أقوال أوباما المتحيزة لم توقف الشكوك الإسرائيلية حوله

TT

على الرغم من المفاجأة الاسرائيلية بحميمية تصريحات مرشح الرئاسة الديمقراطي في الولايات المتحدة، باراك أوباما، وتحيزه لصالح اسرائيل، لم يتمكن من تبديد الشكوك المثارة حوله. وحبذ العديدون في تل أبيب التعقيب على ما جاء في هذه التصريحات ضد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، واعلانه انه سيبدأ منذ اللحظة الأولى لرئاسته، في حال انتخابه، معالجة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.

وكان أوباما تحدث في كلمته أمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، عن اليهود بحرارة شديدة. وقال ان هناك حلفا بين اليهود وبين السود في الولايات المتحدة، لأن كليهما تعرضوا للاضطهاد. وانه لن يسمح لأي تراخ في الحلف الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة. وان القدس الموحدة ستكون عاصمة للدولة الاسرائيلية. وانه سيسعى لتعزيز أمن اسرائيل وهويتها القومية كدولة يهودية. ووصف الاسرائيليون هذا الخطاب بأنه الأشد تأييدا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة. وقال التلفزيون الاسرائيلي ان أقوال أوباما كانت أكثر تحيزا لاسرائيل من الخطابات التي تسمع في مؤتمرات حزب الليكود، وبقية أحزاب اليمين الاسرائيلية.

ومع ذلك فإن اسرائيل الرسمية حافظت على ضبط النفس ولم تنجرف وراء هذا الحماس. وقال موظف كبير في الحكومة الاسرائيلية أمس، انه تأثر بشكل كبير من تصريحات أوباما ويعتبرها مهمة جدا، ولكنه لا يستطيع البناء عليها ـ «فهو ما زال في بداية الطريق. نحن نعرف انه يريد وضع هيلاري كلينتون، وهي أيضا صديقة اسرائيل، كمرشحة لمنصب نائبة الرئيس، ولكن مساعديه لا يوافقون على ذلك. فمن يدري ماذا سيقررون له في المستقبل». وأضاف هذا المسؤول ان تصريحات أوباما الحميمة لاسرائيل ترافقت مع تصريحات حميمية للفلسطينيين أيضا، حيث صدم سامعيه وهو يقول ان على اسرائيل ان توقف البناء في المستوطنات، وأنه سيدفع الى الأمام التسوية على أساس «دولتين لشعبين». كما أعرب المسؤول عن قلقه من الموقف الذي أبداه أوباما تجاه الموضوع الايراني، وقوله انه يعتقد بأنه لا يزال هناك أمل في الحوار مع ايران، وانه سيبذل كل جهد لتغليب لغة الحوار «فإذا فشلنا في الحوار نلجأ الى أسلوب آخر، ونكون بذلك قادرين أكثر على تجنيد دول عديدة الى جانبنا في هذه المعركة». المعروف ان غالبية اليهود الأميركيين كانوا يؤيدون هيلاري كلينتون في تنافسها مع أوباما. وعندما حسم الأمر لصالح أوباما، ينتظر اليهود الأميريكيون كيف سيتعامل مع هيلاري كلينتون، وبناء على ذلك يقررون موقفهم من الانتخابات. وحسب آخر استطلاع رأي، فإن 61% من اليهود قالوا انهم سيصوتون لصالح أوباما، مقابل 32% سيصوتون لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين. وهذه النتيجة غير مريحة لأوباما، حيث ان اليهود الأميريكيين اعتادوا في العقود الأخيرة على منح 80% من أصواتهم لصالح المرشح الديمقراطي. وهذا الخوف يفسر أقوال أوباما، التي اعتبرها البعض في اسرائيل انها نفاق هدفه استعادة الأصوات التي خسرها الحزب الديمقراطي من اليهود، بعد فوز أوباما الجارف.