جنوب أفريقيا: مزرعة ليليزليف مخبأ مانديلا السري.. تتحول متحفا

شهدت أنشطة سياسية سرية واحتضنت المناهضين للتمييز العنصري

TT

منذ نحو 45 عاما، كانت مزرعة ليليزليف مجرد مزرعة عادية. الا ان الانشطة السياسية التي كانت تدور فيها وأدت الى تحرير جنوب افريقيا من نظام الفصل العنصري، واحتضنت اجتماعات نيلسون مانديلا وعدد من الناشطين المناهضين للتمييز العنصري، حولت هذه المزرعة العادية الى تاريخية. واعتبارا من الاثنين المقبل، تتحول المزرعة التي أقام فيها مانديلا سرا بين اكتوبر (تشرين الاول) 1961 ويناير (كانون الثاني) 1962 منتحلا شخصيات مختلفة، الى متحف. وفي هذه المزرعة، اسس حائز جائزة نوبل للسلام الركائز لانشاء الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الافريقي. وكان مانديلا قد اودع السجن قبل سنة من تنفيذ حملة الاعتقالات في المزرعة وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دنيس غولدبرغ الذي اعتقل مع زعماء آخرين مناهضين لنظام الفصل العنصري عندما اقتحمت الشرطة مزرعة ليليزليف في 1963، قوله: «كان الامر مشوقا للغاية لاننا كنا نخطط لاطاحة الحكومة». لكن المحاكمة التي اعقبت اقتحام المزرعة شكلت منصة انطلاق له كما ان الوثائق التي عثر عليها في المزرعة اتاحت للسلطات محاكمة مانديلا كذلك. ويقول غولدبرغ الذي يبلغ اليوم الخامسة والسبعين من العمر: «كان مانديلا يقرأ كتبا عن الحرب والسلم والسياسة والماركسية والرأسمالية والمجتمع الديمقراطي لانه كان يشعر بأمان في المزرعة». وحيال القمع المتنامي من قبل نظام الفصل العنصري، اصبح الناشطون المعارضون للفصل العنصري مقتنعين بانه لا مفر من الكفاح المسلح. واقنعت الحادثة التي اطلقت فيها الشرطة النار على مظاهرة في 1960 ما ادى الى مقتل سبعين شخصا، آخر المترددين.

وتقرر عقد اجتماع اخير في المزرعة قبل الانتقال الى مكان آخر لان قادة المؤتمر الوطني الافريقي كانوا قلقين من ان يكشف امرهم. وكانت هذه المخاوف في محلها، ففي 11 يوليو (تموز) 1963 داهمت الشرطة المزرعة. وتقول جاكلين اوتوكيل، المرشدة في المتحف الجديد، ان الشرطة كانت تعلم بالتحديد مكان الاغراض في المزرعة والوثائق التي ضبطت استخدمت لادانة الموقوفين. وكان مانديلا قد طلب من الآخرين اتلاف مدوناته، لكن روث فيرست وآرثر غولدرايخ كانا مقتنعين باهميتها التاريخية وخبآها في مكان في المزرعة. وعثرت الشرطة عليها وحاكمت مانديلا مع الموقوفين الآخرين في اطار القضية نفسها.