المزيد من الانشقاقات داخل الحزب، قررت كلينتون الاعتراف بخسارتها وتقديم دعمها لاوباما استعداداً لمواجهة مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين. ولفت مسؤول سابق في ادارة بيل كلينتون جاك كارفيلي الى انه «لا توجد حاجة للاسراع بالنسبة الى اوباما، ومن المؤكد انه سيؤسس عملية منتظمة لحساب فرصه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «على اوباما كسب المؤيدين للحزب الديمقراطي الذين لم يصوتوا له، والنساء شريحة كبيرة من هؤلاء، وكانوا يصوتون لكلينتون، وعليه كسبهم من جديد». وهناك اصوات كثيرة تؤيد ترشيح هيلاري، وقال النائب الاميركي الديمقراطي تشارلز رانجل في مقابلة مع قناة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية «اذا تمكننا من ترشيح اوباما للرئاسة وكلينتون لنيابة الرئاسة، اعتقد ان هذا سيوحد الديمقراطيين اكثر من اي شيء آخر». ولكن اعتبر كارفيلي، الذي عمل في مجلس الامن القومي الاميركي في ادارة الرئيس بيل كلينتون، ان تردد هيلاري كلينتون في اعلان انسحابها خلال الايام الماضية بعد التأكد من ترشيح اوباما «كان مؤسفاً وأغضب عدداً من مؤيدي اوباما». لكن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر حذر اوباما من ارتكاب «أسوأ خطأ» اذا اختار هيلاري لمنصب نائب الرئيس. وقال كارتر في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت مقاطع منها على موقعها الاكتروني قبل نشرها بالكامل غدا، ان اختيار كلينتون لمنصب نائب الرئيس سيكون «اسوأ خطأ يمكن ان يرتكب وسيقومان بذلك بجمع كل الجوانب السلبية للمرشحين».

وقال الرئيس الديمقراطي الاسبق (1977 و1981)، انه كان سيقدم النصيحة نفسها لكلينتون لو انتصرت في الانتخابات التمهيدية. واوضح كارتر «اذا اضفنا الخمسين بالمئة الذين لا يريدون التصويت لكلينتون الى الذين لا يعتقدون ان اوباما ابيض بدرجة كافية او يتمتع بخبرة كافية او يحمل اسما يبدو عربيا، يمكننا ان نحصل على اسوأ نتيجة يحققاها معا». وأكد انه يؤيد «شخصا يمكنه التعويض عن نواقص اوباما من صغر سنه وافتقاده لخبرة طويلة في الشؤون العسكرية والدولية». واوضح الرئيس الاميركي الاسبق انه يؤيد اختيار الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سام نون. وقال «سيكون مرشحي المفضل وهناك ديمقراطيون آخرون يتمتعون بالصفات نفسها التي يتسم بها نون». واوضحت «الغارديان» ان المقابلة مع كارتر اجريت قبل تأكيد حصول اوباما على عدد المندوبين الذي يؤهله للحصول على ترشيح الديمقراطيين للاقتراع الرئاسي.

وعن المرشحين المحتملين لمنصب نيابة الرئيس، قال كارفيلي: «هناك احتمالات واسعة، فمن الممكن ان يختار بيل ريتشاردسون، فهو حاكم من جنوب شرقي البلاد وله تأييد واسع من الاميركيين من اصل لاتيني». واضاف: «هناك احتمال اختيار السناتور عن فيرجينيا جيم ويب، فهو بطل حرب وحارب في فيتنام مما سيوازن خبرة ماكين العسكرية». وشرح بأن كل هذه الامور «تعتمد على اولوية اوباما في تشكيل بطاقته الرئاسية».

وتستعد حملة اوباما الآن للمواجهة المباشرة مع الجمهوريين، مع انطلاقة مبكرة للحملة الانتخابية الرئاسية وحتى قبل تثبيت تشريح كل مرشح في المؤتمر السنوي لكل حزب في اغسطس (اب) المقبل. وشرح كارفيلي ان «التحدي الكبير امام اوباما الآن هو توضيح سياساته واعطاء تفاصيل ملموسة عما يؤمن به». وأضاف: «الكل يعلم ان كلينتون وماكين اكثر وضوحاً في برنامجهما السياسي والتحدي امام اوباما هو اعطاء نفس الوضوح». وتابع: «سيحاول ماكين استغلال شعبية اوباما من خلال الظهور معه في مبارزات متلفزة، قد تصل الى 10 مبارزات قبل الانتخابات، لتوضيح وجهة نظره وكسب تأييد الناخبين»، موضحاً: «قد تساعد شعبية اوباما ماكين على الوصول الى الناخبين». واعتبر كارفيلي ان مسألة الامن القومي ستكون جوهرية في المواجهة بين ماكين واوباما، موضحاً: «هناك مخاوف من قلة تجربة اوباما بالاضافة الى ان الاسرائيليين وبعض الاميركيين يخشون من تصريحات اوباما حول الحديث مع ايران». واضاف: «خطاب اوباما امام اللجنة الاميركية ـ الاسرائيلية (ايباك) كان جيداً ولكن ليس كافياً للكثيرين». وفي موضوع آخر ادانت هيئة محلفين اتحادية انطوان (توني) رزق وهو رجل اعمال من اصل سوري يعمل في مجال العقارات في شيكاغو ساهم في وقت ما في جمع تمويل لاوباما وغيره من السياسيين بتهم الاحتيال ومحاولة الرشوة وغسل الاموال. واصدرت هيئة المحلفين قرارها بعد يوم من فوز اوباما بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. ووجدت الهيئة ان رزق استغل نفوذه على مجلسين حكوميين في ولاية ايلينوي لينتزع ملايين الدولارات في صورة رشا وتبرعات للحملات.