اتخذت السلطات الجزائرية، إجراءات ضد وكالتي أنباء عالميتين، بسبب وقوع الأولى في نشر «حادث لم يقع» والثانية في «تهويل» حصيلة عمل إرهابي. فقد ذكر وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة عبد الرشيد بوكرزازة، في مؤتمر صحافي أمس، أن السلطات قررت سحب الاعتماد من صحافي «رويترز» بسبب نشره حادثة لم تقع، في إشارة إلى نشر الوكالة أول من أمس خبراً عن سقوط 20 قتيلا في تفجير محطة حافلات بمدينة البويرة (100 كلم شرق العاصمة). وكانت الوكالة قد تراجعت بعد ساعات وسحبت الخبر. واتخذت السلطات نفس الإجراء بحق صحافي وكالة الصحافة الفرنسية، بسبب نشر الوكالة خبراً عن مقتل 12 شخصاً في الاعتداء الذي وقع الاحد الماضي، بمنطقة بني عمران (شرق)، في حين قالت الحصيلة الرسمية، إن الاعتداء خلف قتيلين. وأعلن صحافي «رويترز» أمس استقالته.
وعلق بوكرزازة على الأخبار غير الصحيحة، التي تناولت أول من أمس سقوط قتلى في عمليات إرهابية، قائلا: «إن هناك من يصر على أن الخبر لن تكون له قيمة، إلا إذا كان يتعلق بجثث الجزائريين». وأعرب وزير الخارجية مراد مدلسي لصحافيين بالعاصمة، عن «أسفه» لمقتل فرنسي في تفجير بني عمران مساء الأحد. وقال بشأن سحب الشركة التي تشغل الضحية، بقية عمالها بعد الحادث: «الفرنسيون المقيمون بالجزائر يعرفون الوضع الأمني بالجزائر جيدا». وفهم كلامه على أنه من يعيش الوضع في الجزائر ليس كمن يقرأ عنه في الصحافة، التي غالبا ما تتهمها السلطات بالتهويل في نقل الأخبار الأمنية.