أوباما يتراجع حول القدس عاصمة لإسرائيل بعد انتقادات

هيلاري كلينتون تنهي حملتها الانتخابية اليوم .. وترفض منصب نائب الرئيس

TT

عدل مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك اوباما تأييده لموقف اسرائيل بشأن القدس قائلا: إن الفلسطينيين والاسرائيليين يجب ان يتفاوضوا على مستقبل المدينة المقدسة. ورد الزعماء الفلسطينيون بغضب وفزع يوم الأربعاء على قول اوباما ان القدس يجب ان تبقى العاصمة غير المقسمة لإسرائيل. وقال اوباما لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية عندما سئل إن كان الفلسطينيون ليس لهم الحق في المطالبة بالمدينة في المستقبل؟.. «حسنا بالطبع سيكون الامر متروكا للاطراف لكي تتفاوض على نطاق هذه القضايا. والقدس ستكون جزءا من تلك المفاوضات». وعندما سئل ان كان يعارض أي تقسيم للقدس قال اوباما من الناحية العملية سيكون من الصعب للغاية تنفيذ ذلك. وأعتقد انه من الافضل بالنسبة لنا العمل من خلال نظام يسمح فيه للجميع بدخول المواقع الدينية غير العادية في القدس القديمة لكن اسرائيل لها حق مشروع في هذه المدينة.

وفي واشنطن يوم الاربعاء قال اوباما امام لجنة الشؤون العامة الاميركية/ الاسرائيلية، وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل، انه اذا انتخب رئيسا في نوفمبر (تشرين الثاني) فانه سيعمل من اجل السلام مع وجود دولة فلسطينية بجوار اسرائيل. وقال لجماعة الضغط : «القدس ستبقى عاصمة اسرائيل ويجب ان تبقى غير مقسمة». ولا تعتبر الولايات المتحدة والدول الاخرى القدس عاصمة لإسرائيل، حيث تقع السفارة الاميركية والسفارات الاخرى في تل ابيب ولا تعترف هذه الدول بضم اسرائيل للقدس الشرقية العربية بعد الاستيلاء عليها في حرب عام 1967. وتولى الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش رعاية مفاوضات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين على امل التوصل الى اتفاق بشأن دولة فلسطينية قبل ان يترك منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل. ومن أكثر القضايا الاخرى تعقيدا حل المطالب المتباينة للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بشأن مستقبل القدس.

من جهة اخرى اكدت هيلاري كلينتون اول من امس انها لن تسعى للحصول على منصب نائب الرئيس الاميركي، من دون ان تحدد ماذا سيكون ردها في حال عرض عليها باراك اوباما المرشح الديمقراطي الذي التقته ليلا، هذا المنصب. وجاء في بيان صادر عن حملة هيلاري كلينتون الانتخابية ان «السناتورة كلينتون اكدت بوضوح انها ستبذل كل ما في وسعها لانتخاب ديمقراطي الى البيت الابيض وهي لا تسعى الى منصب نائب الرئيس ولا احد يمكنه ان يتكلم باسمها عن هذا الموضوع. والخيار عائد بالكامل الى السناتور باراك اوباما وحده». وردا على اسئلة محطة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية جدد اوباما التأكيد بان اسم كلينتون هو ضمن «لائحة أفضل الاسماء» لمنصب نائب الرئيس لأي مرشح. لكنه اوضح ان «البحث عن نائب للرئيس هو أهم قرار سأتخذه قبل ان اصبح رئيسا. ويجب ان ادرس الامر بجدية»، مشيرا ضمنا الى ان خياره لم يبت بعد.

واشار الى انه شكل لجنة مؤلفة من ثلاثة اشخاص للبحث عن المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات في منصب نائب الرئيس الى جانبه ويجب افساح المجال امام هذه اللجنة للقيام بعملها. وذكرت محطة «سي ان ان» أن اوباما وكلينتون التقيا مساء اول من امس في منزل سناتورة نيويورك في واشنطن. ولم يعلن رسميا عن هذا اللقاء. وستضع كلينتون اليوم حدا لحملة انتخابية طويلة استمرت 16 شهرا خلال تجمع دعت اليه انصارها في واشنطن. واتخذت قرارها اثر مناقشات مع نحو 30 برلمانيا ديمقراطيا حثوها على الانسحاب من السباق في اسرع وقت ممكن لكي يتمكن الحزب من توحيد صفوفه دعما لأوباما. لكن ما هو الموقع الذي ستشغله كلينتون في الحملة؟ بعض من انصارها يريد ان تخوض الانتخابات كنائبة للرئيس. وترى المؤرخة دوريس كيرنز غودووين الخبيرة في الرئاسة الاميركية «سيكون افضل خيار لها». وشدد الكثير من المحللين في الصحف الاميركية الخميس على شخصيات اوباما وكلينتون المتعارضة. واعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان «من غير المرجح» ان تكون كلينتون خيار اوباما في منصب نائب الرئيس. ويرى خبراء ان تشديد بعض انصار كلينتون على ان تكون المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس قد يثير الجدل مجددا. ويقول ستوارت روثينبرغ الخبير المستقل «كلما اثار (انصار كلينتون) مسألة نائب الرئيس اكدوا ان سناتورة نيويورك مهتمة بهذا المنصب وزادت المشكلة في حال رفض اوباما هذا الخيار». ويضيف «سينظر الى ذلك على انه اهانة».