بعد أن شهدت انفراجا نسبيا خلال الفترة الماضية، أطلت أزمة نقص الخبز بملابستها الاجتماعية والسياسية مجددا على الواقع المصري، حيث قطع نحو 15 ألفا من سكان قرية برج البرلس لكفر الشيخ (240 كيلومترا شمال القاهرة) الطريق الساحلي الدولي، لبضع ساعات، احتجاجا على نقص الخبز والدقيق في قريتهم.
«كان الأمر أشبه بالمشاهد التي تبثها نشرات الأخبار من الأراضي الفلسطينية»، هكذا وصف أحد شهود العيان ما حدث، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات ليقطعوا الطريق، وقذفوا السيارات المارة بالطوب والحجارة. واستدعت السلطات المحلية قوات كبيرة من الأمن المركزي، التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وفتح الطريق الذي يربط بين دول المغرب العربي بدول المشرق ويسير متوازيا مع ساحل البحر المتوسط أمام حركة السيارات مرة أخرى. وأدت الاشتباكات بين الأهالي والشرطة إلى إصابة نحو خمسة جنود بإصابات طفيفة. وبرر سكان القرية قطع الطريق بأن المجلس المحلي كان يصرف لكل أسرة شهريا 50 كيلوجراما من الدقيق، إلا أنه توقف عن هذا الأمر، وقرر صرف عشرة أرغفة يوميا لكل أسرة، الأمر الذي أثار حنق الأهالي وحاولوا أكثر من مرة إقناع المسؤولين بالعدول عن قرارهم إلا أنهم فشلوا فقرروا قطع الطريق الساحلي الدولي لإيصال صوتهم للمسؤولين ووسائل الإعلام.
وقالت مصادر أمنية إنه تم ضبط 30 من سكان القرية، وأحيلوا للنيابة التي تولت التحقيق معهم.