خسائر قطاع غزة الاقتصادية تقدر بأكثر من مليار دولار

بعد مرور عام على الحصار

TT

ذكر تقرير فلسطيني صدر امس بمناسبة مرور عام على حصار إسرائيل لقطاع غزة، ان خسائر الاقتصاد الفلسطيني جراء هذا الحصار بلغت خلال هذا العام أكثر من مليار دولار. وأشار التقرير الذي اعده الدكتور ماهر الطباع مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية الفلسطينية إلى أن الخسائر المباشرة الناجمة فقط عن إغلاق المعابر التجارية تقدر بحوالي 360 مليون دولار.

واوضح الطباع أن الخسائر ناجمة عن الأضرار التي لحقت بجميع قطاعات الانتاج والاستثمار والتجارة الخارجية والزراعة والصناعة والعمالة، مؤكداً أن هذا الواقع أثر سلبا على أداء الاقتصاد وخفض معدلات نموه، وضاعف المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية.

يذكر أن اسرائيل شرعت في فرض حصار شامل على قطاع غزة بعد هزيمة حركة فتح وسيطرة حركة حماس على القطاع منتصف يونيو (حزيران) الماضي، فغلقت جميع المعابر الدولية والتجارية. وأصبح سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون ونصف المليون يعيشون في سجن كبير. وذكر التقرير أن قرار اسرائيل إلغاء الكود الجمركي الخاص بقطاع غزة أدى الى إنهاء الاستيراد المباشر لقطاع غزة. واسفر عن إلغاء الوكالات والعلامات التجارية الخاصة بمستوردي غزة، الأمر الذي أجبرهم على الاستيراد عبر وسطاء اسرائيليين، مما يتسبب في ضياع إيرادات السلطة من الجمارك المحصلة من الاستيراد المباشر.

وأشار التقرير الى أن قرار اسرائيل إعادة فتح معبر صوفا التجاري الذي يقع جنوب القطاع لدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والفواكه والمستلزمات الطبية لا يكفي لسد الاحتياجات المطلوبة حيث أن المعبر غير معد لاستقبال البضائع، وكان يستخدم في السابق لدخول مواد البناء فقط، في حين تم تخصيص معبر كرم أبو سالم، الذي يقع للشرق من معبر رفح لدخول المواد الأساسية والمساعدات فقط. واكد التقرير أن معبري صوفا وكرم أبو سالم يستوعبان ما بين 70 و100 شاحنة في اليوم، في حين أن حاجة القطاع اليومية لتلبية الاحتياجات الأساسية والإنسانية فقط تقدر بـ150 ـ 200 شاحنة. واشار الى ان قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر لشؤون الامن باعتبار غزة كيانا معاديا كانت له تداعيات سلبية جداً على الاقتصاد الفلسطيني في القطاع. وحسب التقرير، فإن الحصار أدى الى فقدان مقومات الحياة اليومية جراء تناقص واختفاء البضائع المختلفة من الأسواق. وأكد أنه بسبب الحصار أصبحت ساعات العشاء في غزة تمثل منتصف الليل حيث تقل حركة المواطنين وتغلق المحال التجارية أبوابها نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ وشح البضائع في الأسواق. وأوضح التقرير ان الحصار أثر سلباً على جميع المؤسسات التعليمية بسبب النقص الشديد في الكتب المدرسية والجامعية والنقص بالمطبوعات والقرطاسية، فضلاً عن عجز الكثير من العائلات الفلسطينية عن توفير الرسوم الجامعية لأبنائها أو حتى الحقائب المدرسية والزي المدرسي. وتطرق التقرير الى المعطيات التي كشفت عنها بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حيث تبين أن حوالي 20% من الشباب الفلسطيني يرغبون الآن في الهجرة في الوقت الذي هاجر فيه الآلاف فعلاً خلال عام 2006 نتيجة عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، وهو ما يشكل ضغطًا نفسيًا يحول دون استقرار الشباب.