كندا بعد أستراليا تقدم اعتذارها رسمياً للسكان الأصليين اليوم

بعد عشرات السنوات من عزلهم في دور مخصصة لهم ومنعهم من ممارسة ثقافتهم

TT

سيتلقى حوالي ثمانين الف شخص من السكان الاصليين في كندا اليوم اعتذارا انتظروه طويلا من السلطات عن المعاملة السيئة لهم طوال عشرات السنوات، وعزلهم في دور خصصت لهم ومنعهم من ممارسة ثقافتهم التي كانت تعتبرها السلطات الكندية «متوحشة». وسيقدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رسميا امام البرلمان اعتذارات كندا الى التلاميذ السابقين لـ«دور الرعاية الخاصة بالسكان الاصليين» الذين ما زالوا على قيد الحياة. وكان هؤلاء الشبان قد أجبروا على دخول هذه المؤسسات لعشرات السنين حيث بقوا منقطعين عن ثقافتهم الاصلية من اجل ادماجهم في المجتمع الكندي.

وقال الزعيم الوطني فيل فونتين الذي امضى عشر سنوات في واحد من هذه المراكز لوكالة الصحافة الفرنسية، «انها اسوأ صفحة في تاريخنا. بسبب الفشل في قتل كل الهنود قرروا قتل الهندي خلال طفولته والقضاء على كل شعور بانتمائه للهنود». وأضاف: «كانوا يدعوننا متوحشين في الاقل مرة في اليوم. كانت ثقافة طاغية تفرض ارادتها على ثقافة اخرى. لقد اضر ذلك بقدرتي على اقامة علاقات وأضر باحترامي لنفسي. كنت اشعر بالخجل لانني ولدت من السكان الاصليين».

ومنذ نهاية القرن التاسع عشر الى التسعينات مر حوالي 150 الف طفل من السكان الاصليين من هنود وخلاسيين، بهذه الدور التي تسيرها مؤسسات مسيحية بإشراف الحكومة الفيدرالية. وما زال ثمانون الفا منهم احياء بينما يؤكد عدد منهم انهم تعرضوا لسوء معاملة واستغلال جنسي. وكان الشبان الذين يدخلون هذه الدور يمنعون من التحدث بلغتهم الأم. وقد أغلق الجزء الاكبر في السبعينات لكن آخر هذه الدور بقيت تعمل حتى 1996. ويعيش السكان الاصليون الذين يبلغ عددهم 3.1 مليون شخص من اصل سكان كندا البالغ عددهم 33 مليوناً، بدخل اقل بكثير عن متوسط دخل الفرد في هذا البلد. وقال القاضي الكيبكي الذي ينتمي للسكان الاصليين، غيسلان بيكار، ان «ارث هذه المدارس ما زال واضحا جدا، خصوصا الفارق الاجتماعي الاقتصادي الكبير جدا» مع الكنديين الآخرين.