وول ستريت تراهن على أوباما رغم تخوفها من برنامجه

TT

تساهم وول ستريت بمبالغ طائلة في حملة المرشح الجمهوري باراك اوباما على امل ان تضمن موقعا مميزا لها الى جانب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، غير انها تتخوف من العديد من وعوده الانتخابية مثل، فرض ضرائب على رؤوس الاموال وزيادة الضرائب.

وضَمَنَ أوباما فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الى البيت الابيض بعد حملة طويلة خاضها ضد منافسته هيلاري كلينتون واثارت بلبلة في الاوساط المالية. غير ان حسم المعركة لصالح اوباما لم يبدد كل نقاط الغموض بشأن برنامجه. واوضح آل غولدمان المحلل في شركة فاشوفيا سيكيوريتيز ان «الاسواق المالية تكره الغموض وفي حين تشهد السوق توترا، فقد تجاوبت بسلبية مع اوباما المعروف اقل من غيره من المرشحين». ويبقى ان التغييرات المرجحة في حال فوز اوباما ليس من شأنها ان تثير ارتياح الاوساط المالية .

وقال جوزف واتكينز من مكتب المحاماة بوكانان انغرسول آند روني، متحدثا لشبكة سي ان بي سي المالية، «من الواضع ان اوباما يريد فرض ضرائب على رأس المال» ما سيحد من عائدات الاستثمارات كما ان الاوساط المالية لا ترتاح لدعواته الى وضع حد للتخفيضات الضريبية التي قررها الرئيس جورج بوش وتشديد التنظيمات المفروضة على بعض القطاعات الاقتصادية مثل الطاقة واعادة مناقشة اتفاق التبادل الحر لاميركا الشمالية (نفتا) الموقع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن اندرو بوش الخبير الاستراتيجي في شركة كابيتال ماركت قال «لسنا واثقين تماما بعد مما سيكون عليه برنامجه الانتخابي لان طروحات المرشحين في الانتخابات التمهيدية تختلف عن طروحاتهم عندما يواجهون الخصم مباشرة». واضاف «ان الديمقراطيين يميلون الى التوجه بموقفهم اكثر الى اليسار في الانتخابات التمهيدية والاقتراب من الوسط بعد الفوز بالترشيح» من اجل اقناع عدد اكبر من الناخبين. وبالرغم من هذا الغموض، فان الاوساط المالية ضخت مبالغ طائلة في صناديق باراك اوباما بالرغم من تقربها التقليدي من الحزب الجمهوري وسياسته القائمة على اقصى الليبرالية. واظهرت آخر بيانات مركز «سنتر فور ريسبونسيف بوليتيكس» الذي يتابع تمويل الاحزاب السياسية ان مساهمات شركات الاستثمارات الاجمالية لجميع المنافسين توزعت ما بين 57% للديمقراطيين و43% للجمهوريين. وسناتور ايلينوي الذي حصل على دعم الملياردير النافذ وارن بوفيت والرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي بول فولكر تخطى هيلاري كلينتون على صعيد المساهمات المالية التي حصل عليها اذ قدمت له شركات البورصة 9،7 مليون دولار حتى 21 مايو (ايار)، فيما حصلت سناتورة نيويورك على 14،7 مليون دولار. اما من الجانب الجمهوري، فلم يجمع ماكين سوى 15،4 مليون دولار من المساهمات في هذا القطاع، وهو اقل مما حصل عليه رودولف جولياني (05،5 مليون) وميت رومني (78،4 مليون) اللذان انسحبا من السباق قبل عدة اشهر. واوضح اندرو بوش ان «هذا لا يعني ان المستثمرين يعتقدون ان باراك اوباما هو المرشح الذي يمثل مصالحهم على افضل وجه، بل انهم يوجهون الاموال الى المرشح الذي يتوقعون فوزه». وعلى سبيل المثال، يقدر موقع اينترايد الالكتروني الذي يطرح اسهما على مرشحين معينين، حظوظ اوباما بالرئاسة بـ 8،59% مقابل 35% فقط لماكين. وبما ان المال يشكل عصب المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، فان الشركات تراهن على من تتوقع فوزه على امل ان تتمكن من التأثير لاحقا على استراتيجيته. واضاف بوش ان «تقديم الاموال الى الفائز المقبل هو في الولايات المتحدة افضل وسيلة للجلوس معه لاحقا إلى طاولته والتأثير على سياسته».