مصدر فلسطيني لـ«الشرق الاوسط» : دعوة عباس للحوار نتاج جهود وساطة تواصلت منذ 3 أشهر

اتفاق الجانبين على تشكيل حكومة جديدة يعيقه إصرار أبو مازن على وجوب إعلانها احترام التزامات السلطة

TT

كشف مصدر فلسطيني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للحوار مع حماس برعاية عربية، تمثل نتاج ثلاثة أشهر من جهود الوساطة «الهادئة» قامت بها شخصيات فلسطينية. وقال المصدر إن زياد أبو عمرو وزير الخارجية الفلسطيني السابق وعبد الله الحوراني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السابق، ووزير الاتصالات الفلسطيني الأسبق عماد الفالوجي تولوا بشكل فاعل خلال الأشهر الثلاث الماضية بلورة ونقل صيغ لتقريب وجهات النظر بين أبو مازن وحركة حماس.

وحسب المصدر، فقد شاركت في هذه الجهود قيادات من حركة حماس في الضفة الغربية، وتحديداً وزير التعليم السابق ناصر الدين الشاعر ووزير التخطيط الأسبق سمير أبو عيشة. وعن حركة فتح شارك اللواء نصر يوسف وزير الداخلية الأسبق، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح أحمد أبو غنيم، ووزير الدولة الأسبق قدورة فارس. واضاف أن أبو مازن تعرض لحملة ضغوط كبيرة من داخل فتح للحوار مع حماس ووقف التفاوض مع إسرائيل، في ظل توفر كل المؤشرات التي تؤكد أن حكومة ايهود اولمرت لن تبديَّ الحد الأدنى من المرونة المطلوبة للتوصل لتسوية سياسية، في ظل إصرار إسرائيل على مواقفها من قضايا الصراع الرئيسية لا سيما القدس واللاجئين، ومستقبل التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، وطابع الدولة الفلسطينية، الى جانب فشل سياسة عزل حركة حماس التي شاركت فيها السلطة. وأشار المصدر الى ان النائب عن فتح محمد دحلان اكد لأبو مازن أن الإسرائيليين لن يقدموا له شيئاً مع نهاية العام الجاري. في المقابل، قال المصدر هناك ضغوط من قبل قيادات الصف الثاني داخل حماس على قيادة الحركة، اذ ترى هذه القيادات أنه لا يمكن لحماس أن تنجح في إدارة شؤون قطاع غزة في ظل الحصار المفروض على القطاع، وفي ظل بعض الممارسات الخاطئة التي تقدم عليها أجهزة الحركة. وأشار الى أن خير دليل على وجود مثل هذه الضغوط على قيادتي الحركتين للحوار، الظهور المشترك لكل من قدورة فارس وناصر الشاعر في عدد من البرامج التلفزيونية، حيث وجه كل منهما انتقادات لقيادة حركته بسبب عدم استئناف الحوار.

وشدد المصدر على أنه رغم أن حماس وأبو مازن لم يتفقا على أيٍّ من الصيغ التوافقية التي عرضها الوسطاء، إلا أن هذه الجهود أسهمت في إيجاد بيئة مناسبة للحوار. وأكد أنه في فترة من الفترات كان من المفترض أن يزور نصر يوسف غزة والالتقاء بقادة حماس للتباحث في سبل إنهاء الانقسام، إلا أن المخطط ألغيَّ في آخر لحظة. وأشار المصدر الى أن أكثر الصيغ التوافقية التي أبدى الطرفان اهتماماً بها كانت تقوم على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون مهمتها الأساسية العمل على رفع الحصار على ألا ترأسها حماس وتكون مشاركة فتح فيها رمزية.

وأشار المصدر إلى أن العقبة الوحيدة التي تعترض اتفاق الطرفين على هذه الصيغة هو إصرار أبو مازن على أن تعترف الحكومة الجديدة بكل الاتفاقات التي وقعت عليها منظمة التحرير وتعلن احترامها لالتزامات السلطة السياسية. وحسب المصدر، فان جهودا تبذل حالياً لطرح صيغة توافقية لجسر الهوة بين الجانبين بشأن هذه القضية. وشدد على أن من المنتظر أن ينتقل مركز ثقل الوساطة بين الجانبين الى الجامعة العربية، وبمشاركة الدول العربية. من ناحية ثانية، لم تستبعد مصادر فلسطينية أخرى أن تكون دعوة أبو مازن للحوار مرتبطة أساساً بحدوث تقدم في المفاوضات مع إسرائيل بشأن العديد من قضايا الحل الدائم.