الرئاسة الفرنسية تؤكد إيفاد مندوبين إلى دمشق وزيارة محتملة لساركوزي

دمشق: انفتاح تدريجي في العلاقات السورية ـ الفرنسية

TT

وضعت مصادر دبلوماسية غربية تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن أن «صفحة جديدة ربما تفتح» في العلاقات بين بلاده وسورية ضمن إطار خطوات باتجاه «انفتاح تدريجي» من جانب باريس نحو دمشق، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق الدوحة وحل الأزمة في لبنان، إذ كانت باريس تربط تحسن علاقتها مع دمشق بالتوصل إلى حل في لبنان.

وتوقعت المصادر أن يكون هناك خطوات أخرى لاحقة أكثر انفتاحا، إذ تأمل باريس بحضور الرئيس السوري بشار الأسد لمؤتمر قمة قادة «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي سينعقد في باريس 13 تموز القادم. كما أشارت المصادر إلى أن باريس ليست وحدها التي بادرت بالتحرك نحو دمشق بل هناك تحرك أوروبي، خاصة أن سورية بدأت بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى سلام، وهو ما يشجعه الأوربيون الذي بدأوا يحضرون لمرحلة جديدة في المنطقة تبدأ بعد رحيل جورج بوش.

وكان السفير المكلف بمشروع الاتحاد المتوسطي في قصر الإليزيه ألان لوروا، حمل الشهر الماضي دعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة قادة الاتحاد من أجل المتوسط.

وقال لوروا إن «رأي سورية مهم جداً في هذا المشروع الذي سيسهم في تطوير التعاون بين أوروبا ودول المنطقة». وقبل نحو أسبوع اجرى الرئيس ساركوزي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأسد في أول مبادرة فرنسية تجاه دمشق بعد ستة أشهر على تعليق الاتصالات بين البلدين.

وكان قصر الاليزيه اعلن ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيرسل قريبا مبعوثين الى سورية. وقال مصدر قريب من الرئيس الفرنسي الذي يزور بيروت، للصحافيين، ان «ساركوزي سيرسل في الايام المقبلة موفدين الى دمشق هما، مستشاره جان دافيد ليفيت و(امين عام قصر الاليزيه) كلود غيان للقاء الرئيس السوري بشار الاسد». ويأتي هذا الاعلان بعد تصريحات ادلى بها ساركوزي لثلاث صحف لبنانية اكد فيها ان «صفحة جديدة ربما تفتح في العلاقات بين فرنسا وسورية».

وقال الاليزيه، الذي لم يستبعد قيام ساركوزي نفسه بزيارة لسورية، إن «كل شيء رهن بتطور الاحداث إن على صعيد فتح سفارة سورية في لبنان او احترام السلم الاهلي في لبنان».

واضافت الرئاسة الفرنسية، ان دمشق تضطلع بدور اساسي في لبنان، مضيفا ان «موقف سورية يدل على تطور».

الأوساط السياسية السورية قرأت تحرك فرنسا باتجاه دمشق، مؤشرا على فتح صفحة جديدة في علاقات سورية مع الغرب وفرنسا، وخطوة نحو إعادة وصل ما انقطع. وتجري فعليا الترتيبات لزيارة مبعوثي الرئيس الفرنسي الى دمشق لمتابعة الاستشارات الجارية للوصول إلى صيغة نهائية لمشروع اتحاد من أجل المتوسط، حسب ما قالته مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، مضيفة «أن سورية ماتزال تنظر بحذر للتغيرات الحاصلة في المنطقة».