الأمير سلطان لـ«الشرق الأوسط» : العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وجهودنا ستتواصل حتى ينعم بالأمن والاستقرار

أكد أن تدريبات «سيف الإسلام 7» جاءت ضمن الجدولة المعتادة لتحقيق الجاهزية والانسجام بين كافة أفرع القوات المسلحة السعودية

TT

قال الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، «إن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ودولة ذات تاريخ وحضارة عريقين، نحمل له ولشعبه كل محبة وتقدير، نشاطرهم نفس الآلام، ونشاركهم نفس الآمال والتطلعات بعراق آمن وزاهر ومستقر، يسوده التعايش السلمي والوئام بين أبنائه بكافة فئاتهم، يتمتع بالاستقلال والسيادة ووحدة الأرض».

وأشار في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، إلى أن السعودية وقفت مع العراق منذ اليوم الأول للأزمة، ولم يقتصر تحركها على دعم الجهود الإقليمية والدولية الراعية لإعادة الاستقرار في العراق، بل استضافت أيضا في رحاب بيت الله الحرام علماء العراق والمسلمين بكافة مذاهبهم الدينية لتأصيل مبدأ الحوار بينهم ودرء الفتنة. وأكد أن المملكة مستمرة في جهودها سواء في إطار البيت العربي أو على الصعيد الإقليمي والدولي، حتى ينعم العراق بالأمن والاستقرار والازدهار الذي يستحقه.

وأعرب الأمير سلطان ردا على أسئلة «الشرق الأوسطَ»، عن أمله في أن يشكل اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان نقطة انطلاق نحو مستقبل مستقر للبنان، تتضافر فيه جهود اللبنانيين بكافة طوائفهم وأطيافهم السياسية وعبر مؤسساتهم الدستورية وعلى أساس التوافق والوفاق فيما بينهم، في كنف دولة ينضوي تحت لوائها الجميع وتفرض سيادتها على الجميع.

وعبر عن ارتياحه إلى أن حل الأزمة اللبنانية جاء في إطار البيت العربي في اتفاق الطائف في السابق ثم في اتفاق الدوحة أخيرا. وقال «إن هذا يؤكد على أن الأمة العربية أحرص على مصلحة دولها وشعوبها بمعزل عن الأهواء والأغراض الخارجية».

وأكد الأمير سلطان أن المناورات العسكرية التي قامت بها القوات السعودية أخيرا في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة، جاءت ضمن الجدولة المعتادة لوزارة الدفاع والطيران والمعروفة بتدريبات «سيف الإسلام»، مشيرا إلى أنه خطط لها منذ عدة أشهر وحدد موعد انطلاقها سلفا. وفي ما يلي نص تصريحات الأمير سلطان ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»:

> مر لبنان بظروف عصيبة وخطرة، هل أنتم مرتاحون لسير الأمور اليوم خصوصا بعد انتخاب الرئيس سليمان؟

ـ المملكة العربية السعودية كانت حريصة على دعوة كافة الأطراف اللبنانية إلى حل خلافاتهم بالحوار وتغليب المصلحة الوطنية، والوصول إلى حل توافقي لمشكلاتهم بعيدا عن التوتر والتصعيد، كما أنها أكدت دوما على أهمية إعادة الحياة إلى مؤسسات لبنان واستقراره ورخائه. من هذا المنطلق فإننا نشعر بارتياح بالغ إلى تحقيق هذه الأهداف، ونأمل أن يشكل اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان نقطة انطلاق نحو مستقبل مستقر وزاهر للبنان الشقيق، تتضافر فيه جهود اللبنانيين بكل طوائفهم وأطيافهم السياسية خدمة لوطنهم وعبر مؤسساتهم الدستورية، وعلى أساس التوافق فيما بينهم، في كنف دولة ينضوي تحت لوائها الجميع وتفرض سيادتها على الجميع.

وما يبعث أيضا على الارتياح، أن حل الأزمة اللبنانية جاء في إطار البيت العربي، وكما كان اتفاق الطائف عربي الهوية وكرس التركيبة الدستورية للبنان ومؤسساته، فإن اتفاق الدوحة جاء عربيا أيضا ليعزز هذا التوجه ويؤكد على أسلوب الحوار والتوافق، ويرفض منطق الصدام والمواجهة. وهذا يؤكد على أن الأمة العربية أحرص على مصلحة دولها وشعوبها بمعزل عن الأهواء والأغراض الخارجية، كما أنه يعبر عن قدرة الإرادة العربية المخلصة على حل الأزمات العربية إذا ما توافرت لها الجدية والمصداقية.

> في رأي سموكم ما هو الشيء المفقود ما بين العرب والعراق أو العراق والعرب اليوم؟

ـ العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ودولة ذات تاريخ وحضارة عريقين، نحمل له ولشعبه كل محبة وتقدير، نشاطرهم نفس الآلام، ونشاركهم نفس الآمال والتطلعات بعراق آمن وزاهر ومستقر، يسوده التعايش السلمي والوئام بين أبنائه بكافة فئاتهم، يتمتع بالاستقلال والسيادة ووحدة الأرض.

وقد وقفت المملكة مع العراق منذ اليوم الأول للأزمة، ولم يقتصر تحركها على دعم الجهود الإقليمية والدولية الراعية لإعادة الاستقرار في العراق، بل استضافت المملكة أيضا في رحاب بيت الله الحرام علماء العراق والمسلمين بكافة مذاهبهم الدينية لتأصيل مبدأ الحوار بينهم ودرء الفتنة. كما يحسب للجامعة العربية مبادرتها بعقد أول مؤتمر للوفاق الوطني بين العراقيين بكافة أطيافهم السياسية والعرقية والدينية، والمملكة مستمرة بمشيئة الله في جهودها سواء في إطار البيت العربي أو على الصعيد الإقليمي والدولي، حتى ينعم العراق الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار الذي يستحقه.

> جرت مؤخرا مناورات عسكرية سعودية ضخمة، هل كانت ضمن السياق الروتيني أم أنها انعكاس للأجواء المتوترة في المنطقة؟

ـ أود أن أؤكد لكم أن التمرين الأخير الذي نفذته القوات السعودية في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة، يأتي ضمن الجدولة المعتادة لوزارة الدفاع والطيران والمعروفة بتدريبات «سيف الإسلام». لقد خطط له منذ عدة أشهر وحدد موعد انطلاقه سلفا، وقد نفذ تمرين «سيف الإسلام 6» في المنطقة الجنوبية، والعام القادم سينفذ ـ بمشيئة الله ـ في مكان آخر، فالقوات المسلحة لا بد أن تكون مستعدة على الدوام.

إن ما تحرص عليه القيادة في المملكة العربية السعودية هو تحقيق الجاهزية والانسجام بين كافة أفرع القوات المسلحة في المملكة العربية السعودية. ومن هذا المنطلق فقد شاركت قوات من الحرس الوطني وحرس الحدود، بالإضافة إلى القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي في تمرين «سيف الإسلام 7».

لذلك أعيد القول بأن تمرين «سيف الإسلام 7» يأتي ضمن التدريبات الدورية التي تقوم بها القوات المسلحة السعودية من حين لآخر.