أولمرت وباراك يتفقان على عملية اجتياح واسعة في غزة قبل اتفاق التهدئة

مقتل ناشط من «حماس» في توغل إسرائيلي في القطاع

TT

كشفت مصادر إسرائيلية، أمس، ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزير دفاعه، ايهود باراك، اتفقا على تنفيذ عملية حربية كبيرة في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن. وطلب أولمرت من باراك أن يأمر بإعداد الجيش الإسرائيلي لهذه المهمة، بحيث يخرج منها منتصرا. وفي نفس الوقت، أفادت مصادر طبية فلسطينية ان ناشطا من حركة حماس قتل في توغل للجيش الإسرائيلي فجر امس شرق مدينة غزة. وقتل الناشط وهو من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين فلسطينيين ووحدة مؤللة إسرائيلية قرب الحدود على ما اوضح المصدر نفسه. وجرح قبل ذلك ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين ليل الخميس الجمعة في غارة إسرائيلية على مركز لشرطة حماس في شمال قطاع غزة.

وقالت المصادر ان أولمرت، الذي كان يعارض بشدة عملية اجتياح كبرى، غير رأيه في أعقاب مقتل العامل في مخازن مصنع عسكري في تعاونية «نير عوز» فقد اتصل به الوزير باراك وهو في عز زيارته للولايات المتحدة. وأبلغه ان «الوضع لم يعد يحتمل بعد السكوت على صواريخ حماس وأمثالها، خصوصا ان هذه البلدة بالذات فقدت حتى الآن ثلاثة من سكانها هذه السنة، فضلا عن عشرات الجرحى».

وقد أعلن أولمرت حال عودته من الولايات المتحدة، صباح أمس، ان العملية الحربية الأرضية الكبيرة باتت أقرب من التهدئة في قطاع غزة. وأضاف: «نحن لم نسارع إلى تنفيذ عملية حربية، لعلهم يدركون في غزة الرسالة ويكفوا يد الإرهاب عنا. ولكنهم لم يفهموا، أو أنهم فهموا لكن ايران منعتهم من التفكير أو انهم واعون لأفعالهم ومستعدون لتحمل نتائجها». وكشف أولمرت انه تباحث حول «هذا الموضوع» طويلا في واشنطن، حيث التقى الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية، كونداليزا رايس، ونواب في الكونغرس، لكنه رفض اعطاء تفاصيل عن مواقفهم. وأما باراك، فقد زار البلدة التي تعرضت للقصف والتقى المصابين الثلاثة، وأحدهم جراحه بالغة، وصرح بمثل رئيس حكومته: «العملية العسكرية الكبيرة في قطاع غزة باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى». وقال مقربون منه ان الحكومة كانت تريد أن تبدأ بالتهدئة أولا، بهدف اعطاء دفعة لعملية السلام، ولكنها تنوي قلب المعادلة والتوجه أولا الى عملية اجتياح واسعة، وبعد ذلك فحص امكانية التهدئة. وقام رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور لبرمان، بزيارة تضامن مع بلدة سدروت بعد اصابة المواطنين الأربعة في نير عوز، وراح يهاجم الحكومة التي خرج منها لتوه. وقال ان «حكومة أولمرت ـ باراك تبث للفلسطينيين فقط الضعف. وهم يستغلون ضعفنا حتى آخر رمق، وبكل صلف وإقدام». ودعا الإسرائيليين الى التكاتف معا حتى ازاحة الخطر الجديد الداهم. ووافق على ان الخطوة المقبلة يجب أن تكون معالجة القصور ولكن كشف كل شيء. وستبحث هذه القضية في جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر، يوم الأربعاء المقبل، حيث سيطرح الجيش خطته الحربية. وقال مصدر عسكري، معقبا على القصف الأخير، أول من أمس، ان التنظيمات الفلسطينية تركز حاليا على قصف البلدات الإسرائيلية بقذائف الهاون وغيرها من القذائف الجديدة الصنع في المنطقة. وهذه قذائف تصنع فقط حسب المواصفات المهنية العالية، مما يعني ان إيران ما زالت لاعبا رئيسيا في المنطقة. وتنجح في تهريب القذائف الى قطاع غزة بكميات هائلة. ويعني أيضا ان حماس تتقدم باستمرار الى الأمام في امتلاك الأسلحة واستخدامها.