الجيش وقوى الأمن اللبنانية ينفذان سلسلة إجراءات لمنع تطور الإشكالات بين الأكثرية والمعارضة

في ظل استمرار الخروقات الأمنية في بيروت والمناطق

TT

على رغم الإجراءات التي أعلن عنها مجلس الأمن المركزي اللبناني أخيرا لجهة ضبط الأوضاع الأمنية في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية وقمع المخالفات والبدء بتسيير دوريات وإقامة الحواجز، سجلت سلسلة حوادث كان آخرها الاعتداء في منطقة الطريق الجديدة على المواطن علي صبرا الذي تعرض لضرب مبرح اول من امس. وأفادت بعض المصادر أن المعتدين ينتمون الى عائلة زغلول التي كان ابنها عماد تعرض منذ أيام لإطلاق نار ولا يزال يعالج في أحد مستشفيات بيروت. وكانت حادثة اطلاق النار على عماد زغلول دفعت «تيار المستقبل» إلى تعليق مشاركته في المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما عاد عنه بعد سلسلة من الاتصالات السياسية التي رافقتها اجراءات امنية على الارض شملت بعض احياء بيروت الغربية.

ولدى اطلاعه على الحادث الذي تعرض له صبرا، أجرى رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة اتصالات بالمسؤولين الأمنيين طالبا اليهم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من شارك في هذا الحادث، معتبرا أن أي مخالفة أو حادثة إخلال بالأمن أو اعتداء على مواطنين يجب التعامل معها على أنها اعتداء على الدولة، ومؤكدا انه «يجب التعامل مع أي مخل بالأمن أو أي معتد على أي مواطن بحزم مع التشدد في تطبيق القانون».

وكان الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن المركزي الذي عقد اخيراً برئاسة وزير الداخلية حسن السبع وحضور كل رؤساء الوحدات الأمنية ومدعي عام التمييز سعيد ميرزا، قرر اتخاذ جملة تدابير لضبط الوضع الأمني في أحياء بيروت، حيث تم الاتفاق على إنجاز خطة أمنية بين قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لضبط الوضع فوراً وبشكل حازم ومنع سير الدراجات النارية في نطاق مدينة بيروت الادارية ومنع جميع المسيرات الجوالة ورفع الأعلام وإطلاق الشعارات الاستفزازية، وذلك تحت طائلة اتخاذ التدابير الرادعة في حق المخالفين. إلا ان تنفيذ هذه الخطة ما زال يواجه بعض العقبات و«الخروقات» المتمثلة في الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها مواطنون، كثيرون منهم لا علاقة لهم بما يحصل بين الاطراف المتنازعة.

وكانت قيادتا حركة أمل وحزب الله قد ذكَّرتا مناصريهما ومؤيديهما في لبنان بدعوتهما إلى عدم إطلاق النار ابتهاجاً أو لأي سبب كان والتوقف عن تسيير مواكب سيارات أو دراجات نارية ورفع أعلام حزبية عليها تحت طائلة المسؤولية. وأبلغتا المعنيين رفع الغطاء عن كل مخالف. وأكدتا على ضرورة قيام الأجهزة الأمنية بدورها كاملاً لقمع المخالفات من أي جهة أتت وتوقيف المخالفين واتخاذ الاجراءات القانونية في حقهم.

ومن جهته، علق رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري على الأحداث الأمنية الأخيرة في بيروت بالتأكيد أن قوى الأمن والجيش اللبناني ستتشدد في «التعاطي مع أي مخل بالأمن». ولفت الى اتفاق الأطراف السياسية على ازالة الأعلام والصور في بيروت والى أن «جميع الأفرقاء اللبنانيين وقَّعوا أمام الرأي العام العربي والعالمي على عدم اللجوء الى العنف» في اشارة الى اتفاق الدوحة.

هذا، وانسحبت الاجراءات الامنية على منطقة البقاع حيث كثف الجيش اللبناني دورياته واجراءاته الامنية امس في بلدتي تعلبايا وبر الياس (البقاع الاوسط) عقب اشكال امني وقع ليل السبت ـ الاحد تضاربت الروايات حوله. وقد ذكرت احدى الروايات انه غروب اول من امس ولدى مرور سيارة من نوع مرسيدس يقودها خ .ع . ز، على الطريق العامة اطلق عليه شخصان من بلدة تعلبايا النار فأصيبت السيارة برصاصات عدة، كما اصيب مواطن من ابناء المنطقة بجروح نقل على اثرها الى المستشفى للعلاج.

وفي رواية اخرى تناقلها ابناء تعلبايا انه لدى محاولة اختطاف احد ابناء البلدة اطلق ا. ق . وشخص آخر النار على سيارة مرسيدس كان يقودها خ. ع . ز. ما ادى الى اصابة السيارة برصاصات عدة والى جرح مواطن آخر.

وقد تدخل الجيش فوراً وضرب طوقاً امنياً وحال دون تطور الحادث. فيما دعا اهالي تعلبايا وابناء منطقة البقاع الاوسط الى اعتصام احتجاجاً على ما حصل.

وفي بلدة بر الياس اقدم شخصان على ضرب أحد المواطنين بمسدس على رأسه ما ادى الى اصابته بجروح نقل على اثرها الى المستشفى. وانتشرت القوى الامنية في المنطقة وحالت دون حصول مضاعفات.