الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين على البدء بكتابة مسودة اتفاق سلام

الإسرائيليون يقولون إن الخلافات مستعصية

TT

قال احمد قريع، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، إن الطاقمين المفاوضين الإسرائيلي والفلسطيني، اتفقا خلال الاجتماعات الأخيرة على البدء في كتابة مواقف الطرفين في محضر اجتماعات، بغض النظر ان كان تم الاتفاق عليها او لم يتم. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية في القدس، موافقة إسرائيل على صياغة مسودة التسوية المستقبلية الدائمة مع الفلسطينيين، غير انها قالت ان الاتفاق على بعض النقاط، «لا يخص الا الامور الهامشية»، مؤكدة ان الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بعيدان عن الاتفاق النهائي، اذ ثمة خلافات مستعصية في الامور الجوهرية. وبحسب المصادر فان مرحلة بلورة الاتفاق ما زالت بعيدة للغاية. وقالت مصادر إسرائيلية اخرى، ان المفاوضات تقدمت في قضايا مختلفة، ومنها المياه والترتيبات الأمنية وتعريف الدولة الفلسطينية، بينما لم يتم التوصل الى اتفاق في القضايا الجوهرية، مثل القدس واللاجئين والحدود. وهو ما اكده قريع بقوله مرة اخرى، ان الوصول الى اتفاق هذا العام يحتاج إلى معجزة. ويتضح من تصريحات قريع إلى اي حد تبدو المواقف متباعدة، اذ قال «المفاوضات صعبة وشملت أحياناً المماحكة والشتائم»، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على عدم إبلاغ وسائل الإعلام بما يجري أثناء التفاوض.

وقال قريع لصحافيين يعملون في الإعلام الفلسطيني المحلي في مكتبه في قرية أبو ديس قرب القدس، «عندما نتحدث مثلا عن الارض، نستعرض كل القضايا المطروحة بالنسبة للأرض، ويُكتب موقفنا وموقفهم، فاذا كنا متفقين، نكتب الموقف في جملة او فقرة واحدة، أما اذا كان الامر غير متفق عليه فنقول هذا موقف فلسطيني وهذا موقف إسرائيلي». وفي إسرائيل توالت ردود الافعال الغاضبة، على الشروع بصياغة مسودة اتفاق مع الفلسطينيين. وقال افيغدور ليبرمان، وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي الأسبق، إن إسرائيل لن تعترف بأي اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي. وقال آخرون انه لا يمكن اتخاذ قرارات مصيرية في إسرائيل، بينما تستعد لانتخابات مبكرة (بسبب الأزمة التي يواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت باتهامه في قضايا فساد).

وتسعى السلطة الى مواصلة مفاوضة الإسرائيليين رغم ازمة اولمرت، بهدف التوصل الى اتفاق سلام حتى نهاية العام. وان كانت تبدو اقل ثقة بذلك. واكد قريع ان كل القضايا الجوهرية مفتوحة للنقاش والحوار وبدون استثناء، اضافة الى القضايا الثانوية المطلوبة ضمن الاتفاق حتى يكون شاملا. وتريد السلطة التوصل الى اتفاق شامل مرة واحدة، وترفض تجزئة القضايا. وقال قريع، لقد اتفقنا مع الإسرائيليين منذ البداية على ان لا اتفاق الا بالاتفاق على كل شيء. واضاف «اتفقنا على اننا نتحدث عن اتفاق شامل وليس إعلان مبادئ ولا اتفاق اطار، وبالتالي اتفقنا على العمل من اجل اتفاق شامل بكل التفاصيل». وتابع «لقد شددنا من جانبنا على اننا نرفض الدولة المؤقتة الحدود واننا نسعى من اجل حل دائم وشامل».

وتتعثر المفاوضات بين الجانبين حول مساحة الضفة الغربية ووضع القدس. وكانت الشرق الأوسط قد نشرت ان الإسرائيليين يعرضون ما مساحته حوالي 64% من المساحة الاجمالية للضفة الغربية. وان اولمرت طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بان ينسى ما وراء الجدار والاغوار والمستوطنات والقدس على ان يؤمن طريقا للمنطقة المقدسة في المدينة. ويبحث كيفية ان تشارك السلطة في ادارة المناطق المقدسة وهو ما رفضه عباس.

وقال قريع، إن الإسرائيليين عرضوا تبادلا للأراضي، حيث توجد الكتلة الاستيطانية في الضفة الغربية، إلا أن العرض لم يكن مقبولا، من دون ان يشير إلى المساحة التي عرضت إسرائيل مبادلتها، وأين تقع. كما لم يوضح مساحة الأراضي التي أرادت الاحتفاظ بها في الضفة. واضاف «الإسرائيليون عرضوا وسربوا خرائط كثيرة أثناء المفاوضات حول قضايا الحل النهائي وتحدثوا عن تبادل أراض ونحن رفضنا». وتابع «الخرائط تشمل القدس والضفة وقطاع غزة وأراضي الحرم والبحر الميت وغور الأردن والممر الآمن، وهناك تنسيق وتشاور مع العرب في هذه المفاوضات».