لورا بوش تحث على الدعم القوي لأفغانستان

استبقت قمة المانحين بزيارة مفاجئة لتمثالي بوذا المدمرين في باميان

السيدة الأميركية الأولى لورا بوش (وسط) خلال استقبالها في محافظة باميان أمس (أ.ف.ب)
TT

وصلت السيدة الأميركية الأولى لورا بوش امس الى افغانستان في زيارة مفاجئة بدأت بالتوجه الى وادي باميان، حيث كان ينتصب تمثالا بوذا اللذان دمرتهما حركة طالبان قبل سبعة اعوام. وووجهت لورا بوش نداء الى المجتمع الدولي بعدم التخلي عن ذلك البلد الذي تمزقه الحرب في مواجهة تنامي العنف من جانب حركة طالبان. ووصلت بوش الى كابل في حراسة مشددة للقيام بزيارة تستغرق ثماني ساعات ونصف الساعة لمكان أعلنه زوجها الرئيس جورج بوش جبهة رئيسية في الحرب ضد المتشددين الاصوليين. وصورت بوش زيارتها على أنها فرصة لإظهار العلامات المشجعة، لإعادة البناء وتحسن حقوق النساء منذ اطاحة القوات التي قادتها الولايات المتحدة بحكومة حركة طالبان قبل أكثر من ست سنوات. وما ان وصلت بوش الى كابل حتى توجهت الى باميان التي تبعد حوالى 100 كلم الى غرب العاصمة الافغانية، حيث التقت مسؤولين محليين وجنودا من قوة الحلف الاطلسي المكلفة ضمان الامن في البلاد بحسب مصدر رسمي. كما يفترض ان تزور بوش مركزا لتدريب جهاز الشرطة ودارا للأيتام في طور البناء، بحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. وفي مارس (آذار) 2001 فجر مئات من عناصر طالبان أعلى تمثالين لبوذا في العالم وكانا محفورين في الصخر ويرجع تاريخهما الى 1500 عام. وكان هذان التمثالان يمثلان اندماجا فريدا بين فنون الهند الكلاسيكية وآسيا الوسطى والهلينية التي جلبتها جيوش الاسكندر الاكبر. بعد اشهر، اطيح بنظام طالبان بعدما رفضت تسليم قادة القاعدة المسؤولين عن اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة. وترمي زيارة لورا بوش التي طالما دعمت قضية النساء في افغانستان، الى تأكيد التزام واشنطن في البلاد، قبل اربعة ايام من افتتاح مؤتمر باريس الدولي حول تنمية وإعادة اعمار افغانستان. كما تلتقي لورا بوش لاحقا الرئيس الافغاني حميد كرزاي، في زيارتها الثالثة الى هذه البلاد التي تشكل خطا أماميا في «الحرب على الارهاب» التي تقودها الولايات المتحدة. وتخلت عقيلة الرئيس الاميركي (60 عاما) التي كانت نادرا ما تتدخل في الشؤون الدولية، عن صورتها المعتادة كزوجة مثالية تقف في ظل زوجها، حيث عمدت المدرسة وأمينة المكتبة السابقة مؤخرا الى التدخل اكثر فاكثر على الساحة الدبلوماسية. ومن بين الاهداف الرئيسة الاخرى لزيارتها تعزيز الالتزام الدولي لأفغانستان في الوقت الذي تناضل فيه القوات الافغانية والاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي لاحتواء الحرب التي تشنها طالبان.

وقالت لورا إنها تأمل أن تساعد زيارتها على توضيح الصورة أثناء مؤتمر للمانحين لافغانستان يعقد في باريس الاسبوع المقبل والتأكيد على ضرورة ألا يترك المجتمع الدولي أفغانستان.

وقالت للصحافيين على متن طائرتها المتوجهة الى كابل: «لا داعي لان يرهبوننا. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتخلى عن أفغانستان الآن في هذا الوقت الحرج للغاية». وأضافت أن من المهم أن يتلقى الشعب الافغاني رسالة تفيد بأن باقي العالم معكم وأننا لن نترككم الآن في الوقت الذي تحاول فيه طالبان والقاعدة ترهيبكم».

وصرحت في ابريل (نيسان) في مؤتمر عبر الفيديو مع كرزاي وطلاب من جامعة كابل «ان مؤشرات التقدم في افغانستان مطمئنة، لكن ما زال ينبغي فعل الكثير». وتستضيف باريس بعد اربعة ايام المؤتمر الدولي حول افغانستان التي ستعرض خطة للتنمية واعادة الاعمار بميزانية من 1.50 مليار دولار. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في مقالة اول من امس استياء الادارة الاميركية من عجز كرزاي الحليف الرئيس للولايات المتحدة عن مواجهة التحديات التي تعترض افغانستان، لاسيما الفساد وتهريب المخدرات. وتنتج افغانستان حوالى 93% من الافيون في العالم، بحسب الامم المتحدة. ورد الناطق باسم البيت الابيض غوردن جوندرو «ان الرئيس بوش يقدر عمل حميد كرزاي في افغانستان، لكننا نعلم جميعا انه مازال ينبغي فعل المزيد». وأطلقت حركة طالبان تمردا داميا منذ ان اطاحها من السلطة تحالف دولي بقيادة اميركية في نهاية 2001. وتصاعدت حدة اعمال العنف منذ حوالى عامين بالرغم من وجود 70 الف جندي من القوة الدولية لإرساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي وقوة اخرى بإمرة اميركية. وقتل ثمانية آلاف شخص بينهم 1500 مدني في اعمال العنف في عام 2007، الاكثر دموية في البلاد منذ 2001، بحسب الامم المتحدة.