مكاسب آسيوية في الحرب على الإرهاب

الدعم المالي واللوجستي من «القاعدة» والجماعات الأصولية جفت منابعه

ناشطة إندونيسية تشارك في مظاهرة مع آخرين أمام القصر الجمهوري في العاصمة جاكارتا تطالب بفرض قيود على فرقة دينية متهمة بزعم «الهرطقة» وسط أجواء من التوترات الشديدة بين مدافعين عن حرية المعتقد وإسلاميين متشددين (أ.ف.ب)
TT

تعرضت أعنف الشبكات الإرهابية في جنوب شرقي آسيا إلى نكسات قوية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تعرضت للعديد من هجمات الشرطة وأعمال المخابرات، كما تم تحسين العمليات العسكرية مع زيادة دعم الرأي العام، حسبما أفاد مسؤولون حكوميون ومتخصصون في مجال مكافحة الإرهاب. فبعد ثلاث سنوات من الهجوم الأخير الكبير على ثلاثة مطاعم في بالي، والذي أسفر عن مقتل 3 من الانتحاريين، بالإضافة إلى 19 شخصا، فإن محللي المخابرات في كل من الولايات المتحدة وآسيا يقولون إن الدعم المالي واللوجستي من «القاعدة» وغيرها من الجماعات الأخرى في المنطقة جفت منابعه. فمنذ عام 2005 في إندونيسيا، ألقت السلطات القبض على أكثر من 200 من أعضاء الجماعة الإسلامية، وهي جماعة لها صلات بجماعة «القاعدة».وفي الفلبين، قامت حملة تدعمها القوات الأميركية بمهاجمة جماعة أبو سياف، وهي جماعة إسلامية لها مقرات وسط الغابات التي تقع في جنوب البلاد، حسبما أفاد المسؤولون. واتخذت إندونيسيا والفلبين اللتان تواجهان خطرا متزايدا من التهديدات الإرهابية في المنطقة، إجراءات مختلفة تماماً لمكافحة هذه الأخطار. وحققت كل من الدولتين بعض النجاح، مما يعطي دروساً للولايات المتحدة وحلفائها في مجال مكافحة الإرهاب على مستوى العالم. ولكن هناك مؤشرات تفيد بأن هذه التهديدات يمكن أن تعود سريعا مرة أخرى. فقد وقع انفجار أواخر الشهر الماضي في جزيرة مينداناو الجنوبية، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 22 آخرين. وتتعرض محادثات السلام بين الحكومة الفلبينية وأكبر الجماعات الانفصالية الإسلامية إلى الانهيار، مما يهدد بوقوع المزيد من العنف. وفي شهر فبراير (شباط) الماضي نجح رئيس الجماعة الإسلامية في سنغافورة في الهروب عبر نافذة حمام السجن وتخطى الأسوار واختفى بعد ذلك. لكن مسؤولين أميركيين كباراً وسلطات حكومية في المنطقة ومتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب يفيدون بأن معظم التهديدات الجيدة تتضاءل، وذلك خلافا لما تفيد به المخابرات الأميركية من أن «القاعدة» في مناطق القبائل الباكستانية تعيد تجميع قواتها، وأن فرع «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي يستعيد قوته. وقال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية في لقاء مع صحافيين في الأول من شهر يونيو (حزيران) خلال مؤتمر أمني: «إن الحكومات تأخذ الأمر على محمل الجد، وأعتقد أن هذه الحكومات تبذل جهودا كبيرة كل على حدة وبصورة شاملة في التعامل مع التهديدات الإرهابية».

وبدأ مسؤولون كبار في المخابرات الأميركية بملاحظة تقدم ملحوظ أوائل العام الجاري. ويقول مايكل ليتر، وهو مدير تنفيذي لمركز مكافحة الإرهاب المحلي خلال خطاب ألقاه في واشنطن في شهر فبراير (شباط) الماضي: «إننا ما زلنا نشعر بالقلق تجاه منطقة جنوب شرقي آسيا على الرغم من أن الوضع هناك يختلف عما كان عليه الحال منذ سنتين أو ثلاث سنوات». ولعبت كل من الولايات المتحدة وأستراليا بصورة خاصة أدوارا كبيرة في مساعدة بلاد جنوب شرقي آسيا في مكافحة التهديدات الإرهابية بالمنطقة. فهناك نحو 500 من القوات الأميركية، بما في ذلك خبراء من قوات العمليات الخاصة ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووكالة التنمية الدولية، يقومون بتدريب القوات الفلبينية التي تعمل على مكافحة الإرهاب، كما يقومون بالعمل مع هذه القوات من قاعدتهم في مينداناو. ومنحت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق الفلبين وماليزيا وإندونيسيا نحو 27 مليون دولار لتجهيز المحطات الساحلية برادارات خاصة وكاميرات تعمل بالكشف الحراري وأجهزة كومبيوتر للمساعدة في البحث عن الإرهابيين الذين يستخدمون الطرق البحرية، حسب وثائق تم إرسالها إلى الكونغرس. كما تسلمت الفلبين نحو 6 ملايين دولار في صورة مناظير رؤية ليلية ودروع وأجهزة لاسلكي وخوذات جنود.

* خدمة «نيويورك تايمز»