الأساقفة الموارنة أشادوا بانتخاب سليمان ودعوا اللبنانيين إلى الالتفاف حوله

TT

هنأ أمس الاساقفة الموارنة في ختام خلوتهم الروحية السنوية التي عقدت في بكركي برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير «فخامة العماد ميشال سليمان بانتخابه رئيسا للجمهورية، لما يتحلى به من صفات وطنية رفيعة اهلته لاجماع القادة عليه والمواطنين. وبانتخابه تأمنت المصلحة العليا واحترم الدستور وملئ الفراغ من قبل شخصية وفاقية موثوق بها، تضمن وهج الرئاسة، والمحافظة على دورها، ليبقى الرئيس الحكم والمرجع ورمز وحدة البلاد، والمؤتمن الاول على الارض والشعب. وهم يثنون كل الثناء على خطاب القسم الذي يرون فيه برنامجا وطنيا طموحا، صالحا للحكم، ويتضمن الكثير من التوجهات الانسانية، بالاضافة الى النواحي الاقتصادية والاجتماعية والوطنية ما يؤسس مجددا لشراكة حقيقية في ادارة شؤون البلاد، ويعزز الشفافية في الحكم وسيادة الوطن على ارضه، وحريته واستقلاله ويهيء لاطيب العلاقات مع الاشقاء والدول الصديقة، ويحافظ على رسالة لبنان الفريدة والرائدة في محيطه والعالم». وتلا امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق البيان الختامي الذي جاء فيه: «يشكر الآباء جزيل الشكر كل الدول الشقيقة والصديقة التي ساهمت في حل الازمة اللبنانية وخصوصا دولة قطر، اميرا وحكومة وشعبا وجامعة الدول العربية وأمينها العام والوزراء المعنيين بالمبادرة العربية الاخيرة التي كلفت بمساعدة لبنان وعلى الجهود التي بذلوها لانجاح الحوار اللبناني، وصولا الى تدعيم الوفاق الوطني. وهم يأملون في أن يحافظ اتفاق الدوحة على ديناميكيته فينتقل اللبنانيون الى المصالحة الكاملة بعدما اهتزت في الاشهر الماضية الصيغة التي ارتضوها لتنظيم عيشهم المشترك. وتعرضت للانتكاس بفعل المشادات الكلامية الحادة والمناظرات السياسية العقيمة التي ادت مع الاسف الشديد الى اللجوء الى العنف والاحتكام الى السلاح». أضاف: «اللبنانيون في حاجة اليوم الى ان يلتفوا جميعهم حول رئيسهم الجديد. وينتقلوا فعلا من التشنج وانعدام الثقة في ما بينهم الى التواصل الاخوي والتفاهم بالعمق. فيسود منطق الحوار والروح الديمقراطية الصحيحة وتقبل الآخر المختلف، ليعملوا معا على قيام الدولة العادلة بجميع مؤسساتها وبناء السلم الاجتماعي والاهتمام بالفئات الاكثر حاجة، فينعموا جميعا بالامن والاستقرار والازدهار. ويبقى الشباب في وطنهم. ويرتاح الجميع الى ضمان مستقبلهم في ارض الآباء والاجداد». وفي ختام الخلوة، ترأس البطريرك صفير صلاة ألقى خلالها عظة، قال فيها: «مهما أظلمت في وجهنا الدنيا، وسدت علينا المنافذ، فان الله لا يتركنا اذا عرفنا ان نجعل متكلنا عليه».

أضاف: «قد يبدو لنا من الصعب ان نجمع رأي ابنائنا وصفوفهم على أمر واحد. فهم منقسمون على ذواتهم. ولهم اغراض وغايات غالبا ما تباعد بينهم. غير ان علينا نحن كرجال كنيسة، ان نكون أمامهم قدوة ومثلا في المحبة الاخوية والتعاضد في سبيل الخير والسعي وراء المصلحة العامة، قبل السعي في سبيل المصلحة الخاصة».