مسؤول في تحالف المعارضة الصومالي: اجتماع الأسبوع المقبل لإقالة الشيخ شريف

قال إن التحالف لن يعترف بأي اتفاق يوقعه شريف مع السلطة

TT

في تصاعد جديد للخلافات داخل تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، كشف زكريا محمود، نائب رئيس التحالف، عن أن التنظيم المعارض سيعقدُ اجتماعاً، الأسبوع المقبل، لاتخاذ قرار بإقالة رئيس التحالف، الشيخ شريف شيخ أحمد، من منصبه وتعيين خلفٍ له. وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من أسمرة «إن اللجنة المركزية للتحالف ستجتمع، الأسبوع المقبل، لوضع حد لخيانة الشيخ شريف لمبادئ التحالف وانفراده باتخاذ قرارات ومواقف تتعارض مع سياسته». وتعد هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول بارز في تحالف أسمرة علانية الاتجاهَ لإقالة شريف من منصبه، علما بأن الشيخ حسن طاهر أويس، القيادي البارز في التحالف والزعيم السابق لتنظيم المحاكم الإسلامية، كان قد ابلغ «الشرق الأوسط» أخيرا أن هناك اتجاها داخل التحالف لإنهاء علاقة شريف به. ولم يعقد شريف أيَّ اجتماعات مع بقية أعضاء تحالف أسمرة منذ نحو ثلاثة أشهر. كما وجه اتهامات حادة للرئيس الاريتري اسياس افورقى بمحاولة السيطرة على تحالف المعارضة الصومالية واستخدامه لخدمة مصالح بلاده في منطقة القرن الأفريقي.

ويقود الشيخ شريف برفقة رئيس البرلمان الصومالي المنشق شريف حسن آدم وفد تحالف المعارضة إلى جيبوتي التي تستضيف حالياً مفاوضات غير مباشرة بين التحالف والسلطة الصومالية برعاية أحمد ولد عبد الله، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال. واعتبر زكريا محمود نائب، رئيس التحالف أن الشيخ شريف، الذي تجاهل مطالب التحالف بالعودة إلى أسمرة لحل الخلافات وتوضيح المواقف التي اتخذها خلال قيادته لوفد التحالف إلى مفاوضات جيبوتي التي ترعاها الأمم المتحدة بين التحالف والسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، لم يعد رئيساً للتحالف بسبب خيانته لثقة أعضاء التحالف وعقده محادثات مع أعداء الصومال برعاية أميركية. وقال «إن التحالف لن يعترف بأيِّ اتفاق يوقعه شريف مع السلطة الصومالية لأنه عملياً فقد موقعه وثقة أعضاء التحالف ولم يعد يمثلهم.. لم نعد نعترف به رئيساً للتحالف وسنطيحه لأنه خان الأمانة ولم يحافظ على ثوابتنا بشأن رفض أي محادثات سلام مع السلطة الانتقالية أو أي مسؤول إثيوبى قبل انسحاب القوات الإثيوبية»، التي غزت الصومال نهاية عام 2006 لتمكين السلطة الصومالية من الإطاحة بتنظيم المحاكم الإسلامية الذي سيطر آنذاك ولمدة ستة أشهر على مقاليد الأمور في عدة مناطق بالصومال، بما في ذلك مقديشو». وأشار إلى أن السفير الأميركي في نيروبي لعب دورا رئيسيا في ترتيب اجتماعات المصالحة الصومالية الراهنة في جيبوتي بعد اتصالات غير معلنة مع الشيخ شريف من دون علم التحالف. وكشف نائب رئيس التحالف الصومالي المعارض عن أن شريف وبعض أعضاء وفد التحالف إلى مفاوضات جيبوتي اجتمعوا سراً وفقا لمعلومات غير رسمية تلقاها الاتحاد مع السفير الإثيوبى في جيبوتي، معتبرا أن ذلك «يمثل خيانة لا تغتفر ومحاولة لإقامة علاقات مشبوهة مع ممثلي النظام الإثيوبي».. وكان وفد التحالف قد انسحب من مفاوضات جيبوتي بسبب ظهور السفير الإثيوبى في مكان المفاوضات، وهو ما وصفه زكريا محمود بقوله «إنها مسرحية مكشوفة للتغطية على اتصالات مشبوهة بين الطرفين». وقال «بالنسبة لنا فلا اتصالات أو اجتماعات مع العملاء (في إشارة إلى السلطة الصومالية) والمحتلين (في إشارة إلى القوات الإثيوبية) قبل إقدام رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي على سحب قواته العسكرية من الصومال».

وتوقعت مصادر عربية وغربية معنية بالملف الصومالي أن تؤثر الإطاحة بالشيخ شريف من منصبه كرئيس لتحالف المعارضة الصومالية على المساعي التي يقودها الدبلوماسي الموريتاني أحمد ولد عبد الله، مبعوث الأمم المتحدة للصومال، لجعل المفاوضات بين تحالف أسمرة أو السلطة الصومالية مباشرة بين الطرفين.

ووفقاً لميثاق تحالف أسمرة الذي تأسس العام الماضي من إسلاميين وعلمانيين وبرلمانيين ومنشقين صوماليين، فان نائب رئيس التحالف سيتولى مؤقتاً رئاسة التحالف إذا ما تم فعلاً الإطاحة بالشيخ شريف وإقالته من منصبه. ويُنظرُ لشريف، الرئيس السابق للمجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية، على أنه وجه معتدل وسط صقور المحاكم المتشددين، علماً أنه أجرى العام الماضي محادثات مثيرة للجدل مع ممثلين عن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش برعاية السلطات الكينية في العاصمة نيروبي.