بوش يحذر إيران ويخيرها بين العزلة او تعليق البرنامج النووي

الرئيس الأميركي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى ضم تركيا إليه في ختام القمة المشتركة

الرئيس الأميركي والمستشارة الألمانية يمشيان في حديقة بيت الضيافة بقصر ميسبرغ أمس (أ.ف.ب)
TT

حذر الرئيس الأميركي جورج بوش من ان امتلاك ايران للسلاح الذري سيكون «امرا خطرا للغاية على السلام العالمي». وقال على هامش آخر قمة اوروبية ـ اميركية شارك فيها في سلوفينيا بصفته رئيسا للولايات المتحدة قبل انتهاء ولايته: «سيكون امتلاك ايران للسلاح النووي خطرا للغاية على السلام العالمي، لذلك علينا ان نستمر بالعمل معا ليكون ذلك واضحا وواضحا جدا بالنسبة اليهم (الايرانيين): إما ان يواجهوا العزل وإما ان تكون لهم علاقات افضل معنا جميعا اذا علقوا برنامج التخصيب بشكل يمكن التحقق منه».

وجاء حديث بوش بعد أن تعهد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في بيان مشترك في ختام القمة، ببحث إمكانية مزيد من العقوبات ضد إيران. وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت في مدينة بردو في سلوفينيا، إنه يتعين على إيران أن توقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم وإلا ستواجه المزيد من العقوبات التي تستهدف البنوك التي تدعم «الارهاب» والانتشار النووي. وقال الجانبان إنهما «سيواصلان العمل معا لاتخاذ خطوات تضمن أن البنوك الايرانية لن تسيء استخدام النظام المصرفي العالمي لدعم الانتشار النووي والارهاب».

وفي موضوع آخر، شجع بوش الاتحاد الاوروبي على ضم تركيا اليه، وقال: «نعتقد بشدة أنه يجب أن تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الاوروبي». وطمأن الرئيس الاميركي الاوربيين الاوروبيون الذين يشعرون بالقلق بسبب تراجع سعر صرف العملة الاميركية الذي يترجم بارتفاع كبير لسعر اليورو ما ينعكس سلبا على الصادرات، وقال: «نحن نريد الدولار قويا ونعتقد ان القيمة النسبية للاقتصاديات هي التي ستحدد في نهاية الامر قيمة الدولار».

ووصف بوش المقترح السعودي بعقد قمة تجمع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط لبحث ارتفاع الاسعار، بأنه «مثير للاهتمام». وقال: «اعتقد انها فكرة مثيرة للاهتمام من الملك السعودي». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد كلف أول أمس وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي الدعوة الى اجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في انتاج وتصدير وبيع البترول للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه، في الوقت الذي قارب فيه سعر برميل الخام 140 دولارا. كذلك حث الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة روسيا على عدم التدخل في النزاع المتعلق بإقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا. وأكد الجانبان في البيان مجددا التزامهما «بمبادئ سيادة وسلامة أراضي جورجيا في إطار حدودها المعترف بها دولي»، ووجها دعوة الى «كل الأطراف، خاصة روسيا إلى دعم هذه المبادئ».

وتعهد الجانبان أيضا بدعم انتقال الادارة الحالية لإقليم كوسوفو بشكل سلس من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الاوروبي، وجددا التزامهما الطويل الأمد بتحقيق الاستقرار في أفغانستان وذلك قبيل مؤتمر المانحين المقرر عقده في باريس غدا.

وتطرق البيان الختامي الى الأحداث في زيمبابوي، وطالب بإرسال مراقبين إلى في اقرب وقت ممكن. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإرسال وفد لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان.

كما تطرق البيان إلى مفاوضات الحكومة الصينية مع حكومة التبت. وجاء في النص أن القمة تشيد «بالقرار الأخير الذي اتخذته الصين بإجراء محادثات مع مندوبي الدالاي لاما، ونشجع الطرفين على الإسراع في المضي قدما لإجراء حوار يتسم بالجدية ويكون بناء ويهدف إلى تحقيق نتائج». وفي شأن قضية التغير المناخي لم يتمكن زعماء أوروبا والولايات المتحدة من حسم خلافاتهم حيث ذكروا أنهم في الوقت الذي يلتزمون فيه بالتوصل لاتفاقية جديدة في هذا الشأن بعد انتهاء العمل ببروتوكول كيوتو نهاية عام 2009، قالوا إنهم سيواصلون جهودهم بما «يتوافق مع سياساتهم الخاصة في هذا الشأن». الا ان بوش قال أنه لا يزال ممكنا التوصل الى اتفاق دولي بشأن مواجهة ظاهرة التغير المناخي خلال فترة رئاسته التي تنتهي في بداية عام 2009. وبعد انتهاء القمة واختتام زيارة استمرت 18 ساعة الى سلوفينا، غادر بوش والوفد المرافق متوجها الى العاصمة الألمانية برلين. ورفضت دائرة المستشارة أنجيلا ميركل التعليق على مواضيع الزيارة، تاركة المجال للتكهنات الصحافية حول أسباب الزيارة المغلفة بالأجواء الودية والسياحية التوديعية.

وقبيل وصول بوش الى برلين، قال وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش غينشر إن الولايات المتحدة تكبدت «خسارة كبيرة في الاحترام والنفوذ« تحت قيادة بوش. وأضاف أن آراء الاوروبيين السلبية في الرئيس الأميركي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية».

ومن المنتظر أن تخرج الزيارة اليوم عن طابعها «التوديعي» لترتدي طابعا أكثر جدية باجتماع سياسي اقتصادي هام. ويعتقد بعض المراقبين السياسيين أن بوش سيحاول في اجتماع القمة كسب رأي المستشارة الألمانية إلى جملة من الإجراءات العقابية الجديدة ضد إيران بسبب ملف الأخيرة النووي. ومعروف أن حكومة المستشار السابق شرودر وقفت ضد الحرب على العراق وفضلت الأساليب الدبلوماسية على الإجراءات العسكرية في التعامل مع ملف إيران النووي. ونجحت المستشار ميركل في إنهاء «عصر الجليد» الذي بدأه شرودر في العلاقات بين البلدين، من خلال اتخاذ سياسة أكثر ولاء لسياسة الإدارة الأميركية، إلا أنها بقيت متحفظة تجاه الخيار العسكري ضد إيران. وزيارة بوش الى المانيا هي الخامسة منذ توليه الحكم قبل 8 سنوات. وتختلف هذه الزيارة عن مثيلاتها السابقة من ناحية الإجراءات الأمنية المتخذة، وهو ما يمنح الزيارة طابعا توديعيا. فليس هناك «جيش» صغير من القوى الأمنية يرافق الرئيس الأميركي، ولا حظر شوارع ولا تطويق مدن. وكان 500 من رجال «السي آي إيه» قد احتلوا مدينة شترازولد الشرقية قبل زيارة بوش الأخيرة. كما شارك 15 ألف شرطي ألماني في ضرب طوق حول المدينة بهدف حماية الرئيس الأميركي. وكلفت تدابير الحماية الشخصية الجانب الألماني أكثر من 200 مليون يورو خلال يومين.

ويتم اللقاء هذه المرة في دار الضيافة الألمانية في ميسبيرغ الذي يبعد 70 كم عن العاصمة برلين، وهو قصر أطلق عليه الكاتب الألماني الكلاسيكي ثيودور فونتانا اسم «قصر الأحلام».