غوانتانامو : سبتمبر موعد جديد لاستئناف محاكمة قيادات القاعدة

يتزامن مع ذروة الحملة الانتخابية الرئاسية

TT

حددت المحكمة الأميركية الخاصة بمحاكمة متهمين في معتقل غوانتانامو يوم 18 سبتمبر (أيلول) المقبل موعداً لاستئناف محاكمة خمسة من المتهمين بالتدبير والمشاركة في هجمات 11 سبتمبر 2001، بينما انهمرت الانتقادات من قبل فريق الدفاع للنظام الذي وضعته واشنطن للمحاكمة. ورفض المتهمون تعيين محامين للدفاع عنهم مؤكدين أنهم يريدون الدفاع عن أنفسهم. كما تساءل بعضهم إن كان من الضروري مواصلة حضورهم جلسات المحاكمة التي وصفها محامو المتهمين «بالمسرحية الهزلية».

ولم يخف محامو المتهمين غضبهم الشديد بعد انتهاء جلسة الاستماع الأولى مساء الخميس التي عقدت في قاعة المحاكمة الحديثة للغاية وأقيمت في القاعدة البحرية الأميركية بغوانتانامو في كوبا. وقال مدير جمعية الدفاع عن الحريات القوية النفوذ أنطوني روميرو الذي حضر الجلسة كمراقب «لم يكن حقا من المفاجئ أن يرفض هؤلاء المعتقلون النظام القضائي واقتراحات محاميهم بعدما أمضوا خمس سنوات في الحبس الانفرادي تعرضوا خلالها للتعذيب».

بدوره ندد المسؤول عن المحامين العسكريين العقيد ستيفن ديفيد بتعجل القاضي في عقد هذه الجلسة دون أن يترك للمحامين الوقت لكسب ثقة موكليهم الذين لم يمض مع أكثرهم حظا أكثر من 20 ساعة كحد أقصى.

ورغم أن المسألة لم تطرح سوى في نهاية الجلسة، انتقد الدفاع أيضا بشدة قرار القاضي ترك المتهمين يتحدثون فيما بينهم قبل وخلال الجلسة، ما يتعارض مع الجهود التي بذلتها الحكومة لسنوات لمنع هؤلاء الرجال من التواصل معا.

والمتهمون الخمسة الذين عرضوا على المحاكمة هم خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة وعلي عبد العزيز علي ومصطفى أحمد الهوساوي.

وتعد جلسة المحاكم العسكرية اول اختبار حقيقي للمحاكم العسكرية الاستثنائية التي انشئت بعد اسابيع من هذه الاعتداءات ثم قضت المحكمة العليا ببطلانها عام 2006 قبل ان يسارع الكونغرس الى اعادتها لتشهد سلسلة من النكسات والعراقيل التي تؤخر باستمرار افتتاح اول محاكمة حقيقية لهؤلاء المتهمين. ومع وصفهم الجلسة بانها كانت «سيركا» و«مسرحية سخيفة» و«اساءة للزي العسكري»، لم يخف محامو المتهمين غضبهم الشديد بعد انتهاء هذه الجلسة التي عقدت في قاعة المحاكمة الحديثة للغاية التي اقيمت في القاعدة البحرية الاميركية في كوبا.

لكن المظاهر كانت توحي رغم ذلك بالاحترام حيث بدا الرجال الخمسة في صحة جيدة وكل منهم مصحوبا بمجموعة من المحامين الاكفاء وحتى رغم المحادثات غير الواقعية التي تبادلوها مع القاضي رالف كولمان الا ان الامر بقي في اطار اللياقة. لكن المتهمين كل بدوره، رفضوا مساعدة محاميهم بل ان بعضهم طالب بان توقع عليه عقوبة الاعدام حتى يموت شهيدا.

واشار الميجور جون جاكسون محامي مصطفى احمد الهوساوي الى انه رغم اسلوب المزاح الذي اتسمت به احيانا هذه المحادثات فانه «كان من الواضع ان خالد شيخ محمد سعى الى تخويف» بعض المتهمين لدفعهم الى الاقتداء به. وابدت القومندان سوزان لاشولييه محامية رمزي بن الشيبة، التي بدت شديدة الغضب، اسفها البالغ «لعدم وجود رغبة في احترام المبادئ التي يحارب من اجلها هؤلاء الفتية (الجنود الاميركيون) هناك في افغانستان وفي العراق».

وجاء للدفاع عن وليد بن عطاش المحامي ادوار ماكماهون المحامي السابق للفرنسي زكريا موساوي الذي اصدرت محكمة فدرالية عليه حكما بالسجن المؤبد لتآمره مع خاطفي الطائرات الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر. واوضح ماكماهون ان «جميع الحاضرين في الجلسة لم يعتقدوا انها كانت فكرة سديدة»، منتقدا القاضي كولمان على تركه «المتهمين يقومون بمسرحية». الا ان الكولونيل لورانس موريس المدعي العام للمحاكم العسكرية لم يشاركه هذا الرأي وقال للصحافيين «ابقوا هنا وراقبوا الجلسة دقيقة بدقيقة وستدهشون وتذهلون لمدى الاحترام الصارم لحقوق المتهمين». واقتناعا منه بذلك طلب الادعاء من القاضي تحديد بدء المحاكمة في منتصف ايلول المقبل وهو الموعد الذي يتزامن مع ذورة الحملة الانتخابية الرئاسية ما دفع المحامين الى الابتسام.