زيباري: تحسن أمني وقناعة بجدية الحكومة تجاه المصالحة يسهلان تسمية سفراء عرب في بغداد

قال لـ«الشرق الأوسط» إن دوافع أمنية تؤخر فتح السفارة السعودية

صورة التقطت قبل أيام لشرطيات عراقيات يتدربن على السلاح في معسكر تدريب بكربلاء (رويترز)
TT

شهد العراق اسبوعاً ناجحاً دبلوماسياً، بعد زيارة وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الى بغداد الخميس الماضي ليكون اول وزير خليجي يزور العراق منذ حرب 2003، وإعلان اقتراب فتح سفارتين عربيتين والاستعداد لفتح المزيد من السفارات في بغداد قريباً. وعبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن ارتياحه لهذه التطورات، قائلا لـ«الشرق الاوسط»: «هذا تطور مهم ويؤشر باتجاه انفتاح عربي على العراق بعد فترة طويلة من الترقب والتريث والانتظار». وشرح ان هذه الخطوات أتت بعد ان «حسمت بعض الدول الشقيقة امرها في ضرورة ان يكون لها وجود دبلوماسي في بغداد للتواصل مع الحكومة العراقية ولتطوير العلاقات الثنائية». وأكد ان «كل هذه المؤشرات ايجابية وهي باتجاه تحقيق تواصل وتفاعل عربي مع العراق خلال هذه المرحلة لاسيما بعدما استشعر الجميع بأن هناك تحسنا امنيا حقيقيا يجري في البلاد وان الحكومة العراقية جادة في المضي قدما في اتجاه تحقيق المصالحة ومشاركة كل العراقيين في الحكومة والقرارات الاساسية والمصيرية». وأضاف ان «هناك ايضاً مشاريع وفرص اعادة الاعمار والاستثمار في العراق على ضوء التحسن الامني» تدفع تنشيط العلاقات الثنائية بين العراق والدول العربية. وأكد زيباري ان «السيد وزير خارجية الامارات ابلغني رسمياً (اول من) امس بانهم سموا سفيرا لهم الى بغداد وسيتوجه (الى العراق) بأقرب فرصة وأوراق الاعتماد في الطريق». وأضاف: «ووزير خارجية مملكة البحرين ايضاً حيث قررت تسمية سفير لها في بغداد»، مشيراً الى تصريحات الشيخ خالد بن احمد آل خليفة اول أمس حول استعداد البحرين لفتح سفارة في العراق قريباً. وتابع: «دولة الكويت ايضاً لديها قرار بتسمية سفير في بغداد بأقرب فرصة وهذا سيجري بالتزامن مع تنسيبنا سفيراً الى دولة الكويت وايضاً عبروا عن رغبة حقيقية في اعادة فتح القنصلية الكويتية في البصرة ووافقنا على هذه الفكرة ايضاً». وعلى الرغم من ان السعودية لم تفتح سفارة في بغداد بعد، إلا انها بعثت وفداً لتفقد الاوضاع في العراق لدراسة امكانية فتح سفارتها. وقال زيباري: «العام الماضي زارنا وفد سياسي وأمني وأطلعناه على بعض المواقع والمقرات ولديهم قرار في هذا الاتجاه ولكن لديهم دوافع امنية حالياً نأمل ان نتغلب عليها». ولفت الى ان «مجيء هؤلاء السفراء سيكون بداية خير لعودة الدول الاخرى ايضاً، فنحن متفائلون بأنه سيكون هناك وجود سعودي ومصري وعربي قوي في بغداد». ويذكر ان العراق نفسه لم يسم سفراء لعواصم عربية مهمة حتى الآن، منها الكويت والرياض. ورداً على سؤال حول موعد تسمية السفراء العراقيين للعواصم العربية، قال زيباري: «قدمنا مرشحين الى مجلس الوزراء في هذا الموضوع لتسمية بعض السفراء الى العواصم المهمة من السفراء الحاليين، مثلا الى الرياض والقاهرة والكويت والامارات وسورية». ولم يحدد موعداً مرتقباً للاعلان عن هؤلاء السفراء، قائلا: «نحن ننتظر إجابة في الفترة القريبة تحصل الموافقات الاصلية حتى يقوموا بتسلم مهامهم في هذه الدول الشقيقة». يذكر ان هناك حالياً خمس سفارات عربية في بغداد، وهي سفارات سورية وفلسطين واليمن ولبنان وتونس، ولكن تمثيلها الدبلوماسي على مستوى قائم بأعمال ولا يوجد أي سفير عربي في بغداد حتى الآن. ولفت زيباري الى ان هناك استعدادا عربيا خارج الخليج ايضاً لفتح سفارات في بغداد، وقال: «المملكة الاردنية الهاشمية ايضاً ابلغتنا انهم سيقومون بتسمية سفير جديد للعمل في بغداد وأبلغتنا الحكومة المصرية ايضاَ انها بصدد ارسال وفد امني ودبلوماسي الى بغداد لمعاينة مقر السفارة والبعثة المصرية بهدف اعادة فتحها». يذكر ان مصر أغلقت سفارتها في بغداد بعد مقتل القائم بالاعمال عام 2005، بينما تعرضت سفارة الاردن لتفجير أودى بحياة 17 قتيلا عام 2003. وفي عام 2005 ايضاً اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن اختطاف وقتل اثنين من الدبلوماسيين الجزائريين اللذين مثلا بلديهما في العراق في السفارة الجزائرية بحي المنصور. وكانت الامارات قد جمدت عمل السفارة ولم تغلقها في حزيران عام 2006 على اثر اختطاف القنصل ناجي النعيمي الذي اطلق سراحه بعد اسبوعين من اختطافه في منطقة المنصور ايضاً.

وفتحت سورية سفارتها في بغداد بعد توطيد العلاقات مع الحكومة العراقية أدت الى زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد. وقال زيباري ان «التمثيل الدبلوماسي السوري ممتاز فلديهم سفارة مؤثرة وفاعلة ولديهم قائم بأعمال ونحن فتحنا مؤخراً قنصلية في حلب لمتابعة شؤون العراقيين وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين». وضمن الحركة الدبلوماسية المتزايدة في بغداد، ارسلت منظمة المؤتمر الاسلامي بعثة الى بغداد، وأوضح زيباري ان المنظمة «وافقت على فتح مكتب للتنسيق لمنظمة المؤتمر الاسلامي في بغداد». وتعتبر مسألة الأمن جوهرية للدول العربية في فتح بعثات دبلوماسية. وقال وزير الخارجية العراقي: «من جهة حماية البعثات والسفارات، تعهدت الحكومة العراقية بتوفير أقصى شروط الامان للدبلوماسيين والبعثات العربية في بغداد، وقد حددت وزارة الخارجية اماكن آمنة للبعثات وهيئات دور مناسبة لها لكي تقوم بمهامها على أكمل وجه». وأضاف: «هناك وحدة متخصصة في (وزارة) الداخلية لحماية أمن السفارات والبعثات، ولكن لهذه الدول اعطيناهم اكثر من خيار أمني لقطع الحجج الأمنية، لهم خيار البقاء في المنطقة الأمنية أو خارجها وهيأنا كل مستلزمات هذه البعثات». ويعتبر حضور وزير الخارجية العراقي اجتماع وزراء خارجية الدول الـ6+ 2، وهي دول مجلس التعاون زائد الأردن ومصر، مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في البحرين في نهاية ابريل (نيسان)، خطوة اساسية في تقريب العلاقات العراقية ـ العربية. وقال زيباري: «كان هذا الاجتماع مهماً، فلأول مرة يحضر العراق اجتماعات الـ6+2 وسيحضر الاجتماعات الباقية، وموضوع التمثيل الدبلوماسي كان من المواضيع الاساسية التي طرحت». وامتنع زيباري عن الافصاح عن تفاصيل الاجتماع، مكتفياً بالقول انه كان مهماً في توطيد العلاقات.