الرئيس الأفغاني فقد بريقه

غضب في واشنطن بسبب رفضه القبض على زعماء المخدرات

TT

بعد ست سنوات كان حميد كرزاي هو الطفل المدلل للولايات المتحدة وحلفائها، فإنه يبدو أنه يفقد بريقه. ففي الأسبوع المقبل، سوف يصل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى باريس لحضور مؤتمر المانحين الذي يحضره ممثلون من 80 دولة ومؤسسة. وسوف يطلب 50 مليار دولار لتمويل خطة تنمية تستمر لخمس سنوات من شأنها إحياء خطط إصلاح القطاع الزراعي وتطوير الاقتصاد بحيث لا يعتمد على زراعة الأفيون. لكن هناك قلقا كبيرا في أوروبا والأمم المتحدة بل وفي إدارة بوش حول عدم جدية كرزاي في معالجة المشاكل المتعددة في أفغانستان. وقد تساءل مسؤول كبير في وزارة الخارجية عما إذا كان كرزاي يتمتع بالمصداقية والثقة لإنجاز مثل هذه المهمة. ويقول المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته: «بالطبع هو رجل جيد ولذلك فإنه طالما بقي رئيسا فإننا سندعمه. لكن هناك كلاما كثيرا في الإدارة حول الحاجة إلى دفعه للقيام بالعمل الصحيح».

وقد عبر المسؤولون الأميركيون عن حنقهم من رفض الرئيس الأفغاني للقبض على زعماء المخدرات الذين يديرون تجارة الأفيون والتي يعتقد العديد من المراقبين الدوليين أن طالبان قد استخدمت هذه التجارة للعودة إلى الساحة. وفي كل من وزارة الخارجية والبنتاغون، فإن بعض المسؤولين يقولون إن الرئيس بوش عليه استخدام سلاح المعونة الأميركية لإجبار كرزاي على مكافحة الفساد. وقد أفاد أحد مسؤولي إدارة بوش بأن الرئيس بوش ما زال مغرما بكرزاي. وقد تساءل البعض الآخر عما إذا كان البيت الأبيض سوف يأخذ منحى متشددا معه في الوقت الذي تواجه القوات الدولية في أفغانستان مقاومة من قوات طالبان، ومع عدم وجود بديل أميركي لكرزاي وسط القادة الأفغان. لكن الرئيس بوش ما زال يحاول حل بعض المشاكل. فمنذ شهرين، بدأ عقد اجتماعين بالفيديو كل شهرين مع كرزاي مثلما الحال مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي. وقد أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوهاندر بقوله: «إن الرئيس بوش يقدر العمل الذي يقوم به في أفغانستان ولكننا نعلم جميعا أنه يمكن عمل المزيد».

كما أفاد سفير الولايات المتحدة في أفغانستان مدافعا عن قيادة كرزاي بقوله: «من غير الضروري على الإطلاق البدء في لعبة إلقاء اللوم».

وحسب دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين، فقد كانت هناك أزمة بسبب رفض كرزاي القبض على الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم. وقد كانت هناك معلومات حول قيام دوستم بمهاجمة قائد حرب منافس بزجاجة خمر هذا العام، حيث كاد أن يقتله، وقد حاولت قوة تنفيذ القانون القبض عليه. لكن حكومة كرزاي عارضت ذلك. وقد أفاد الدبلوماسيون الأميركيون والأوربيون الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم بأنهم قد حثوا كرزاي على القبض على الجنرال دوستم، لكنه أخبرهم بأنه لا يرغب في نشوب قتال بينه وبين الجنرال دوستم حتى لا ينفرط عقد تحالفه. وقد أفاد مسؤول أفغاني كبير بأن كرزاي كان يرغب في القبض على الجنرال دوستم، لكنه قرر عدم القيام بذلك بسبب قوة القوات الموالية لدوستم في الشمال وبسبب عدم الارتياح بين مسؤولي الناتو في أفغانستان. وقد أفاد هولبروك السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة في مقابلة صحافية معه بأنه يرى أن «هناك حكومة ضعيفة لكن فعاليتها مفتاح للنجاح في أفغانستان. ولا أعتقد أن طالبان يمكن أن تنتصر في أفغانستان، لأن الشعب يعرف ما يقومون به، لكن الحكومة بوضعها الحالي لا يمكن أن تنتصر كذلك». وقد أفاد مسؤولو الإدارة الأميركية بأن المحادثات بين بوش وكرزاي كانت بناءة لكن يجب تقديم خطوات ملموسة في مجال مكافحة الفساد. ويسكن الرئيس الأفغاني في قصر محصن ولم يقم بالقبض على أي من أمراء المخدرات أو الحرب، كما انه يقاوم الضغوط الدولية للقيام بتنسيق قوي لمراقبة الجهود العسكرية والاقتصادية والسياسية في أفغانستان. وقد أصر كرزاي على أن حكومة أفغانستان عليها أن تقرر كيفية إنفاق المساعدات الدولية.

* خدمة «نيويورك تايمز»