قمة أميركية ـ أوروبية.. ومسودة البيان تؤكد على اتخاذ تدابير ضد إيران

الرئيس الأميركي يبدأ جولة أوروبية وداعية قبل انتهاء ولايته

TT

بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش أمس آخر جولاته الى اوروبا قبل انتهاء فترته الرئاسية، وغادر البيت الابيض أمس متوجها إلى أوروبا للمشاركة في القمة الاوروبية ـ الاميركية، في جولة تستمر أسبوعا وتبدأ في سلوفينيا. وأفادت مسودة بيان القمة الاوروبية الاميركية بأن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ستقولان انهما مستعدتان لاتخاذ تدابير ضد ايران تضاف الى العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة اذا ما رفضت طهران مطالب بوقف أنشطة نووية حساسة. وأفاد مشروع البيان الذي نشرته وكالة رويترز: «اننا مستعدون لتكميل هذه العقوبات باجراءات اضافية. سنواصل العمل سويا من أجل اتخاذ اجراءات لضمان ألا تسيئ البنوك الايرانية الى النظام المصرفي الدولي بأن تدعم انتشار الاسلحة النووية والارهاب».

وقال بوش قبل سفره انه يتطلع للقاء «أصدقاء وحلفاء» لتمتين العلاقات معهم. واشار الى إنه سيبحث مع قادة الدول التي سيزورها الوضع في افغانستان نظراً لمشاركتهم جميعاً في القوات المشتركة التي توجد هناك. وقال إنه تحدث الى زوجته لورا التي زارت افغانستان وقدمت لهم تقييماً للوضع هناك، مشيراً الى انها شاهدت تقدماً «لكنها وقفت ايضاً على حاجات ملحة تتطلب الكثير من العمل لانجازها».

وأضاف: «إننا مع حلفائنا نعتمد كثيراً على الهيدروكربون (مواد الطاقة) ويجب علينا تطوير التكنولوجيا لمساعدتنا». واشار الى انه سيبلغ حلفاء الولايات المتحدة أن لديها الامكانية للمساعدة بزيادة كميات النفط في الاسواق. وقال إنه اقترح على الكونغرس فتح الجرف القاري لمساعدة البلاد في هذه الظرفية الصعبة من أجل تزويد الاسواق بالمزيد من النفط الخام حتى يتسنى كبح اسعار المحروقات.

وأكد بوش إنه سيعمل على تعزيز قوة الدولار الذي يترنح في ظل انكماش الوضع الاقتصادي حيث فقد الكثير من قيمته تجاه اليورو، مشيرا الى ان الاقتصاد الاميركي سيعرف ازدهاراً، وقال إنه ينمو في ظل تحديات لم تكن متوقعة. وسيشارك الرئيس الاميركي اليوم في لقاء قمة مع قيادات الاتحاد الاوروبي يستضيفها رئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانسا الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. ثم يتابع الرئيس الاميركي جولته الاوروبية ويزور خلالها المانيا وايطاليا والفاتيكان وفرنسا وبريطانيا. ويفترض ان تكون اخر جولة له في اوروبا قبل نهاية ولايته الرئاسية الثانية في يناير (كانون الثاني) 2009.

وتبحث القمة بحسب بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي في بروكسل، في أربعة محاور تضم المسائل الإقليمية والسياسية والقضايا المرتبطة بالأمن العالمي والتحديات الدولية الحالية إلى جانب الشراكة بين ضفتي الأطلسي وسبل تعزيزها. وقالت مصادر أوروبية في بروكسل انه سيكون من الصعب خلال هذه القمة تسجيل اي تقدم بشأن عدد من الملفات العالقة بين الطرفين. وفي المقابل، وبحسب المصدر نفسه، فان آفاق تسوية بعض المسائل التجارية وتلك الخاصة بالمناخ تحديدا قد تجد طريقها للحل حيث ان الإدارة الأميركية الحالية لم تعد تواجه ضغوطا داخلية تحول دون توصلها إلى صفقة مع الأوروبيين.

وعشية انعقاد القمة، طالب البرلمان الأوروبي في لائحة تم التصويت عليها بأغلبية أصوات النواب، ان تعتمد القمة بيانا محددا ينص على وضع حد للاعتقالات العشوائية وخارج إطار دولة القانون وعمليات تسليم الأشخاص دون أسس شرعية. وأعلنت الحكومة السلوفينية عن اجراءات أمنية مشددة لمواكبة زيارة بوش الذي وصل أمس برفقة وزيرة خارجيته كونداليزا رايس الى سلوفينيا. وشددت السلطات السلوفينية من اجراءاتها الأمنية في المطارات والموانئ وعلى الحدود وعلى تقاطع الطرق والشوارع الرئيسية. ومن الاجراءات الامنية المتخذة، حظر التجوال في الشوارع التي سيمر منها موكب بوش، والغاء الرحلات الجوية من الساعة الخامسة وحتى الساعة الثانية عشرة مساء. وتقوم بحماية بوش قوات عسكرية أميركية إلى جانب حرس بلباس مدني ورجال الاستخبارات، بعد ان تم توقيع اتفاق بين واشنطن ولوبليانا للتعاون في مجال أمن الرئيس يوم الخميس الماضي. وذكرت المصادر الأمنية السلوفينية أن نحو 3 آلاف شخص يقومون بحماية بوش. ووصلت لورا بوش زوجة الرئيس الأميركي، إلى لوبليانا في وقت مبكر أمس بصورة مفاجأة وقبل يوم من الموعد المحدد لقدومها، آتية من كابل. وتوجهت فور وصولها إلى مقر إقامة الرئيس في فندق كوكرا في منتجع بردو حيث تعقد القمة اليوم. وشكل وصول لورا بوش «مفاجأة» للمنظمين السلوفينيين الذين كانوا يتوقعون قدومها مساء الاثنين مع زوجها. ويبدأ البرنامج الرسمي لزيارة لورا بوش صباح اليوم بجولة في بعض متاحف العاصمة السلوفينية وغداء مع زوجة الرئيس السلوفيني بربارا ميكيتش تورك وخطيبة رئيس الوزراء اورسكا باكوفنيك وزوجة رئيس المفوضية الاوروبية مارغاريدا سوسا اوفا باروسو.

ومن المتوقع أن تعكر المظاهرات التي تنتظر بوش قرب مقر القمة، صفو اللقاء. وتحمل بعض اللافتات التي اطلعت على محتواها الأجهزة الامنية اتهامات لواشنطن وبروكسل بانتهاج «سياسة فاشية» تجاه العالم. كما تصف الشعارات المكتوبة الرئيس بوش بـ«المجرم» و«الدكتاتور»، كما تتهم الرئيس السلوفيني ورئيس وزراءه بالانخراط بـ«المشروع الفاشي». وستسمح السلطات السلوفينية للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم لفترة محدودة، في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي وفي مساحة محدودة لا يمكن تجاوزها.