منظمة بريطانية: أطفال لاجئون من دارفور في تشاد يباعون كجنود لمجموعات متمردة

قالت إن بعض مسؤولي المخيم متورطون في هذه التجاوزات

TT

قالت منظمة بريطانية غير حكومية بان أطفالا لاجئين من دارفور في مخيمات شرق تشاد، يتم خطفهم وبيعهم كجنود لمجموعات مسلحة.

واوضحت منظمة «ويجينغ بيس» المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها لندن في تقرير لها ان «لاجئين من دارفور لا يزيد عمرهم احيانا عن 9 سنوات يباعون كجنود اطفال لمجموعات مسلحة تنشط في شرق تشاد».

واوضحت معدة التقرير آنا شميت مستندة الى «محادثات معمقة» مع زعماء مخيمات اللاجئين على الحدود بين تشاد والسودان ان الاطفال يخطفون من داخل المخيمات نفسها في وضح النهار قبل بيعهم الى مجموعات متمردة تعمل في المناطق المجاورة. وقدرت الامم المتحدة عدد الاطفال الذين جندوا في شرق تشاد عام 2007 بما بين 7 الاف و10 الاف، لكن العدد الحقيقي قد يتجاوز ذلك بكثير.

واشارت المنظمة الى ان التجنيد يجري حاليا على نطاق اوسع وبشكل اكثر قسوة مع عامل جديد وهو تجارة الاطفال التي تعتبرها «تطورا شديد الخطورة».

واضافت ان «الاطفال المعنيين معظمهم من الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 9 سنوات و15 سنة» منددة بـ«الغزوات اليومية على بعض المخيمات» من مجموعات متمردة منها خاصة حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور.

وتقول المنظمة ان بعض مسؤولي المخيم متورطون في هذه التجاوزات في حين تجري هذه التجارة بالبشر مع «موافقة ضمنية» من الحكومة التشادية التي يوجد ممثلون لها في هذه المخيمات. وعلاوة على ذلك فان «حملة القصف التي تشنها الحكومة السودانية ادت الى زيادة سريعة في عدد الاطفال الذين يجندون بالقوة للقتال مع سعي المجموعات المتمردة الى زيادة حجم قدراتها العسكرية».

وفي نفس الوقت، ناشد اللاجئون مبعوثين زائرين من مجلس الامن الدولي توفير المزيد من الحماية الدولية حتى يتسنى لهم العودة الى منازلهم. وفي اليوم السادس لجولة تستغرق عشرة ايام بمناطق الصراع في افريقيا توجه السفراء الى جوز بيدا في شرق تشاد لزيارة مخيمات تديرها الامم المتحدة وتضم لاجئين سودانيين من دارفور ومدنيين تشاديين نزحوا بسبب العنف.

وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جان موريس ريبيرت ان المبعوثين اجتمعوا في وقت لاحق مع يوسف صالح عباس رئيس وزراء تشاد وحثوا السلطات على السعى الى المصالحة مع السودان.

وينحي كل بلد على الآخر باللائمة في هجمات شنها متمردون عبر الحدود هذا العام. وابلغ لاجئون سودانيون في مخيم جبل بمنطقة جوز بيدا مبعوثي الامم المتحدة بانهم يريدون العودة الى ديارهم في دارفور بشرط ان تضمن الامم المتحدة سلامتهم من التعرض لهجمات من ميليشيا الجنجويد المتحالفة مع الجيش السوداني. وقالت لاجئة من دارفور تدعى فاطمة محمد ارباب للسفراء «مكثنا هنا فترة طويلة جدا بالفعل». واضافت «اليوم نريد العودة الى ديارنا ولكن لا يزال اخرون يحتلون ارضنا... عليهم ان يرحلوا عنها قبل عودتنا. نحتاج الى الامن».

وكان من المقرر ان يلتقي السفراء مع الرئيس التشادي ادريس ديبي أول من امس الجمعة ولكن ريبيرت قال انه لم يكن في نجامينا.

وقال ريبيرت قبل الاجتماع مع رئيس الوزراء التشادي «سنشرح للسلطات التشادية ان هذا ليس وقت مساندة الجماعات المتمردة في اي مكان في المنطقة وانما التحدث والنظر نحو التعاون».