الهدوء الحذر يسيطر على بلدتي سعدنايل وتعلبايا والجيش اللبناني يضبط الوضع وينفذ مداهمات

بعد اشتباكات ليلية استعملت فيها أسلحة صاروخية

عمال لبنانيون يثبتون أمس الأعلام اللبنانية قرب ميناء بيروت (أ.ب)
TT

سيطر الهدوء الحذر أمس على بلدتي سعدنايل وتعلبايا بعد الاشتباكات الليلية اول من أمس والتي استعملت فيها الأسلحة الصاروخية والمتوسطة واستمرت حتى السادسة والنصف من صباح امس، موقعة سبعة جرحى نقلوا الى مستشفيات المنطقة. وكانت وحدات مؤللة من الجيش تؤازرها الدبابات سارعت إلى الانتشار في مناطق التوتر واقامت حواجز ثابتة على مدخل سعدنايل لجهة زحلة وشتورة. ونفذت مداهمات في سعدنايل وتعلبايا للقبض على مسببي التوتر. وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني أمس بيان جاء فيه: «تتولى وسائل الاعلام وخصوصا المرئية منها تغطية المشكلات الامنية التي تحصل من وقت الى آخر، باساليب فيها الكثير من التسرع وتضخيم الوقائع، وتتضمن تفسيرات سياسية للامور ببعد طائفي ومذهبي مما يؤدي الى تصعيد التوتر في مكان الحدث، وانتقاله الى أماكن أخرى. كما أن ما يبثه بعض تلك الوسائل من مقابلات او ينشره من مقالات واخبار تحريضية احيانا كثيرة، ومن دون اي رادع وطني، يصب الزيت على النار، مما يؤدي الى حصول مشكلات امنية بعد ان تكون مجرد شائعات مغرضة. إن قيادة الجيش، إذ تؤكد أنها لن تتهاون في منع التعديات على النظام العام، وفي حماية أرواح المواطنين، تعود وتذكر وسائل الاعلام بأن أجواء الحرية المتوافرة يجب ألا تحيد بها عن التحلي بروح المسؤولية في بث الاخبار والمقابلات ونشر المقالات، مع ضرورة الحرص على تلقي المعلومات من مصادرها الامنية والمعنية فقط، كما أن هذه القيادة تؤكد أن حماية السلم الاهلي لا تتم بالبندقية وحدها، وان على الجميع المشاركة في تحمل المسؤولية». من جهة اخرى، استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وتناول البحث سبل تفعيل الاجراءات الميدانية المشتركة للجيش وقوى الامن الداخلي، «لضبط الوضع الامني وملاحقة محدثي الشغب، مع تأكيد اعادة اجواء الطمأنينة الى العاصمة وبعض المناطق التي تشهد حوادث اخلال بالامن».

وكانت الاشتباكات التي اندلعت واستمرت طوال ليل اول من امس قد وقعت على خلفية حادث فردي بين مواطنين من بلدة سعدنايل احدهما من آل دندش والآخر من آل الدنا، ثم ما لبثت ان تطورت واستمرت من الساعة الثامنة والنصف مساء الاحد حتى صباح امس واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة الفردية والصاروخية وقذائف الـ«ار. بي. جي». وادت الى خسائر فادحة في الممتلكات وتقطعت الاسلاك الكهربائية.

وقد نتج عن الاشتباكات التي استمرت 11 ساعة نشوء محاور عسكرية وخطوط تماس بين منطقتي سعدنايل وتعلبايا وقرى الجوار، عمل الجيش اللبناني على ازالتها وعلى فتح الطريق الدولي زحلة ـ شتورا وعلى ازالة المظاهر المسلحة من الشوارع، بعدما نفذ حملة مداهمات وانتشر في ضواحي سعدنايل وتعلبايا واقام عددا من الحواجز الثابتة على طول الاوتوستراد الدولي وسير دوريات مؤللة في الاحياء السكنية التي شهدت توترا.

وكان اتفاق لوقف اطلاق النار قد سقط اثر اعلانه عند الساعة الحادية عشرة من ليل الاحد ـ الاثنين، ولم ينم اهالي زحلة وحوش الامراء وشتورا والمناطق المجاورة للاشتباكات من شدة القصف الذي ذكرهم بحرب 1975.

وذكر الموقع الإلكتروني لـ«التيار الوطني الحر» على شبكة الإنترنت «أنه وفي إطار الاشتباكات التي جرت أمس في منطقة تعلبايا، أطلق مناصرو تيار المستقبل النار على مكتب التيار الوطني الحرّ في البلدة، ما أدّى الى أضرار جسيمة».

واعتبر وزير العمل طراد حمادة في حديث إذاعي أمس «أن القوى الأمنية اللبنانية هي المسؤولة عن تنفيذ ما اتفق عليه بشأن تأمين الأمن للمواطنين اللبنانيين في كل المناطق، وبالتالي عليها محاسبة المخلين بالأمن ومعاقبتهم وتنفيذ الخطة الأمنية الضرورية لفرض سيطرة هذه القوى الأمنية على المناطق التي تشهد توترات أمنية». وأشار إلى أن «كل الأطراف السياسية، وخصوصا المعارضة، قبلت وأقرت بأنه يجب تنفيذ خطة أمنية واضحة وتم الاتفاق على هذه الخطة كما حصل في اجتماع الأمن المركزي، ولكن للأسف سمعنا بعض المواقف التي تتعلق بمسألة الصور وغيرها والتحريض الإعلامي. كل هذه الأمور تبين أن وراء الأكمة ما وراءها، ولكن نحن نقول إن من واجب هذه القوى أن تحفظ الأمن وهذا ما يجب أن يحصل». من جهته قال عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش ان «القوى الامنية والجيش لا يزالون تحت تأثير عدم القرار الواضح بالحسم بشكل كامل والخوف في أن يكون «حزب الله» اتخذ قرارا باستمرار وضع قوى 14 آذار وتيار المستقبل بالذات تحت الضغط الأمني الدائم وذلك لأهداف أخرى». وقال: «أعتقد ان ما يريد ان يسعى اليه مسبقا «حزب الله» هو تأكيد حصوله، او على الأقل الموافقة، على التشكيلات الامنية بشكل مسبق قبل ان تعلن». كما دان عضو «كتلة المستقبل» النائب جمال الجراح «الاعتداءات المسلحة لأحزاب قوى المعارضة على الآمنين والمدنيين في سعدنايل وتعلبايا وجلالا».