السعودية وإسبانيا تؤكدان على دعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط

ولي العهد السعودي يختتم زيارته لمدريد.. وخوان كارلوس والسفراء العرب في مقدمة مودعيه

TT

اختتم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي زيارته الرسمية لإسبانيا، وصدر بيان سعودي ـ إسباني مشترك في ختام زيارة الأمير سلطان، جدد الجانبان فيه التأكيد على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وبينا أنه إطار العلاقات الإستراتيجية بين المملكتين، فقد استعرض الجانبان العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وعبرا عن ارتياحهما واعتزازهما بعمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين.

وأوضح البيان، أن الجانبين أعربا عن ارتياحهما للفرص الكبيرة المتاحة والناشئة عن المكانة البارزة التي يشغلها اقتصاد كلا البلدين في إقليم كل منهما، وأبرزا صلابة ومتانة اقتصاد كل من البلدين وما حققاه من نمو متميز في الآونة الأخيرة.وأضاف أنه إثباتاً للثقة المتبادلة، تعهدا بتكثيف جهودهما من أجل الاستغلال الأمثل لطاقتهما في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والمالية والاقتصادية، واتفق الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، وعبرا عن أملهما ـ في هذا السياق ـ في سرعة التوصل إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة بينهما، كما أبديا ارتياحهما للتوقيع خلال هذه الزيارة على مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع والطيران بالسعودية ووزارة الدفاع في إسبانيا في مجال الدفاع.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الجهود السعودية ـ الإسبانية المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأكدا على أهمية الأسس التي نص عليها مؤتمر أنابوليس في إطلاق العملية السلمية الشاملة في الشرق الأوسط، وتطلعا إلى تحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية للسلام في الشرق الأوسط، على أسس واضحة وراسخة، والالتزام بتناول القضايا الرئيسية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي للوصول إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار الحل الشامل والدائم والعادل لقضية الشرق الأوسط واستناد المفاوضات بين الطرفين إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق والتأكيد على أهمية آلية متابعة المفاوضات لضمان تحقيق الأطراف المتنازعة للالتزامات المتبادلة ودعوة المجتمع الدولي لتوفير السبل والتسهيلات للسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، فيما أعربت السعودية عن تقديرها العميق لجهود مملكة إسبانيا في هذا الجانب.

وفي الشأن اللبناني رحب الجانبان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة بين الأطراف اللبنانية، والذي أدى إلى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان، وناشدا دعم الحكومة اللبنانية ووحدة القرار الوطني في لبنان والحرص على شرعية الدولة اللبنانية وفق ما جاء في اتفاق الطائف وجلسات الحوار الوطني اللبناني ودعم سيطرة الدولة ومؤسساتها الوطنية على كامل التراب اللبناني، والتعاون في سبيل تطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 1701، وضرورة أن يعمل اللبنانيون جميعهم على وحدة الصف اللبناني وتعزيز الأمن والاستقرار وتغليب الحكمة والعقل ولغة الحوار.

وأعاد البلدان تأكيدهما على التزامهما بمساعدة الشعب العراقي وفيما يتعلق ببذل الجهود لاستتباب الأمن والاستقرار في العراق، واتفقا على أن المصالحة الوطنية بين جميع فئات الشعب العراقي، وتوسيع العملية السياسية بما يحقق مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي وحل مختلف الميليشيات، تشكل أساساً مهماً لاستقرار العراق. وأكد الجانبان ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته وسلامته الإقليمية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وفيما يخص الملف النووي الإيراني حث الجانبان المجتمع الدولي على بذل الجهود لحل هذا الملف بالطرق الدبلوماسية، ودعوا جميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وذلك طبقاً للقرارات الدولية في هذا الشأن.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وشددا على إدانتهما لكافة أشكاله التي تهدد الأمن والسلم والاستقرار في شتى أنحاء العالم واتفقا على أهمية تكثيف التعاون الدولي لمكافحته، وفي هذا الإطار ثمنت إسبانيا اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.

ومضى البيان قائلا، إن الجانبين أعربا عن ارتياحهما للتعاون القائم في المجال الأمني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة واتفقا على الإسراع في استكمال إجراءات إبرام الاتفاقية الأمنية بين البلدين، كذلك أعربا عن نبذهما لفكرة صدام الحضارات وناشدا دعم المبادرات التي تدعو إلى التعايش السلمي، ورحبا بتحالف الحضارات ومبادرة الأمم المتحدة التي تم انعقاد منتداها الأول في بداية هذا العام 2008. وأبرز الجانب الإسباني أيضاً الأهمية البالغة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن الحوار بين الأديان، واتفقا على العمل معاً لنشر ثقافة الاحترام والتفاهم المتبادل والتفاعل ما بين العالمين العربي والإسلامي والغربي. ورحبا بانعقاد المنتدى الأول لتحالف الحضارات في العاصمة الأسبانية في بداية هذا العام 2008.

وقد غادر ولي العهد السعودي العاصمة مدريد في وقت لاحق أمس مختتماً زيارة جاءت تلبية لدعوة من الملك خوان كارلوس عاهل إسبانيا، الذي كان في مقدمة مودعي ولي العهد السعودي في مطار براخس الدولي حيث صحبه من مقر إقامته إلى المطار، كما كان في وداعه الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إسبانيا، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز.

وقد صافح الأمير سلطان مودعيه أعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين لدى إسبانيا، والعقيد عبد الله جزل الشمري الملحق العسكري السعودي في مدريد وأعضاء السفارة السعودية بإسبانيا وكبار المسؤولين الإسبان من مدنيين وعسكريين فيما صافح ملك إسبانيا أعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد.

إلى ذلك وصل الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى جدة مساء أمس قادماً من خارج المملكة بعد أن تمتع بإجازة خاصة وقيامه بزيارة رسمية لإسبانيا تلبية لدعوة الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا.

وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والأمير عبد الله بن محمد بن عبد العزيز والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز والأمير ممدوح بن عبد العزيز والأمير عبد الله بن تركي بن عبد العزيز والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة والأمير عبد الإله بن عبد العزيز والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية والأمير مشهور بن عبد العزيز والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية والأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة والأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام وعدد من الوزراء والمسؤولين.

وقد وصل مع ولي العهد الوفد الرسمي المرافق له.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد أبرق للملك خوان كارلوس بعد مغادرته الأجواء الأسبانية، ثمن فيها دعوته لزيارة بلده، وما وجده من استقبال وحسن حفاوة، وجاء في البرقية: «يطيب لنا ونحن نغادر بلادكم الصديقة بعد أن سعدنا بلقاء جلالتكم ونخبة كريمة من رجالات مملكة إسبانيا، أن نتقدم لكم بموفور الشكر والامتنان على دعوتكم الكريمة وما قوبلنا به والوفد المرافق من حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال. كما يسرنا أن نعرب لجلالتكم عن اعتزازنا بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتطلعنا للدفع بها قدماً لتحقيق المزيد من التعاون في جميع المجالات، لكل ما فيه مصلحة ورفعة شعبينا».

كما بعث ببرقية شكر لرئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريغس، قال فيها «يسعدنا في الوقت الذي نغادر فيه بلدكم الصديق أن نعرب لدولتكم عن الشكر والتقدير على ما لقيناه والوفد المرافق من الحفاوة وكرم الضيافة».

واضاف الأمير سلطان، «لقد سررنا بلقاء دولتكم وحرصكم على تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في شتى المجالات، كما نشيد بالمباحثات التي تمت معكم وما حققته من تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين الصديقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وجلالة الملك خوان كارلوس.

كما نود أن نعرب عن ارتياحنا لما أبديتموه من آراء بنّاءة بشأن القضايا التي تهم بلدينا والتطورات في الشرق الأوسط، والتي جاءت متوافقة مع رؤى خادم الحرمين الشريفين.

وابرق ولي العهد السعودي لأمير أستورياس فيليب دي بوربون أي غريثيا، أعرب له فيها عن شكره وتقديره على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وقال «لقد سررنا خلال هذه الزيارة بلقاء سموكم، ونود أن نعرب عن شكرنا لكم على ما أبديتموه من مشاعر طيبة تجاه المملكة العربية السعودية».