أولمرت ينجح في تغيير الأجواء ضده داخل حزب «كديما» بالاتفاق مع منافسيه

الشرطة الإسرائيلية تسرب وثيقة جديدة لتعزيز الشبهات ضده

TT

في الوقت الذي بدا فيه ان رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، قد نجح في تغيير الأجواء ضده داخل حزبه «كديما» على الأقل والتخفيف من حدة الاتهامات الموجهة اليه، حرصت الشرطة على تسريب معلومات جديدة قالت انها تعزز الشبهات بأنه تلقى الأموال من رجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس طالينسكي، مقابل رشوة.

وكان أولمرت قد أوقف مسيرة انتخاب رئيس جديد لحزبه، بعد ان اجتمع مع 3 من المتنافسين على هذا المنصب، هم: وزير المواصلات الحالي ووزير الدفاع الأسبق، شاؤول موفاز، ووزير الداخلية، مئير شطريت، ووزير الأمن الداخلي، آفي ديختر. فأخبرهم بأن التسرع في اجراء انتخابات داخلية في «كديما» لا يخدم سوى القوى التي تخطط لتحطيم هذا الحزب واسقاطه عن الحكم. وقال لهم ان الأجواء المعادية له وللحزب ستتبدد قريبا عندما يبدأ محاموه في مناقشة الشاهد الرئيسي للشرطة، طالينسكي، حيث سيتضح ان الشبهات ضده ممجوجة وضعيفة وليس لها أساس قانوني.

وأوضح أولمرت للمرشحين الثلاثة انه شخصيا لن يستسلم أمام تحقيقات الشرطة وانه مصمم على الدفاع عن براءته في وجه الاتهامات. وعاد ليتعهد بأن يستقيل في حالة تقديم لائحة اتهام ضده، ولكنه أشار الى ان النيابة نفسها لم تتوصل بعد الى مرحلة توجيه لائحة اتهام.

وكشفت مصادر مقربة منه انه خلال لقاءيه مع الرئيس الأميركي، جورج بوش، في واشنطن، الأربعاء الماضي، واللقاء الذي سبقه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قال أولمرت انه سيبقى رئيسا للحكومة بانتهاء التحقيق.

وقد وافق المتنافسون الثلاثة الذين اجتمع أولمرت اليهم على تأجيل الانتخابات الداخلية في الحزب الى حين تتضح أكثر صورة التحقيقات في الشرطة. وسيجتمع اليوم (الأحد)، مع رئيس اللجنة الحزبية، تساحي هنغبي، لكي يتفق معه نهائيا على تأجيل هذه الانتخابات. ولا تبقى سوى وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، مؤيدة لاجراء الانتخابات في وقت قريب. ويخطط أولمرت «لمعالجتها بالشكل اللازم»، في وقت لاحق. وأرسل أولمرت الوزير شاؤول موفاز الى قادة حزب «شاس» لاقناعهم بأن لا يتعجلوا في الانسحاب من الائتلاف الحكومي وينتظروا قليلا حتى تتضح الصورة.

وكانت أوساط مقربة من أولمرت سربت انه في حالة اضطراره الى الاستقالة، فإن أولمرت سيعمل كل ما في وسعه لكي لا تحظى الوزيرة لفني بخلافته. ولمحت الى انه سيؤيد موفاز ليحل محله. إلا ان موفاز هرع الى أولمرت يطلب منه أن لا يعلن تأييده له، حتى لا يربط جمهور الناخبين بينه وبين اتهامات أولمرت. من جهة ثانية، لم تقف الشرطة مكتوفة الأيدي ازاء هذه التطورات، فسربت الى وسائل الاعلام وثيقة جديدة، هي عبارة عن رسالة ثانية حاول أولمرت من خلالها مساعدة رجل الأعمال طالينسكي على تسويق بضاعته ومنتوجاته الصناعية. فقد توجه الى أغنى تاجر يهودي في العالم، رولاند آرنل، يطلب منه ان يلتقي مع طالينسكي «صديقي الذي أعرفه جيدا» ويتعاون معه. وتضاف هذه الى وثيقة أخرى مشابهة وجهها أولمرت الى رجل أعمال يهودي آخر يوصي فيها بشراء أجهزة تبريد حديثة يسوقها طالينسكي.

وبما ان طالينسكي، حسب الشبهات في الشرطة، منح أولمرت حوالي 160 ألف دولار (خلال 15 عاما)، فإن الشرطة تعتقد بأنه لم يعطه المال منحة كصديق، بل رشوة مقابل تلك الخدمات التي تجلت في الرسالتين المذكورتين. وقال مصدر في الشرطة انه يعتقد ان هاتين الرسالتين تشكلان أساسا لتعزيز الشبهات بالرشوة ضد أولمرت.