واشنطن: إنشاء مقر للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا سيتأخر

TT

اقرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بان الجدل الدائر حول القيادة العسكرية الاميركية لافريقيا (افريكوم) ستضطر الوزارة الى تأخير اقامة مقر لها في القارة بدلا من مركزها في شتوتغارت (المانيا).

وما زال العسكريون الاميركيون يأملون في اقامة مقر لقيادة عسكرية في افريقيا في المستقبل لكنهم اعترفوا بان ذلك سيستغرق بعض الوقت لتجاوز النظرة السلبية التي يبديها الافارقة ازاء هذه المسألة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته «في البداية كنا نعتقد ان الامر سيسير بسرعة». واصبح الامر مؤكدا عندما قام الجنرال وليام وارد قائد القيادة الاميركية لافريقيا (افريكوم) بجولة في اكتوبر (تشرين الاول) في القارة بعيد توليه مهامه. ورفضت عدة عواصم افريقية من بينها الجزائر ولاغوس استضافة هذه القوة. ويؤكد الجيش الاميركي انه ليس من المقرر اقامة قواعد وحاميات دائمة في افريقيا بل فقط تقدم مساعدة لتدريب وتجهيز جيوش الدول الافريقية. وقال هذا المسؤول ان «الصورة التي تم تداولها هي ان الامر يتعلق بقوة للتدخل في القارة (الافريقية) ولا يهم عدد المرات التي حاولنا فيها تفسير هذا الوضع لانهم لم يصغوا» الى التوضيحات الاميركية. والقيادة الاميركية في افريقيا انشئت في 2007 وتضم 1300 شخص. وواجه انتقادات في الولايات المتحدة ايضا حيث يرى البعض فيها تدخلا للجيش في السياسة الخارجية المجال الذي تهتم به وزارة الخارجية حصرا. ونبعت هذه الشكوك من الطبيعة الجديدة لهذه القيادة، العسكرية والمدنية، والتي انشئت للوقاية من النزاعات والتعاون في الوقت نفسه في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية. وتضم القيادة دبلوماسيا بينما اختير مدنيون من وكالات حكومية اميركية اخرى للعمل فيها. واقر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الشهر الماضي «اعتقد اننا لم نفعل في بعض الجوانب ما كان علينا فعله عندما اسسنا القيادة الافريقية». واضاف «اعتقد ان الافعال ستكون اهم من الاقوال في هذه المرحلة وعلينا التحرك مرحلة مرحلة»، مؤكدا انه «علينا ان نبدأ (التعاون) مع المهتمين بتطوير العلاقات مع افريكوم».

وسيبقى مقر القيادة العسكرية الافريقية لبضع سنوات في شتوتغارت، لكن البنتاغون يدرس امكانيات عدة اخرى لتمركزها بعد 2010 بما في ذلك على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الا ان الجيش الاميركي لم يتخل عن فكرة اقامة عدد من مقار قيادة القوة بطواقم صغيرة في دول تضم ايضا مكاتب للاتحاد الافريقي، لكن مقر القيادة الرئيسي يجب ان يقام خارج افريقيا. وتفكر القيادة حاليا في امكانية تطوير حوالي 12 مكتبا للتعاون العسكري في افريقيا. وقال المسؤول نفسه ان الولايات المتحدة تأمل ان يرى الافارقة في تعزيز المساعدة في المجال الامني امرا مجديا، وعندها سيؤيدون وجودا اقليميا او تعاونا يشمل القارة. واضاف ان «هذا الامر سيستغرق بعض الوقت وليس لنا ان نستعجل الامور. لن نقوم باتخاذ خطوات سريعة لمساعدة اشخاص لا يرغبون في ذلك».