أوباما يلتقي الصميدعي ويبحث الوجود الأميركي في العراق.. ويتفقان على لقاء آخر

السفير العراقي في واشنطن: مرشح الرئاسة كان حذرا في تصريحاته.. وسلاحنا الجوي لن يستكمل قبل 2018

TT

كشف السفير العراقي في واشنطن النقاب عن لقاء جرى بينه وبين المرشح الديمقراطي باراك أوباما تم خلاله بحث موضوع الوجود الاميركي في العراق.

وقال سمير الصميدعي إنه التقي في البداية الفريق الاستشاري للمرشح الديمقراطي ضم ستة أشخاص من بينهم توني ليك وسوزان رايس ودينيس ماكنين، وان اللقاء دام ساعتين شرح خلاله الدبلوماسي العراقي الاوضاع في بلاده، ثم تم بعد ذلك ترتيب اجتماع دام زهاء ساعة مع أوباما بمكتبه في الكونغرس. وقال الصميدعي إن اوباما أبدى قدراً كبيرا من التفهم خلال اللقاء وكان مستمعاً وحريصاً على استيعاب جميع المعطيات وتحدث باقتضاب، وأشار الى انه كان «هادئاًً وحذراً في اختيار تعابيره ومتحفظاً في إطلاق تصريحات وعلى استعداد أن يسمع جميع التفاصيل».

وقال الصميدعي إنه قدم للمرشح الديمقراطي، الذي يدعو الى انسحاب القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهراً إذا انتخب رئيساً، صورة من الجانب العراقي، بعد ان ظل يستمع دائماً الى الصورة من الجانب الأميركي، مشيراً الى انه تم الاتفاق عند نهاية اللقاء، على اللقاء مجدداً لكن من دون تحديد موعد محدد، وأوضح انه لم يتم خلال اللقاء بحث زيارة يعتزم أوباما القيام بها للعراق خلال هذا الصيف.

وتوقع الصميدعي الذي كان يتحدث امس خلال لقاء مع مجموعة محدودة من المراسلين في مقر السفارة العراقية في واشنطن، ألا يتخذ أوباما في حالة انتخابه إجراءات تجعله يجلب الفشل الى اميركا، لكنه قال إنه يتوقع اختلافات في معالجة كل من المرشح الجمهوري جون ماكين للوضع مقارنة مع موقف أوباما، مشيراً الى ان ايا من الجانبين سيعيد تقييم مواقفه بعد تولي الرئاسة. وقال الدبلوماسي العراقي تعليقاً على موقف أوباما الداعي لانسحاب سريع من العراق «إذا حدث ذلك سيحدث فراغ كبير وهو ما يهدد كل الانجازات التي تمت في العراق». بيد أنه قال إن الامور الآن تختلف عن عام 2006 حيث يتجه الوضع للاستقرار.

وتحدث السفير العراقي عن مسألة بناء القوات العراقية، وقال إن الاشياء تتقدم، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وأشار في هذا الصدد الى ان العراق لن يستطيع استكمال بناء سلاحه الجوي حتى عام 2018، وقال إن كل ما يوجد الآن هو بعض طائرات النقل الجوية وكذا بعض طائرات الهليوكوبتر، وقال إن الطائرات التي كانت تعود الى سلاح الجو في عهد صدام حسين، إما دمرت أو خربت، وبعضها ارسل الى دول مجاورة ولم يعد. وقال إن الحكومة العراقية باتت تنفق الآن على قوات الأمن بنسبة مائة في المائة.

وتحدث الصميدعي عن الاتفاقية التي يجري بشأنها التفاوض بين العراق والولايات المتحدة، وتوقع ان تتم المصادقة عليها قبل يوليو (تموز) المقبل، وقال إن الهدف من هذه الاتفاقية هو تنظيم الوجود الاجنبي في العراق وتوسيع دائرة السيادة، إذ ما هو متاح الآن طبقاً لقرارات مجلس الأمن، إما طلب مغادرة القوات الاجنبية او التمديد لها، وهو الأمر الذي يبحث في مجلس الأمن في ديسمبر (كانون الاول) من كل سنة كما يحدث تقييم للامر في يونيو (حزيران)، مشيراً في هذا الصدد الى ان هوشيار زيباري وزير الخارجية سيكون في نيويورك يوم 13 من الشهر الحالي لهذا الغرض. وقال إن الاتفاقية تهدف الى عدم تكرار ما حدث في ساحة النسور في بغداد عندما قام افراد من شركة أجنبية (بلاك ووتر) بإطلاق النار على عراقيين أبرياء وقتلهم. وأقر السفير العراق بوجود معارضين للاتفاقية داخل وخارج العراق، وأشار على وجه التحديد الى ايران، وقال إن المعارضين بما في ذلك ايران «يستعملون اساليب غير صحيحة لمعارضة الاتفاقية»، على حد تعبيره. ورداً على سؤال حول موقف سورية من الاتفاقية، قال «السوريون لم يقولوا شيئاً حتى الآن».

وانتقد الصميدعي مطالبة بعض أعضاء الكونغرس سحب فائض الميزانية العراقية لسد العجز في الميزانية الأميركية، ووصف هذا المنحى بأنه خطير، موضحاً أن وجود فائض في الميزانية العراقية لا يعني عدم الحاجة له، لكن سبب قلة الإنفاق يعود الى الاوضاع الامنية ومشاكل إدارية وسياسية، حيث سبق وان اعلنت الحكومة العراقية عن عدة مناقصات، لكن الشركات تحجم عن المشاركة فيها بسبب الأوضاع الأمنية.