رايس ترعى اجتماعا تفاوضيا فلسطينيا ـ إسرائيليا في 16 يونيو لتسريع وتيرة المفاوضات

تل أبيب قللت من تصريحات أبو علاء حول البدء في كتابة مسودات تصلح لأن تكون أساسا لاتفاق سلام

فلسطينيون يهرعون لعبور حاجز حوارة جنوب نابلس بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتقال فلسطيني يحمل عبوات ناسفة محلية الصنع.. وقراره إغلاق الحاجز أمس (أ.ب)
TT

قللت مصادر سياسية إسرائيلية من أهمية الإعلان الفلسطيني عن بدء صياغة مسودة مواقف بين فريقي التفاوض الاسرائيلي والفلسطيني، بقولها إن تدوين المواقف بدأ منذ المباحثات الأولى، معتبرة ان ذلك «لن يحل الخلافات، خاصة أنها لا تتناول القضايا المركزية مثل اللاجئين والحدود والترتيبات الأمنية».

جاء ذلك ردا على رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع (ابو علاء)، الذي قال ان طواقم التفاوض بدأت بكتابة مسودات تصلح لأن تكون أساسا لاتفاق سلام. لكن ابو علاء كرر القول ان ثمة حاجة لمعجزة كي يتوصل الطرفان الى اتفاق مع نهاية العام الجاري، ليس لان الحل مستحيلا، ولكن بسبب الأوضاع الداخلي في اسرائيل (ازمة الفساد التي تطارد رئيس الوزراء إيهود أولمرت) وفلسطين (الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة).

وأوضح ابو علاء الذي كان يتحدث الى صحافيين فلسطينيين في بلدة أبو ديس المتاخمة للقدس المحتلة، ان القضايا الأساسية تناقش على الأقل مرة في الأسبوع على أعلى المستويات وكذلك على مستوى اللجان، ولكنه اعترف بان المفاوضات قاسية وجدية والهوة بين الجانبين واسعة.

وتتعثر المفاوضات بين الجانبين، بحسب مصادر فلسطينية، بسبب رفض إسرائيل التنازل عن القدس الشرقية المحتلة، والتسليم بحدود الدولة الفلسطينية وفق حدود خط الرابع من يونيو (حزيران). وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» فان المطروح على الفلسطينيين لم يتجاوز 64 في المائة من مساحة الضفة الغربية الإجمالية. وكان احمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، قد قال إن تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الاسرائيلية رئيسة الوفد التفاوضي، طرحت خرائط «ليست مقبولة بالنسبة لنا».

وأكد مسؤولون إسرائيليون ان المفاوضات تواجه صعوبات بسبب مطالبة الفلسطينيين بتشكيل قوة عسكرية لهم وبالسيطرة على أراضي الضفة الغربية بكاملها.

وقال مسؤول سياسي لصحيفة «يديعوت الإسرائيلية»: «ان هناك فجوات حقيقية في مواقف الجانبين في ما يخص رسم الخرائط». واعتبر «ان الفلسطينيين ليسوا مستعدين بعد للاعتراف بدولة لليهود».

وقررت الولايات المتحدة التدخل من اجل تسريع المفاوضات بين الجانبين لضمان انتهائها باتفاق مع نهاية العام كما وعد الرئيس جورج بوش، واقترحت من اجل ذلك، إجراء لقاء ثلاثي (فلسطيني ـ إسرائيلي ـ أميركي)، يناقش قضايا الحل الدائم في محاولة لجسر الفجوة الكبيرة بين مواقف الطرفين في هذه المرحلة. وكانت فكرة عقد اللقاء، عرضت من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في لقائها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في واشنطن، يوم الجمعة الماضي. عرضت الإدارة الأميركية أن يكون مكان اللقاء في إيلات أو واشنطن أو إحدى الدول الأوروبية.

ورحبت رايس بما سمته «التقدم» الذي أنجز في المفاوضات حتى الآن، إلا أنها قالت انها معنية بتسريع وتيرة المحادثات. وبحسب الإدارة الأميركية فإن الخلافات المستعصية لم تتحدد بعد، كما لم تستعرض كافة إمكانيات المرونة. وأكد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، انعقاد هذا اللقاء. وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» ان «الاجتماع سيعقد في القدس المحتلة في 16 يونيو (حزيران) الجاري وسيشارك فيه على الجانب الفلسطيني أبو علاء وأنا، وعن الجانب الأميركي رايس ومساعدها ديفيد وولش، وعن الجانب الإسرائيلي ليفني». وحسب مصادر إسرائيلية فإن اللقاء من المفترض ان يستمر عدة ساعات. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة ليست معنية في هذه المرحلة بعرض وثيقة لجسر الفجوة بين الطرفين، وإنما حلول (معادلات) شفهية مختلفة لإحداث تقدم في المفاوضات. ومن المقرر أن تصل رايس إلى المنطقة يوم السبت المقبل في زيارة قصيرة، تلتقي خلالها بالمسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما من المتوقع أن تعود الى المنطقة في زيارة أخرى خلال الشهر الجاري.