اغتيال مستشار لرئيس البرلمان الصومالي في بيداوة.. وسط هدوء في مقديشو

مبعوث أممي: مفاوضات جيبوتي للسلام قاب قوسين من الإعلان عن فشلها

جندي من قوات البحرية الاميركية يسعف مهاجرا صوماليا على ظهر المدمرة «راسل» بعد انقاذ قارب قبالة السواحل اليمنية (أ.ف.ب)
TT

قتل متمردون مستشارا لرئيس البرلمان الانتقالي الصومالي في بيداوة (250 كلم شمال غربي مقديشو) حيث مقر هذا المجلس. وقالت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية ان محمد عبد الرحمن كوشين اغتيل بالرصاص بينما كان يتسوق من محل بقال مجاور لمنزله. وأوضح احد زملائه محمد ادي «كان لديه حارس شخصي وذهب للتسوق. في طريق عودته اطلق متمردون كانوا مختبئين قرب منزله النار وتوفي في المستشفى». وعلق حسن ادن علي، احد سكان بيداوة «رأيت رجلين يفران في الظلمة وسمعت عيارات نارية».

وفي نفس الوقت، عاد الهدوء إلى العاصمة مقديشو بعد يوم من المعارك العنيفة بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة وبين المقاتلين الإسلاميين من جهة أخرى، وقد خلفت هذه المعارك أكثر من 20 قتيلا وإصابة نحو 100 آخرين. في هذه الأثناء تمر المفاوضات بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة في جيبوتي في مرحلة دقيقة بعد أن صرح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال أحمد ولد عبد الله بأنه قاب قوسين من الإعلان عن فشل هذه المفاوضات. وقد توقف القصف المدفعي بعد حلول الظلام، لكن القوات الإثيوبية والصومالية لا تزال منتشرة في أجزاء من شارعي «القلب» و«الثلاثين» بوسط العاصمة واللذين شهدا أعنف المواجهات خلال نهار أمس.

وقد عادت الحركة بشكل بطيء إلى سوق البكارو، أكبر الأسواق في العاصمة مقديشو الذي يعتبر العصب الاقتصادي لجنوب الصومال، وكان الدمار باديا على عدد من أجنحة السوق التي أصابتها القذائف الصاروخية التي أطلقتها القوات الإثيوبية إثر اندلاع المواجهات أمس بينها وبين المقاتلين الإسلاميين حول المناطق القريبة من هذا السوق. وكذلك عادت الحركة إلى شارعي «القلب» و«الثلاثين» اللذين أغلقا بسبب المعارك الأخيرة، لكن يلاحظ تواجد كثيف للقوات الإثيوبية والصومالية التي وضعت في حالة تأهب قصوى، كما بدأ السكان من الفرار من مناطق القتال خشية عودة المواجهات بين الطرفين مرة أخرى. وقد خلفت الاشتباكات الأخيرة أكثر من عشرين قتيلا ونحو 100 من الجرحى توزعوا على المستشفيات الرئيسية في العاصمة ذات الخدمات الصحة المتواضعة.

سياسيا لا تزال التحركات مستمرة لإنقاذ الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة المنعقدة في جيبوتي برعاية الأمم المتحدة، وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال السفير «أحمد ولد عبد الله» قد قال انه بصدد الإعلان عن فشل المفاوضات ما لم تتوصل الأطراف الصومالية إلى صيغة توافقية الليلة قبل الماضية. وانقضت هذه المهلة دون حدوث تقدم يذكر، لكن أطرافا عديدة من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي تمارس ضغوطا على كل من الحكومة والمعارضة للتوصل إلى شيء. ويمثل وضع جدول زمني لانسحاب القوات الإثيوبية الذي تطالب به المعارضة أكبر عقبة تحول دون نجاح المفاوضات بين الحكومة الصومالية والمعارضة. من جهة اخرى، اعلنت البحرية الاميركية الاثنين ان احدى مدمراتها البحرية انقذت مساء الاحد قاربا على متنه حوالي سبعين مهاجرا قادمين من الصومال على الارجح، وذلك قبالة السواحل اليمنية. ولبت المدمرة الاميركية «راسل» نداءات الاستغاثة التي اطلقها القارب الذي كان يعاني من مشاكل في المحرك وكان يجنح منذ يومين، بحسب بيان للاسطول الاميركي الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرا له.

وذكر البيان في دبي نسخة منه «كان هناك سبعون شخصا على متن القارب، بعضهم كانوا بحاجة الى اسعاف طبي فوري». ولم تحدد البحرية هوية الاشخاص الذين كانوا على متن القارب لكنها ذكرت انها رافقت القارب الى الشواطئ الصومالية، ما يوحي بانه كان يحمل مهاجرين من هذا البلد.