أمرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتشكيل لجنة فنية برئاسة وزارة البيئة وعضوية وزارتي الصحة والعلوم والتكنولوجيا والهيئة العراقية للوقوف على الاسباب الحقيقية التي ادت الى ظهور حالات سرطانية في أحد أحياء محافظة النجف الأشرف، على ان تقدم نتائج التحقيق خلال مدة اقصاها 30 يوما.
وقال أسعد أبو كلل محافظ النجف لـ«الشرق الاوسط» ان المحافظة هي التي طلبت من مجلس الوزراء ارسال لجنة للتحقق في الامر، مشيرا الى ان منطقة محددة في حي الانصار بمحافظة النجف هي التي ظهرت فيها حالات الاصابة بمرض السرطان خصوصا في فئة الشباب. وقال «أحصينا في كل المحافظة اكثر من 500 حالة سرطانية خلال السنوات الاخيرة، توفي العديد من المصابين بها». مؤكدا ان العديد من التشوهات الخلقية بين المواليد ظهرت ايضا في المحافظة، وان الوضع الصحي والأجهزة الطبية لا تكفي لمواجهة هذه الحالة لذلك تمت الاستعانة ببغداد لعلاج مثل هذه الحالات».
وحول تحليله للأسباب التي كانت وراء ظهور هذه الحالات السرطانية في النجف، قال ابو كلل «دخلت مدينة النجف عدة حروب بين القوات الاميركية والعراقية.. هذه الحروب خلفت العديد من الآثار على المزارع والسكن ومياه الشرب، وهي اشياء تعتبر من الأساسيات في حياة الانسان وكذلك المواد المشعة التي خلفتها تلك الحروب». وطالب ابو كلل بتعويض المتضررين من الذين أصابهم هذا المرض اللعين باعتبارهم ضحايا حرب لم يكونوا مسؤولين عنه».
من جانبه، نفى الدكتور رضوان الكندي مدير صحة محافظة النجف، ان يكون عدد الحالات المكتشفة من مرض السرطان غير طبيعي مقارنة بدول الجوار او المحافظات العراقية الاخرى، وقال لـ«الشرق الاوسط» «إن هذه الحالات طبيعية.. ولو كانت غير طبيعية لكانت حالات من نوع سرطاني واحد، اما لانها متنوعة في الرئة والرحم او غيره من السرطانات فهذا يضعها في خانة الوضع الطبيعي». وأضاف: «500 حالة طبيعية خلال السنوات الأخيرة اذا ما تمت مقارنتها بدول الجوار او المحافظات العراقية الاخرى»، مشيرا الى ان لجانا من وزارة البيئة والصحة لم تكتشف وجود اشعاعات في التربة او الاجواء، وان لجنة رئاسة الوزراء الجديدة لم تصل المحافظة بعد وعندما تصل ستبين من وجهة النظر الطبية هذا الامر، مؤكدا أن وجود الحالات في حي واحد هو الذي ركز الأضواء عليها مع كثرة شكاوى الناس بانتظار التعويضات وليس لشيء آخر. الجدير بالذكر أن حي الأنصار وهو مركز محافظة النجف الأشرف شهد ظهور حالات من سرطان الرئتين والكبد والغدد اللمفاوية وسرطان الدم اللوكيميا.