القوات الأميركية تقتل 4 مسلحين وتعتقل خامسا ضمن مجموعة على صلة بإيران

مظاهرات لأنصار الصدر تعبيرا عن الرفض لاتفاقية بين بغداد وواشنطن

TT

قال الجيش الأميركي إنه قتل 4 مسلحين واعتقل خامسا من مجموعة «على صلة بإيران» كما اعتقل 20 من المشتبه بهم في عمليات أخرى. وأعلنت الشرطة العراقية اعتقال 19 من المشتبه بهم في مدينة البصرة جنوب العراق. وجدد التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، التظاهرات بعد صلاة الجمعة أمس في بغداد والكوفة لاعلان رفضه توقيع اتفاقية بين بغداد وواشنطن تنظم الوجود الاميركي في العراق.

وقال بيان عسكري أميركي أمس «استسلم قائد مجموعة خاصة تتلقى تدريبات إيرانية، إلى قوات التحالف يوم الجمعة خلال عمليات في الحي جنوب شرقي بغداد». وتابع البيان: «قامت قوات التحالف استنادا إلى معلومات استخباراتية بغارة على المسكن المفترض لقائد المجموعة المشتبه بقيامه بإدارة وتنظيم الهجمات ضد قوات التحالف في محافظة واسط (180 كلم) جنوب بغداد وكذلك الهجمات وعمليات الاختطاف ضد السلطات المدنية هناك». وأشار إلى أن «الرجل مشتبه أيضا بتهريب الأسلحة الإيرانية إلى بغداد بالأخص صواريخ كاتيوشا».

وتوجه القوات الأميركية وجهات عراقية اتهامات إلى إيران بالتدخل في شؤون العراق ودعم الجماعات المسلحة، وهو ما تنفيه إيران. وقد شكلت الحكومة العراقية مؤخرا لجنة لتقصي الحقائق المرتبطة بهذه الاتهامات وجمع الأدلة. وفي بيان منفصل، قال الجيش الأميركي: «اعتقلت قوات التحالف أكثر من 20 إرهابيا من المشتبه بهم وقتلت أربعة خلال عملية استهدفت خلية إرهابية مهمة للقاعدة في العراق في وادي نهر دجلة في الجزء الغربي من محافظة كركوك (250 كلم) شمال بغداد بتاريخ 4 يونيو (حزيران)».

ومن جهته، قال مصدر في شرطة مدينة البصرة (550 كلم) جنوب بغداد إن القوات العراقية نفذت عدة عمليات دهم وتفتيش في المدينة ليلة أمس أسفرت عن اعتقال 19 مطلوبا ومتهما بقضايا «إرهابية وجنائية». وأشار إلى أن تلك العمليات أدت أيضا الى مصادرة أسلحة وعتاد في مزارع مدينة صفوان غرب البصرة.

الى ذلك، تجمع انصار الصدر بعد صلاة الجمعة في مدينة الصدر شرق بغداد، وحمل المئات منهم اعلاما عراقية ورايات اسلامية ولافتات قالت احداها «الاتفاقية الامنية اسوأ من الاحتلال» واعتبرت اخرى «الاتفاقية الامنية اعلان حرب ضد الشعب العراقي». وقال ستار البطاط خطيب صلاة الجمعة الذي وضع على كتفه علما عراقيا ان «العراق سيصبح قاعدة عسكرية اميركية تقوم بتصفية حساباتها مع من تريد». وأضاف ان «الاتفاقية ستعطي حصانة للجندي الأميركي بأن يقتل ويعتقل من دون محاسبة أو مراقبة».

وتابع خطيب المسجد امام حشود المصلين «اقولها، ما دام مقتدى الصدر يرفض الاتفاق لن يكون هناك توقيع عليه». وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول «وضع القوات» لإضفاء أسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر (كانون الاول) المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد.

وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) خرج حشد كبير من انصار تيار الصدر بعد صلاة الجمعة في الشارع وهم يحملون لافتات قالت احداها «لن يكون العراق مستعمرة أميركية». وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري، خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة، ان «الاتفاقية مرفوضة لأنها تأتي علينا بالذل والهوان». وأوضح ان «موقف بعض السياسيين أن هناك نقاطا تمس السيادة الوطنية مرفوض»، مضيفا «هل سنتبع من يرفض الاتفاقية بكل تفاصيلها، ام من يحاول تزويق وتعديل واضافة بعض النقاط الجديدة عليها؟».

وفي النجف، قال خطيب الجمعة إن المرجعية الشيعية العليا بقيادة المرجع الأعلى علي السيستاني تدعو إلى أن تستند الاتفاقية العراقية الأميركية الاستراتيجية طويلة الأمد إلى ثوابت أربعة أساسية أبرزها تحقيق السيادة الكاملة وحدوث إجماع وطني عليها. وقال صدر الدين القبانجي أمام المئات من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة بمدينة النجف «إن المرجعية حسمت موقفها بشأن قصة الاتفاقية الأمنية من خلال التأكيد على أربعة ثوابت يجب أن تراعيها الاتفاقية، وإذا راعتها فبها وإلا فلا وهي السيادة الوطنية والشفافية والوضوح لدي الشعب عن مسودة الاتفاقية والإجماع الوطني ورابعا أن تعرض على البرلمان».